اخبار العراق الان

اختبار عسير لقادة العراق بعد انسحاب اميركا من الاتفاق النووي الايراني

اختبار عسير لقادة العراق بعد انسحاب اميركا من الاتفاق النووي الايراني
اختبار عسير لقادة العراق بعد انسحاب اميركا من الاتفاق النووي الايراني

2018-05-11 00:00:00 - المصدر: nrt عربية


يواجه قادة العراق الشيعة معضلة عسيرة في كيفية الموزانة السياسية بين الولايات المتحدة وإيران بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني والذي يلقي بظلاله على الانتخابات المشحونة في العراق الذي تتنافس فيه طهران وواشنطن على النفوذ منذ الغزو الذي أطاح بنظام صدام حسين عام 2003.

ويتنافس في الانتخابات المقرر اجراؤها يوم 12 ايار ثلاثة مرشحين رئيسيين هم رئيس الوزراء حيدر العبادي ومنافساه الرئيسيان، رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وقائد فصائل الحشد الشعبي هادي العامري الذي يرأس تحالفا قويا من القوات شبه العسكرية تدعمه طهران، والثلاثة يميلون بشدة تجاه إيران، بحسب تحليل لوكالة رويترز.

وأيا كان الفائز فسيتعين عليه الموازنة بين مصالح العراق، وضرورة تقليص اعتماد الاقتصاد على النفط، ومصالح الولايات المتحدة وإيران، ومما يزيد من صعوبة هذه المهمة، المساجلة المتصاعدة بين واشنطن وطهران.

ووصفت وزارة الخارجية العراقية قرار ترامب بأنه "متعجل وغير محسوب" وقالت إن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي "يصب لصالح التصعيد ولن يجني منه أحد غير الدمار وويلات الحروب التي عانت منها المنطقة كثيرا".

ومع تزايد ضغوط ترامب على إيران سيتزايد عزم قيادتها الدينية الشيعية للحفاظ على دورها في مناصرة الشيعة في العراق.

وجاء في التحليل، ان العراق أهم دولة عربية بالنسبة لإيران، بل أهم من سوريا ولبنان حيث تملك نفوذا سياسيا وعسكريا، ويرجع ذلك إلى أن إيران والعراق يشتركان في حدود واحدة وكذلك موقع العراق في قلب منطقة الخليج، كما وان العراق يعتبر الطريق الرئيسي لنقل السلاح والمقاتلين إلى سوريا حيث نشرت قوات مع فصائل شيعية من العراق ولبنان لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية.

ويتمثل أحد المخاوف بالنسبة للعراق في خطر نشوب اشتباكات بين 5000 جندي موجودين على أراضيه وفصائل شيعية مسلحة تعمل اسميا تحت إمرة بغداد، لكنها تتبع الحرس الثوري الإيراني والزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي.

ونقلت رويترز عن مبعوث غربي كبير لم تكشف عن اسمه قوله، ان "العراقيين في غاية القلق، فهم لا يريدون أن يصبح العراق مسرحا جديدا لحرب بين إيران والولايات المتحدة، وإذا نشبت حرب بين إيران والولايات المتحدة فسيحدث جانب منها هنا".

وكانت الولايات المتحدة وإيران قد وجدتا عدوا مشتركا في تنظيم داعش الذي سيطر في فترة من الفترات على ثلث مساحة العراق وخاصة في شمال البلاد وغربها.

ويعزو كثير من العراقيين هزيمة التنظيم المتشدد إلى أمثال العامري والفصائل التي دربتها إيران لا إلى قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وقد تركز الدور الأمريكي في توفير القوة الجوية الضاربة بينما اعتمدت الولايات المتحدة على مقاتلين كرد على الأرض في كل من سوريا والعراق.

وقال دبلوماسيون في المنطقة، إن "إيران ستستهدف في أسوأ السيناريوهات المحتملة مصالح أمريكية في العراق مثلما فعلت الفصائل في عام 2005 بإطلاق صواريخ على السفارة الأمريكية في بغداد، غير أن إيران ربما تفضل الابتعاد عن العراق واستخدام سوريا بدلا منه".

مع ذلك يواجه قادة العراق الشيعة معضلة في كيفية موازنة السياسة بين الولايات المتحدة وإيران، ويقول بعض القادة العراقيين ومنهم العبادي إنهم يريدون الابتعاد عن المساجلات الأميركية الإيرانية.

وقال دبلوماسي غربي آخر إنهم "سيرغبون في اتباع نموذج السياسات غير المنحازة ومصادقة الجميع".

ويعتقد آخرون ومنهم العامري إن أهم علاقة للعراق هي العلاقة مع إيران وأن عليهم تدعيم هذه العلاقة.

ومن المهم أيضا بالنسبة للعراق بناء جسور مع طائفة الأقلية السنية رغم أن بعض الساسة يشعرون بالقلق من التقارب المبدئي الذي حققه العبادي مع السعودية السنية بعد عقود من الجفاء بين البلدين.

وقال الدبلوماسي الغربي مشيرا إلى التقدم الذي حققه تنظيم داعش في 2014 ان "أسوأ كوابيسهم أن يصحوا ليجدوا السنة أو العرب قد قضوا على تفوقهم وهيمنتهم على النظام مثلما حدث مع داعش".

وأضاف، ان "في ذهنهم أن إيران ستكون ملاذهم الأخير عندما يحدث ذلك الكابوس فعندما أعلن تنظيم داعش دولة الخلافة كان (الإيرانيون) أول من هب لنجدتهم لا الأميركيون ولا غيرهم".

ولا يريد شيعة العراق أن تهيمن عليهم إيران، لكن الخطوة التي أخذها ترامب هذا الأسبوع ضد طهران قد تجعل هذا الأمر أكثر صعوبة.

وقال الدبلوماسي، انه "بعد (قرار ترامب) هناك تساؤلات حول كيفية تنفيذ سياسة متوازنة عندما تستخدم إيران المجال الجوي العراقي في تسليح فصائلها في سوريا وردود فعل العراقيين ازاء ذلك.

ويبدو ان الفصائل القوية التي دربتها إيران ومولتها وسلحتها ويقودها العامري ربما تنفذ تعليمات طهران لا تعليمات بغداد.