اخبار العراق الان

اقبال ضعيف على الاقتراع في أول انتخابات محلية بتونس

اقبال ضعيف على الاقتراع في أول انتخابات محلية بتونس
اقبال ضعيف على الاقتراع في أول انتخابات محلية بتونس

2018-05-06 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست


تونس - بدا اقبال الشباب التونسي على مراكز الاقتراع في الانتخابات البلدية الأولى اثر ثورة 2011 ضعيفا الأحد في مرحلة مهمة تريد السلطات عبرها تكريس ديمقراطية محلية في المناطق (ديمقراطية تشاركية).

وتعبر كاميليا ملوكي (23 عاما) الحائزة على شهادة علمية وعاطلة عن العمل، عن استيائها عبر وضع ورقة بيضاء في صندوق الاقتراع قائلة "سقطت في فخهم في 2014 ولا أريد اعادة الكرة مرة أخرى".

ولا تزال مكاتب الاقتراع تشهد اقبالا ضعيفا وقلة من الشباب (ثلث الناخبين دون 36 سنة) توجهت للاقتراع صباح الأحد.

ويقر عدد من الشباب التونسي بعدم تحمسه للانتخابات بسبب الوضع الاقتصادي الصعب للبلاد حيث تقارب نسبة التضخم مستوى 8 بالمئة ونسبة البطالة مرتفعة اضافة للتسويات السياسية بين الأحزاب. ويمثل الشباب والنساء نصف المرشحين لهذه الانتخابات.

ووجه عدد من السياسيين التونسيين عبر وسائل الاعلام المحلية دعوة للناخبين للتوجه إلى مكاتب الاقتراع والتصويت بكثافة بالرغم من الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي تمر به البلاد.

وتضيف كاميليا التي دخلت أحد مكاتب الاقتراع في العاصمة تونس بعد ساعة واحدة من فتحها "هي حملات لاستمالتنا واغرائنا فقط".

وقدمت كاميليا الحائزة على شهادة في الآداب للتصويت لـ"تمارس حقها ولتقديم بطاقة فارغة" لأنها "لا تثق في الأحزاب السياسية والقائمات".

وتقول "هم (السياسيون) حدثونا عن الأمل والمستقبل الجيد، فقط مع اقتراب الانتخابات".

ووفقا لمراقبين لم تكن الحملات الانتخابية نشطة كما كانت في 2014 وتأثرت بعدم الوضوح القانوني في ما يتعلق بالصلاحيات الجديدة التي منحها المشرع التونسي للمجالس البلدية.

وقد دعا كل من رئيس حزب النهضة راشد الغنوشي والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الأحد اثر انتهائهما من الاقتراع، الشباب التونسي للتوجه إلى مكاتب الاقتراع للإدلاء بأصواتهم. للصناديق.

ونشرت شركة متخصصة في صناعة الألبسة وحانة في تونس عروضا وتخفيضات تخص المقترعين فقط.

ويتكرر نفس المشهد في عدد من مكاتب الاقتراع من دون ناخبين بالعاصمة عكس الصورة التي تجلت في الانتخابات الرئاسية والتشريعية في العام 2014 وأيضا في الانتخابات التأسيسية في 2011 حين انتظر الناخبون لساعات للإدلاء بأصواتهم.

ووفقا لمراقبين من المنتظر أن تسجل الانتخابات البلدية نسبة عزوف كبيرة خصوصا إثر نسبة المشاركة الضعيفة لرجال الأمن والجيش خلال اقتراعهم الأحد الماضي والتي كانت في حدود 12 بالمئة.

ويرجح مراقبون حصول عزوف كبير في هذه الانتخابات خصوصا في صفوف الشباب.

وبلغت نسبة الاقبال على التصويت نحو 13.6 بالمئة حتى منتصف نهار الأحد بحسب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.

ويقول رئيس منظمة مراقبون المتخصصة في مراقبة الانتخابات رفيق الحلواني "وفقا لملاحظاتنا فإن نسبة العزوف تشمل خصوصا الشباب وقد تجلت هذه الظاهرة في 2014 وتتأكد الآن، هم لا يثقون في الانتخابات كوسيلة للتغيير وهذا أمر جد سيئ بالنسبة للديمقراطية".

وتعبر دليلة (22 عاما) وهي ترافق أمها لمكتب الاقتراع عن رفضها الشديد للانتخابات، وتقول "لم أفهم شيئا من الانتخابات، ولا أريد أن أفهم ولن انتخب ولا انتظر شيئا من السياسة".

وشكلت لامركزية السلطة مطلبا مهما لثورة 2011 وبالإمكان ترسيخها عبر هذه الانتخابات التي تم تأجيلها أربع مرات.

ويقول مساعد مدير مكتب اقتراع، رفض الكشف عن اسمه "لم نجد نفس الحماسة التي كانت في 2011 حين اصطف الكهول والشباب والمسنون قبل ساعة من فتح أبواب المكاتب".

ويعزو سبب ضعف حضور الناخبين إلى "موقف الناس من السياسيين والسياسة"، أما الشباب ففي تقديره "لا يزالون يغطون في النوم".

وتأنق عبدالعزيز محجوب (74 عاما) لهذه المناسبة ببدلة سوداء وشاشية (قبعة تقليدية) حمراء وربطة عنق بلون العلم التونسي، مبديا "فرحه".

ويختم بالقول "كنت من بين الأولين الذين جاؤوا للاقتراع، كما لو كان يوم عرسي، لأني أريد أن اعطي مثالا للشباب: يجب ألا نفقد الأمل وأن نمارس واجبنا لأن المستقبل سيكون أفضل".