فرص انتخابية ضئيلة لراشق بوش بالحذاء في العراق
بغداد - قرر الصحافي العراقي منتظر الزيدي، الذي اشتهر في أنحاء العالم بعدما رشق الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش بحذائه، الترشح إلى الانتخابات التشريعية المقررة في 12 أيار/مايو الحالي، لـ"يقضي على السياسيين الفاسدين"، بحسب قوله.
وقال الزيدي، المرشح على لائحة "سائرون" التي تجمع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والحزب الشيوعي العراقي "أطمح إلى أن أزج بكل السياسين اللصوص بالسجون، وأجعلهم يندبون حظهم، وأجردهم من كل أموالهم".
خلال زيارة بوش الإبن للعراق في العام 2008، رشقه الزيدي بحذائه أثناء مؤتمر صحافي له مع رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، صارخا "هذه قبلة الوداع من الشعب العراقي يا كلب".
وبعيد ذلك، غادر الزيدي البلاد بعد قضاء تسعة أشهر في السجن، متوجها إلى لبنان حيث عاش لثماني سنوات وتزوج وأنجب ابنة.
واضاف الزيدي لوكالة الصحافة الفرنسية "لست نادما على رشق بوش بالحذاء. على العكس، أشعر بالندم لأنه لم يكن لدي سوى زوج واحد في ذلك الوقت".
الزيدي الذي صار بطلا بالنسبة لكثيرين حول العالم، عاد اليوم إلى العراق ليأخذ التسلسل الرقم 95 من بين 138 مرشحا على اللائحة في بغداد، ما يجعل حظوظه ضئيلة لدخول البرلمان.
لكن هذا الأمر لا يقلقه. وعلق "لا يشرفني أن أكون زميلا لكل لص. هذا العراق بلدي، وإن شاء الله سأسترد الأموال والعقارات التي سرقوها من العراق".
ولفت الزيدي إلى أنه اختار لائحة "سائرون" لأنها "مستقلة، وستكسر طوق الطائفية".
ولا يزال الزيدي يعارض الوجود الأميركي في العراق "مئة بالمئة" رغم أن الولايات المتحدة كانت الداعم الأساسي للقوات العراقية في دحر تنظيم الدولة الإسلامية.
لكنه اعتبر أن "الولايات المتحدة هي التي دعمت داعش، فكيف يمكن القول إنها تريد التخلص منه"؟
وستكون هذه الانتخابات الأولى التي تشهدها البلاد منذ إعلان "الانتصار" على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق الذي يحتل المرتبة 12 عالميا للبلدان الأكثر فسادا، وحيث يتهم الشعب غالبية المسؤولين بالعجز والفساد.
وسيختار نحو 24.5 مليون ناخب في 12 أيار/مايو، بين زهاء 7000 مرشح يتنافسون على 329 مقعدا في البرلمان.
وفي نهاية عملية الاقتراع، التي تخلط بين النسبية والمحاصصة ، سيتعين على اللوائح الفائزة أن تتحد لتشكيل ائتلاف حكومي.
ويظهر هذا العام، للمرة الأولى، الانقسام في الصفوف الشيعية، حتى بين الحزب الواحد، على غرار الدعوة الذي ينتمي اليه العبادي والمالكي اللذين يتنافسان على لائحتين مختلفتين.