اخبار العراق الان

لا عزاء لطهران ـ

لا عزاء لطهران ـ
لا عزاء لطهران ـ

2018-05-08 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست


يبدو ان الامور تسير بسياق لا تحبذه طهران بعد إعتبار المستشار الالمانية أنجيلا ميركل أن الاتفاق الموقع مع إيران حول ملفها النووي غير كاف لإحتواء طموحاتها النووية، كما جاء في تصريحات لها على أثر زيارتها الاخيرة لواشنطن وإلتقائها بالرئيس الاميركي دونالد ترامب. فقد كانت طهران ترى بأن ميركل قد تسعى لنوع من المسايسة مع ترامب وتسلك اسلوبا أقرب لدعم الاتفاق النووي والموقف الايراني، لكن وكما يظهر لا شيء من ذلك.

الموقف الاميركي بعد أن كان استقوى أكثر بالموقف الفرنسي، فإن الموقف الالماني الجديد عزز من قوته ورسخه وثبته أكثر في وجه طهران التي لم يعد في وسعها سوى إطلاق التهديدات والتحذيرات المتباينة من مغبة الهجمة السياسية الاميركية ضد الاتفاق النووي الذي يبدو أنه يتجه لمفترق صعب لغير صالح إيران.

الاتفاق النووي الذي تم إبرامه في تموز عام 2015، تشير معظم التقديرات بأنه وخلال تلك الفترة تحديدا، كان مفيدا لإيران ولطموحاتها المختلفة، ومع إن الشعب الايراني قد تنفس الصعداء عقب الاتفاق ظنا منه بأن الاوضاع الاقتصادية للبلاد ستنتعش وإن أوضاعه المعيشية ستتحسن، لكن لم يحدث شيء من ذلك إطلاقا، بل إن المليارات التي تم إطلاقها من الاموال الايرانية المجمدة، قد ذهبت لخدمة التدخلات في بلدان المنطقة ولتصدير التطرف والارهاب وتطوير البرنامج الصاروخي وتعزيز وتقوية الاجهزة الامنية، أي تماما كما أكدت المقاومة الايرانية في حينها على أثر الاتفاق النووي عندما طالبت بأن تشرف لجنة دولية على صرف المليارات المجمدة التي يتم إطلاقها كي تكو في خدمة الشعب الايراني.

الجديد في الموقف الاميركي ـ الفرنسي ـ الالماني، هو إنه يتقدم بخطى ثابتة للأمام في غمرة التطورات الايجابية الحاصلة على صعيد ملف كوريا الشمالية والذي كانت إيران تكتسب من تعنتها دعما معنويا وترى فيه تعزيزا لموقفها، لكن مايحصل يبدو إنه قد جاء بمثابة ضربة سياسية إضافية أخرى موجهة لها في وقت حرج جدا.

الاتجاه الاميركي للضغط بإتجاه تغيير الاتفاق النووي وجعله أشد صرامة وحزما على طهران، يبدو إنه صار يلقى تأييدا دوليا واضحا الى جانب دعم وتأييد عربي ملحوظ خصوصا وإن الاتفاق النووي الذي تم إبرامه في عام 2015، قد ساهم في تعزيز وتوسيع وتقوية النفوذ الايراني في بلدان المنطقة، وهو أمر صار جليا للبلدان الغربية بل ومصدر قلق لها بعد أن بدأت طهران تسعى من أجل توظيفه في أكثر من إتجاه ولأكثر من هدف.

 

منى سالم الجبوري