اخبار العراق الان

الخوف من الكتابة

الخوف من الكتابة
الخوف من الكتابة

2018-05-08 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست


نقرأ الكثير من الكتابات التي تهوّل من أمر الكتابة، وتجعل منها عملية مستعصية لا يستطيع أي إنسان خوض غمارها، كأنها اصطفاء إلهي، أو استثناء نادر. إضافة إلى ما نقرأه عن العادات والطقوس الغريبة لهؤلاء الكتّاب التي تجعلك تهاب الكتابة، والتفكير فيها يُعد ضرباً من الأوهام .

صحيح أن هناك تميزا في الكتابة الإبداعية في مختلف الحضارات وعلى مدى قرون، لكن هذا التميز لا يقف سداً أمام تقدم المسيرة الإبداعية التي تنتجها الكتابة، بل يدعو إلى القراءة والتأمل فيما أنتجته هذه الحضارات، وصياغته في قالب جديد يعالج مشكلات عصرنا الحاضر، ويضيء جوانبه المظلمة.

ومن الكتابات الإيجابية في هذا الصدد التي تصور الكتابة في سياق طبيعي، حديث للروائي جوزيه ساراماغو يقول فيه: "في النهاية أنا شخص طبيعي للغاية، لا أملك عادات غريبة، ولا أضخم الأمور. والأهم من ذلك، لا أتناول الكتابة بطريقة رومانتيكية. لا أتحدث عن العذاب الذي أقاسيه في الخلق. ليس لدي خوف تجاه الصفحات الفارغة، أو حبسة الكاتب، وجميع تلك الأمور التي نسمعها عن الكتّاب. لست أملك أيا من تلك المشاكل، لكني أملك مشاكل مثل أي شخص يحاول إنجاز أي نوع من الأعمال. أحياناً لا تنتهي الأعمال بالطريقة التي رغبت بها، أو حتى لا تنتهي على الإطلاق. وعندما لا تنتهي الأعمال بالجودة التي طمحت لها، فإني أرضخ إلى قبولها كما هي" .

ليست دعوة لتسطيح الكتابة واستسهال أمرها، لكن القصد هو إعادتها لعالمها الطبيعي، وإزاحة التصور لفكرة العالم الخارق للعادة الذي يعيش فيه الكتّاب. لا أنكر دور الموهبة، لكن صقل العقل بالقراءة وبذل الجهد في التعلم له نتائجه المنطقية التي تظهر في الكتابة.