اخبار العراق الان

الإتفاق النووي وضرورة الحفاظ علي الإنسجام الوطني

الإتفاق النووي وضرورة الحفاظ علي الإنسجام الوطني
الإتفاق النووي وضرورة الحفاظ علي الإنسجام الوطني

2018-05-07 00:00:00 - المصدر: ارنا


وفي هذا الشأن أجرت صحيفة جام جم الايرانية لقاء مع المتحدث الاسبق لوزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي أكّد فيه علي أنّ استمرار النهج الحالي للاتفاق النووي والتكاليف التي يجب أن تتقبلها ايران للإحتفاظ بهذه المعاهدة الدولية في ظل الظروف الراهنة بات تفوق المنافع التي قد تحصدها منه.
و ردّاً علي سؤال حول التصريحات الحكومية الايرانية ومواقف السياسة الخارجية الايرانية التي لاتري الظروف متوفرة وملائمة لديمومة الإتفاق النووي و وماهي نوعية الخطوات التي يجب إتخاذها دون المساس بسمعة ايران والتزامها بالاتفاق قال حميد رضا آصفي:
لايمكن حتي اللحظة الجزم بحتمية انسحاب ترامب من الاتفاق النووي حتي اللحظة وما شهدناه أو سمعناه من تصريحات ومواقف أطلقها مسؤولون ايرانيون خلال الاسبوعين الأخيرين كانت ضرورية لكنها لاتدل بالضرورة علي خروج حتمي للولايات المتحدة من المعاهدة النووية بل هي مواقف وتصريحات آتية في إطار إجراءات وقائية تحد من تفاجُؤ الجانب الاوروبي والامريكي وعدم شعورهما بالصدمة عند مواجهة الرد الايراني المتوقع مؤكداً علي أنّ تداعيات هذه الإجراءات ليست ايران المسؤولة عنها بل تقع علي عاتق ترامب والصهاينة والسعوديين المتأمركين أنفسهم.
ورداً علي سؤال حول توقعاته بشأن ال12 من مايو قال آصفي:
ما زال عاجلاً الإبداء بأي رأي بهذا الشأن إذ لم يتأكد أحد حتي الآن من الموقف الذي سيتخذه ترامب لكنني أعتقد بأنّ هذا الأخير لن ينسحب في ال12 من مايو عن الإتفاق النووي ولا يعتريني شكاً في ذلك، إنما قد يرفض ترامب فكرة عدم تمديد الحظر ضد ايران ويجب حينئذ الإنتظار حتي يونيو حيث إمكانية فرض عقوبات أشد من جانب واشنطن ضد ايران.
و رداً علي سؤال حول أفضل خطوات أو إجراءات يجب إتخاذها حتي لحظة إتخاذ ترامب قراره النهائي بشأن البقاء أو الإنسحاب من المعاهدة النووية قال المتحدث الأسبق للخارجية الايرانية:
إنّ ما قام به المسؤولون الايرانيون خلال الاسبوعين الاخيرين كان صحيحاً. فإن شعرَت واشنطن بوهن أو خوف من جانب ايران ستزيد من ضغطها علينا فضلاً عن ضرورة مواصلتنا الحوار مع الجانب الاوروبي والتأكيد لهم بأنهم هم الخاسر الأول عند الإنسحاب الامريكي.
وأضاف آصفي بأنّ الولايات المتحدة بسبب نكثها لعهودها التي قطعتها عند التوقيع علي الاتفاق النووي باتت تفقد سمعتها ومكانتها الدولية وهذه الحال ايضاً بالنسبة للدول الاوروبية إن نكثت بعهودها وهي ايضاً ستفقد ثقة الآخرين بها حينئذ مشيراً الي المواقف الصريحة والشفافة التي أطلقها الإدميرال شمخاني ومحمد جواد ظريف ورئيس الجمهورية الايراني في هذا الشأن التي يجب مواصلة إطلاقها وتنبيه الاوروبيين بأنّ ايران لديها خيارات متعددة للرد المحتمل.
وحول تصريحات ظريف التي أكّد فيها علي عدم قبول ايران لما يجري حالياً سواء انسحب أو بقي ترامب في الاتفاق في ال12 من مايو/أيار وإتخاذ ايران نفسها قراراً بشأن الاتفاق النووي سأل مراسل صحيفة جام جم: لماذا علينا الإنتظار للرد بعد السبت ال12 من مايو ولماذا ليس الآن؟.
قال آصفي: لايجب التسرع في إتخاذ موقف حيال الملف قبل الموقف الامريكي كي لاتبدو ايران هي السبب في نسف الاتفاق وكي لايحمّلوها أوزار تداعيات هذه الخطوة وكي لاتلومنا الدول الاوربية بأنها كانت في طريقها لاقناع ترامب لكننا نحن أفسدنا الأمر ناهيك عن إمكانية إتخاذ روسيا والصين مواقف مشابهة ضد ايران.
وأضاف آصفي بأنّ ردة فعل ترامب لايمكن التنبؤ بها في مثل هذه الحالات، فمن الأفضل الصبر والتريُّث حتي ذلك اليوم.
ورداً علي سؤال حول تقييمه لمواصلة النهج الحالي إزاء الاتفاق النووي مع الأخذ بعين الاعتبار العرقلة الامريكية للمعاهدة وتداعيات ذلك علي بلدنا قال حميد رضا آصفي:
بالتأكيد لايمكن القبول بالحالة الراهنة والمضيّ فيها ويتوجب علينا التحاور مع الجانب الاوروبي حول تطبيق الالتزامات وتفعيل إستثمارات الشركات الاوروبية يلي ذلك حثها علي تشجيع واشنطن علي الالتزام بتعهداتها فضلاً عن خوض مفاوضات مع الجانب الاوروبي حول التبادل المصرفي.
كا أكّد اصفي علي ضرورة التخطيط للاقتصاد المستند الي الداخل الايراني وتنمية محلية للانتاج الوطني وتسليط الضوء علي دول شرق آسيا والدول راغبة بالتعاون مع ايران.
وعن طبيعة إدارة البلاد في ظل الظروف السياسية والاجتماعية الراهنة وكَون البلاد علي أعتاب إتخاذ قرار مصيري كيف يمكن اتخاذ خطوات ومواقف لاتكلّف البلاد الكثير وتحفظ النسيج الداخلي والتضامن الوطني، قال المتحدث الأسبق للخارجية الايرانية:
إنّ الإتفاق النووي ليس حكراً علي حكومة أوجماعة محلية دون سواها بل يخص البلاد والنظام برمته ولاتوجد نزعة أو تيار في البلاد يؤيّد إنهيار هذه المعاهدة وهذا ما جعل الاتفاق النووي يأخذ إهتماماً ايرانياً شاملاً تهتم به السلطات الثلاث والقيادة الايرانية وجميع الأطياف والمكونات المحلية.
وإعتبر آصفي هذا المصير المشترك يفرض علينا جميعاً تعبئة جهودنا بهدف خلق انسجام وطني مهما كان انتساباتنا أو نزعتنا بطريقة لاتُشعر الأعداء بتفكك داخلي ولاتُطمع الأمريكيين والصهاينة والسعوديين بشئ، بل تُشعروهم باليأس والإحباط.
إنتهي** ع ج** 1837

الإتفاق النووي وضرورة الحفاظ علي الإنسجام الوطني