اخبار العراق الان

'الكلّ يعلم' يصافح مهرجان كان السينمائي

'الكلّ يعلم' يصافح مهرجان كان السينمائي
'الكلّ يعلم' يصافح مهرجان كان السينمائي

2018-05-08 00:00:00 - المصدر: ميدل ايست


كان (فرنسا) – يعرض مهرجان كان الثلاثاء فيلم "الكلّ يعلم" للمخرج الإيراني أصغر فرهادي، ليكون بذلك أول فيلم غير ناطق الفرنسية أو الإنكليزية يعرض في افتتاح المهرجان منذ العام 2004.

صوّر هذا الفيلم في إسبانيا، ويحمل اسما إسبانيا "تودوس لو سابين"، ويمثّل فيه خافيير بارديم وبينيلوبي كروث، وهو يروي قصة مأساة عائلية، وتدور أحداثه باللغة الإسبانية أيضا.

ومن خلال هذه القصّة، يركز المخرج الذي سبق أن حاز جائزتي أوسكار، على العلاقات الإنسانية والاجتماعية من خلال أشخاص غارقين في صراع أخلاقي أو عائلي يصيبهم باضطراب.

تجسّد بينيلوبي كروث شخصية لاورا التي تقصد الأرجنتين مع زوجها أليخاندور (ريكاردو دارين) للعمل هناك.

ثمّ تعود في زيارة إلى قريتها في إسبانيا مع طفليها، لتحضر زفاف اختها.

وهناك، تلتقي بباكو (يؤدي دوره خافيير بارديم)، الذي كان صديق الطفولة وحبيبها أيام الصغر. وهناك، تواجه حدثا مأسويا غير متوقع هو فقدان أثر ابنتها. ويؤدي هذا الحادث إلى إيقاظ المشاعر القديمة بينها وبين باكو.

وتقول بينيلوبي كروث في مقابلة مع عدد من الصحافيين "إنه أصعب دور أديته حتى الآن، لأن الشخصية التي أؤديها تبقى يائسة تماما على مدى ثلاثة أرباع الفيلم".

وتضيف الممثلة الإسبانية البالغة من العمر 44 عاما "إنه تحدّ يومي".

بدأت فكرة الفيلم تراود المخرج البالغ 45 عاما منذ زمن طويل.

ويقول "كنت قبل 15 عاما مسافرا في جنوب إسبانيا مع عائلتي، وشاهدنا لوحات عن طفل مفقود، وقد أثّر فيّ ذلك، وظلّ قصّة أرغب في تنفيذها".

ويضيف "بعد فيلم انفصال (في العام 2011) أدركت أنني سأنجز هذا الفيلم "الكل يعلم"، لكني لم أكن أعرف متى سأتمكن من ذلك، ثم بدأنا نطوّر المشروع بعد فيلم "الماضي" في العام 2013".

وتوجّه المخرج إلى إسبانيا مرات عدّة للغوص في الثقافة الإسبانية، وذلك في سبيل إنجاز الفيلم الجديد بشكل متقن.

ويقول "العمل في الخارج يشكّل تحديا، لكنه مفيد لي، من المهم الخروج من الدائرة التي أشعر فيها بالأمان".

ويشدّد على أنه أراد الابتعاد بهذا الفيلم عن أن يكون "فيلما سياحيا يكتفي ببضع لقطات عن إسبانيا والإسبان"، بل حرص على أن يغوص في عمق الأمور.

ومن بين الممثلين المرشّحين لأداء الشخصيات الأساسية في الفيلم، كانت عينا المخرج تتجهان منذ البدء إلى بينيلوبي كروث وخافيير بارديم، الذي سبق أن تعاون معه في عدّة أفلام.

ويشكّل العمل مع أصغر فرهادي تحديا للممثلين وفرصة فريدة أيضا. فكثيرا ما ينال الممثلون في أفلامه جوائز في المهرجانات الدولية، ومنها مهرجان كان، الذي كرّم بيرينيس عن فيلم "الماضي" في العام 2013، وشهاب حسيني عن فيلم "البائع" في العام 2016.

شدد المخرج الإيراني أصغر فرهادي في مقابلة على ضرورة دعم المهرجانات لمخرجين تضعهم سلطات بلدهم تحت المراقبة مثل جعفر بناهي الذي منعته طهران من المشاركة في مهرجان كان السينمائي الذي ينطلق الثلاثاء.

ويشارك بناهي في المسابقة لنيل السعفة الذهبية للمهرجان مع فيلمه الجديد "ثلاثة وجوه"، غير أن السلطات الإيرانية منعته من السفر.

وقد تجاهلت طهران نداءات عدة من سينمائيين بارزين بينهم المخرج الأميركي اوليفر ستون وغيره من مؤيدي المخرج الإيراني لرفع القيود المفروضة على بناهي.

وقال أصغر فرهادي "ينبغي المحاولة، يجب اتخاذ الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتعبير عن المساندة والعمل على جعله قادرا على المجيء..لكن لا يجب أن ننسى الشيء الأساسي له ولأي مخرج، وهو أن يشاهد الناس فيلمه".

وكانت السلطات الإيرانية حكمت على جعفر بناهي في العام 2011 بالسجن ستة أعوام ومنعه من صنع الأفلام لمدة عشرين عاما، وكذلك منعته من السفر والمقابلات الإعلامية، وذلك لإدانته بترويج "دعاية ضد النظام" بعدما ساند التظاهرات الاحتجاجية في العام 2009.

غير أن هذه التدابير لم تمنعه من العمل في الخفاء في البلاد وقد نال فيلمه "تاكسي" الذي عرض في 2015 جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي ما أثار سخط المحافظين في بلاده.

ويتنافس "ثلاثة وجوه" مع عشرين عملا آخر على نيل جائزة السعفة الذهبية التي ستمنح في 19 أيار/مايو.

وقال فرهادي "لست متفائلا كثيرا" إزاء إمكان حصول مفاجأة بشأن سماح محتمل لبناهي بالسفر إلى كان "لأنه ليس هناك أي مؤشر للانفراج رغم الدعم الذي قدمه له زملاؤه".

وأضاف "لكن ما يُسعدني هو أن أرى أنه رغم القيود المفروضة عليه والوضع الذي يعيش فيه منذ سنوات، لم يستسلم ولم يصبح شخصا معزولا ومكتئبا، بل ما زال يواصل العمل في ما يثير اهتمامه وأفلامه تحظى بتقدير. هذا بحد ذاته مهم جدا".

وفرهادي ليس غريبا عن مهرجان كان السينمائي إذ ان اثنين من أفلامه هما "الماضي" (2013) و"البائع" (2016)، فازا بجوائز في المهرجان السينمائي الفرنسي العريق.

وقد نافس هذا العمل الأخير إضافة إلى فيلمه الآخر "انفصال" على الفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي.

وقد دعا مهرجان كان السينمائي هذا العام أيضا المخرج الروسي كيريل سيربرنيكوف الخاضع للإقامة الجبرية في موسكو اثر اتهامه باختلاس أموال عامة، في ما يراه مؤيدو المخرج استهدافا سياسيا لهذا السينمائي الذي لن يحضر على الأرجح المهرجان.