اخبار العراق الان

عاجل

لوحات ممسرحة" قراءة نقدية للوحات الفنان التشكيلي العراقي احمد الزعيم

لوحات ممسرحة
لوحات ممسرحة" قراءة نقدية للوحات الفنان التشكيلي العراقي احمد الزعيم

2018-05-05 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية


 

بقلم ايمان الكبيسي تنطلق بين ثنايا الاشكال والالوان صرخة تحمل وجع الصدر وحرقة الالم ينجلي عبرها ذلك الجبل الجليدي الحاجب للحقيقة والذي يستثمر مئات الاقنعة البشرية الهجينة المزيفة في ازاحة للحقيقة واسِكان تلك المسوخ مكانها، اذ تنطلق فرشاة الزعيم عبر الالوان والاشكال والخامات لتجسد صراعاً مسرحياً ضمن فضاءات لاتنعزل زمكانيا عن ماهية الواقع المعش فنجدها تتجسد في لوحة (فلاكا) التي تشكل عملا مستفزا لكشف المضمر ومتناولة لموضوعات مسكوتٍ عنها عرفيا تحت قوانين وتابوهات شتى. عندما نتحدث عن المسرح نصا كان ام عرضا على الخشبة ينبغي توافر مقومات تتمثل (بالشخصية، الحوار، الحبكة وما تحويه من احداث وصراعات، الفكرة المراد ايصالها عبر وسائل سمعية منها وبصرية)، وهنا نجد الزعيم قد وظف تلك العناصر المسرحية عبر لعبة ذكية ضمنها لوحاته الاخيرة ومنها (فلاكا) في انتقالة تصاعدية بين السابق الحاضر لمستوى اعماله وآلية اختيار موضوعاته. فقد جسد الصراع الازلي بين ثنائيات (الخير والشر)(الحق والباطل) عبر رسمه لشخصيات ادمية تتمثل بالانسانية التي تبتغي الحياة بسلام لكنها مقيدة بقيود كثيرة تفرضها تلك المسوخ القاطنة للجانب الثاني من الصراع رسم (الزعيم) ابعادها بحرفية عالية تمثلت بالغراب المعمم بالافاعي في استعارة قصدية تحيل الى رؤيا اراد عبرها الفنان الانزياح عن فكرة الدين المشوه مدافعا بذلك عن اساس الدين ورافضا في ذات الوقت تلك المسوخ وسلوكياتها التي تعمد الى التشويه والتخريب تحت عباءة متهرئة باسم الدين تحاول تصوير التقليد لها والاعتقاد بها هو الوصول الى الدين الذي عمد الفنان الى الترميز له باستعارة اللون التركواز لما له من دلالات رمزية تعاقد عليها المجتمع وتعارف بربطها بالشرق والدين، مع اختياره لموقع الدين القويم في انقطاع عن ما يرومه الغراب والاعتلاء عن مستوى نظره وفهمه ضمن ميزانسن اللوحة، فالفنان جعل من شخصية الغراب شخصية ضدية للانسانية متسلحة بالخرافة عبر تصديرها الى الجهلاء والبسطاء من القوم في علاقة تفاعلية متبادلة المنفعة بينها وبين المسوخ القادمة على ظهر عربة الازبال التي صدرها لنا المحتل، فالغراب والخرافة يمثلان صوتا ودستورا يحمي تلك المسوخ في وقت تمثل هذه المسوخ دعما يبقى على الجهل والتخلف وبهذا تبقى المسوخ على اختلاف منابعها دينية كانت ام سياسية متسيدةً للمشهد العام ومغيبة للانسان الذي يمثل الطرف الثاني من الصراع عبر اغراقه ببحور الدم والهروب منها الى سلوكيات تغيب العقل (كالمخدرات والادمان او الارتكان الى التباكي على ذلك النهر الاحمر الجاري ولطم الصدور)، لكن الفنان هنا جعل من التحول اساسا له بعد ان اعتمد التعرف للشخصيات والاحداث وتصاعدها من خلال وضعه لتلك المسوخ على سكة واحدة، والغرابة ان تلك السكة الممثلة لقيادة دفة الحكم محطمة في اشارة منه الى ان تلك المسوخ لاتمتلك مقومات القيادة والا تفقه شيئا في الحكم، كما تحيل الى ان الدين لايتفق مع السياسة ولايسيران على سكة واحدة. يرسم الزعيم احداث قصته المتصاعدة وصولا الى الذروة التي تفتح السدود لتغذية انهار الدم مع تصاعد الاصوات المناهضة لها والتي تعمد المسوخ الى اسكاتها والالتفاف حولها وتسيسها ضمن نظام القطيع فتصبح عقلا طوطميا ينقاد ويغذى ايروتيكيا وبهذا يعلن الفنان عن نهاية ماساوية مفتوحة امام المواطن تكمل المشهد اما ان يختار ان يموت في بحار الدم او ان يختار ان يُعدم عقله سريريا عبر الخرافة والادمان والجنس، لتبقى المسوخ متنعمة بالخيرات وممسكة بها باذرعا والسنتها. ولايختلف الامر كثيرا في اسلوب الفنان في لوحة ( احتضار 3D) التي جسد عبرها صراعا ازليا بين الابواق المؤيدة للامبرايالية وسياسات الدول الكبرى ومصالحها وبين الانسانية والحضارة الموغلة في القدم، وهو بذلك قد استعار من واقعه صورا جسدها عبر مخيلته الفذة بشخصيات بعضها مؤنسن والاخر فنتازي فقد اتخذ من الحصان العربي رمزا للحضارة فيما جسد الاعلام بافواه مشوهة تشبه الابواق لاظهار الدور الاعلامي لتلك السياسات في طمس حضارات وتعزيز اساطير بدل عنها، اذ تنتهي الاحدث بذات النهاية لسابقتها لكن بمشهد اقل سودواية عبر حركة الحصان الناهض، وفي تحفيز للجماهير تبعا لموقولة الشاعر(اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر).          

لوحات ممسرحة
لوحات ممسرحة
لوحات ممسرحة
لوحات ممسرحة
لوحات ممسرحة

www.alhadathcenter.net/images/3D_Dilapidation_alone