أموال المانحين الأجانب تغذي الفساد في أفغانستان
كابول - قال المدقق الاميركي الخاص جون سوبكو الاثنين ان المانحين الاجانب اغدقوا على افغانستان أموالا تفوق قدرتها على استيعابها الامر الذي يفاقم الفساد ويغذي النزاع الطويل.
وتأتي تصريحات المفتش الاميركي العام لاعادة اعمار افغانستان بعد تقييم اخير ينتقد تعامل البنك الدولي مع صندوق اعادة اعمار افغانستان.
ووجد سوبكو انه لا توجد رقابة دقيقة على كيفية انفاق اكثر من عشرة مليارات دولار تبرعت بها 34 دولة ووكالة مانحة منذ 2002. كما ان البنك الدولي غير قادر على اجراء تقييم الدقيق لتأثيرات هذه الأموال.
وقال سوبكو ان اساءة تعامل صندوق اعادة اعمار افغانستان يسلط الضوء على المشاكل الاكبر المتعلقة بالانفاق الخارجي على اعادة الاعمار والمقدر بعدة مليارات في افغانستان منذ 2001، مضيفا ان التقرير كان بمثابة "جرس انذار" للمجتمع الدولي.
واضاف "لقد ساهمنا في تفاقم الفساد من خلال تقديمنا الكثير من الاموال بشكل سريع جدا لبلد صغير جدا، والاهم بدون الكثير من الرقابة".
وتابع "لقد اهملنا الفساد في المراحل المبكرة. وقد اهملنا المسؤولين الفاسدين الذين نمدهم بالمال، وامراء الحرب والمسؤولين الذين اصبحوا في غاية الثراء".
ورأى ان هذا الفساد يساعد على تغذية النزاع الطويل الذي دخل عامه الـ17، من خلال تقليص التأييد للحكومة الافغانية والاضرار بمعنويات قوات الامن "الذين يقاتلون ويموتون".
وتأتي تصريحاته بعد ان اظهر تقريره الفصلي "انخفاضا حادا" في عديد الجيش الافغاني، فيما تزيد حركة طالبان وغيرها من الجماعات المتمردة سيطرتها على السكان. واقر البنك الدولي انه "يتفق مع الكثير مما يحتويه تقرير المفتش العام".
"ادوات مكسورة"
وانتقد سوبكو واشنطن بشدة وزارة الخارجية على اخفاقها في دعم العمليات الاميركية في افغانستان بالشكل الكافي.
وقال انه تم اعطاء الدبلوماسيين وعمال الاغاثة والجنود "صندوقا من الادوات غير الصالحة" لاعادة اعمار البلاد.
وأكد ان الضغوط لانفاق المال بشكل سريع جدا اضافة الى المهمات القصيرة والقيود على التنقل خارج حدود السفارة الاميركية في كابول اعاق جهود اعادة الاعمار.
واضاف "برامجنا لاعادة الاعمار وبرامجنا للتنمية تشبه خط التجميع (...) اذا حاولت ان تبطئه فأنت المتسبب في عرقلة العمل".
واشار الى ان تدهور الوضع الامني في انحاء افغانستان خصوصا في كابول دفع بالعديد من السفارات والمنظمات الاجنبية الى خفض عدد موظفيها وتشديد القيود على حركة الموظفين.
وقال أن ذلك أدى الى تكليف جهات خارجية بمراقبة المشاريع "على افتراض أن ذلك سيؤمن المقدار ذاته من المحاسبة الذي تتطلبه حكوماتهم".
وأكد ان "اعادة الاعمار لا تخلو من المخاطر ... اذا اردتم شيئا يخلو من المخاطر فلا تأتوا إلى هنا".
وتابع ان غياب المراقبة مقرونا بالتدفق المفرط للأموال يدفعه الى تشبيه الانفاق على اعادة الاعمار في افغانستان ب "آلة لا يمكن ان تتوقف".
يشار إلى ان افغانستان تأتي في المرتبة 177 بين 180 بلدا في مؤشر منظمة الشفافية الدولية الاخير.
وقال سوبكو ان "قدرة افغانستان على الاستيعاب"، كمؤشر على حجم المبلغ الذي يمكن لبلد ان يستوعبه قبل ان يتم هدره، قد تم تجاوزها كل عام تقريبا منذ 2002.
وختم قائلا "نلتزم القيام بالمزيد ونقول توقفوا، خذوا نفسا عميقا، انتم لا تعلمون كيف تم انفاق المال حتى الان".