اخبار العراق الان

سيناريو الكارثة الكبرى المحتملة على ساحة الشرق الأوسط؟!

سيناريو الكارثة الكبرى المحتملة على ساحة الشرق الأوسط؟!
سيناريو الكارثة الكبرى المحتملة على ساحة الشرق الأوسط؟!

2018-05-21 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية


أنمار نزار الدروبي...   _استكمالا لما تطرقنا إليه في مقالتنا السابقة!  _نحن بانتظار مسرحية تراجيدية قادمة ستفوح منها روائح نتنة..تشبه روائح الجثث التي تفسخت تحت أنقاض مدينة الموصل ومثيلاتها في مدن العراق الأخرى وسوريا! _لنقرأ ماهو المخطط السري الذي تم إعداده تحت عنوان سياسة(الاحتواء المزدوج)؟ في زمن الثورة الرقمية والطوفان الألكتروني لم تعد الحرب مقاربة تمتحن الذكاء على لوحة الشطرنج.. العدو الأخطر  داخل الإنسان، والكثير من الأعداء يمكن تسخيرهم بدهاء دبلوماسي يقلب معادلات الصراع رأسا على عقب ؟ ذلك بالتحديد ما تم فيه استدراج حكومة العراق في عام 1990.. في اقتحام الكويت بعد أن تم استهلاك قوة العراق في حرب مع إيران بقيت تضرم نارها لثمان سنين أنهكت البلدين! المعلومات تشير إلى مخطط سريّ تم إعداده   تحت عنوان سياسة ( الإحتواء المزدوج ).. أما التفاصيل فهي مسلسل طويل لبرامج ومشاريع لا تزال مستمرة حتى اليوم حيث سنشهد فصل جديد من فصول تنفيذها على مساحة الشرق الأوسط . لندع ما يسمى نظرية المؤامرة لأنها واقع تجسده جميع سجلات السياسة العالمية.. هذا الواقع لا يستدعي أن نؤمن بالمؤامرة أو نستبعدها من عقولنا.. فلا توجد دولة عريقة إلا ولديها أرشيف من المعتكفات السريّة المقفلة.. ومن الخطورة فتح بعض الأبواب السريّة لدهاليز تسمح بتحرر عفاريت الجن المخابراتية ؟ مع التحفّظ على استعمال كلمة جن طبعا، خشية إرباك حسابات العقول عندما تكتشف شياطين البشر وبراعتهم في فن السياسة . لنتفق على تجاوز لغة الألغاز ونذهب إلى مشهد إفتراضي لمسرحية تراجيدية قادمة ستفوح منها روائح نتنة تشبه روائح الجثث التي تفسخت تحت أنقاض مدينة الموصل ومثيلاتها في العراق وسوريا.. حينما تتكرر نفس المشاهد  على نفس المشاهدين فأن وقعها لن يكون مثيرا للدهشة الصادمة ؟ حتى أن الموت في بلادنا  غدى روتينيّا ولا يحسب  أكثر من أرقام مضافة على قوائم متسلسلة في سجلات عدم المبالات لقيمة الإنسان . أقول مشاهد قادمة وأعني بها فرضية حرب إقليمية واسعة قد تدور رحاها في ثنايا أيام أو أسابيع وفقا لمعطيات الواقع بين إيران وتوابعها مقابل تحالف أمريكي صهيوني يحشد معه أنظمة عربية سيتم استهلاكها.. تلك الأنظمة تشكلت  منذ أن وجدت لمثل هذا الغرض إضافة لتوظيفها في حماية مصالح الاستعمار وقمع شعوبها.. هذه الذيول لا تملك إلا ان تهتز  بزمجرة الوحوش التي تلتصق معها ... مناوشات الحرب قد بدأت بغارات اسرائيلية على الأراضي العربية في سوريا.. التفاصيل معروفة اعلاميا رغم التعتيم الكبير على حجم وقائعها المدمرة.. وهي تدك المطارات والمعسكرات التي تشكل خطر على الكيان الصهيوني خصوصا التي تتواجد فيها حشود وأذرع إيران العسكرية.. مجمل العمليات تدخل في حساب الاستنزاف وتعتبر رسائل نارية بمضمونها الواضح لإيران أن  تسحب قدراتها الهجومية، بدون أي شك إن نظام بشار الأسد لا يشكل خطر على إسرائيل لدرجة اعتبار زواله هو الخطر الحقيقي إذ لا يوجد بديل عنه حاليا يمكن أن يؤمن حدود الكيان الصهيوني .. الرئيس السوري يعلم ذلك جيدا بحنكته الموروثة عن أبيه وتلقين السياسة الروسية لدوره ضمن معادلات المنطقة.. الجيش السوري الحر بجميع فصائله مع التحشيد الإسلامي السني يمثل خطر حقيقي على أمن إسرائيل، لهذا السبب تم التغاضي عن التوغل الإيراني في العراق وسوريا إلى مستوى كانت فيه الطائرات الأمريكية توفر غطاء للمليشيات الإيرانية في حروبها ضد تنظيم الدولة الإرهابي ( داعش ) وفصائل أخرى مقاومة للاحتلال الأمريكي في العراق خاصة.. قبل هذا التنسيق  كان دور حزب الله يدخل ضمن نفس المعادلة في حيثيّة سيطرته على جبهة المواجهة مع إسرائيل في لبنان.. فهو الذي أنهى دور الفصائل الفلسطينية والوطنية اللبنانية إضافة لدوره المعطل في إبقاء لبنان مشلولا متفرقا وعالة على داعميه من الخارج.. لقد بات واضحا جليّا أن دور هذا الحزب لا يتعدى كونه رأس حربة في أجندة الحرس الثوري الإيراني حصرا ومقيد بأوامر الولي الفقيه، هذا الدور تكمن خطورته في الحرب التي ستندلع بين إيران وإسرائيل.. المؤكد .. أنه سيتلقى الضربات الوقائية المدمرة قبل أن تتجه الطائرات والصواريخ إلى العمق الإيراني . المشهد سيبدأ من خلال ضربات واسعة ومركزة احباطية تعطل قدرات حزب الله الصاروخية في سوريا ولبنان على حد سواء إذا تندلع الصفحة الأولى من الحرب، هذه الصفحة لن تقتصر على ردع قوة حزب الله كما حصل سابقا.. سوف تكون ضربات حاسمة تنهي دوره العسكري وتحجم فاعليته سياسيا داخل لبنان. واضح جدا أن الموساد أنهى توظيف حسن نصر الله وبعض زبانية حزبه من خلال وضعهم على لائحة الإرهاب وفرض عقوبات على أصولهم المالية؟ سواء كان التوظيف بعمالة أو بغباء سياسي . هدف إسرائيل مع الولايات المتحدة الأمريكية أن لا تتوسع ساحة الحرب قدر الإمكان وتقتصر على تدمير قدرات إيران المتوغلة في سوريا ولبنان خصوصا..لكن.. هذا السيناريو أبعد ما سوف يكون واقعيا لأنه يساوي هزيمة كبيرة للمشروع الإيراني، تدمير قدرات حزب الله العسكرية والصاروخية سيحدث زلزال له ارتدادات  داخل إيران.. لن.. يصمد نظام الولي الفقيه أمام الغضب الشعبي الإيراني الذي خرج منذ اسابيع في أكثر من مئة مدينة إيرانية وهو يهتف ( لا غزة ولا لبنان..روحي فداك يا إيران )، مع الدعم الخارجي لزعزعة استقرار نظام الملالي.. السيناريو الأكثر احتمالا أن يهرب النظام الإيراني الى الأمام  فيخوض الحرب بكل امكاناته وقدراته العسكرية.. سيبدأ بإطلاق موجات من الصواريخ على مدن دول الخليج والسعودية ويستهدف القواعد الأمريكية المنتشرة في جزيرة العرب، أو يشن غارات جوية متلاحقة على التجمعات السكانية في ساحل الخليج بقصد إثارة الرعب والفوضى، مع إعلان  بغلق مضيق هرمز الذي سيشعل أسعار النفط عالميا.. قطعا ستكون روسيا وفنزويلا وأمريكا هي المستفيدة مباشرة بحكم كون هذه الدول من كبار المنتجين للنفط.. الفاجعة.. الاقتصادية ستشمل أوربا والصين وغالبية دول العالم مالم تكون الحرب حاسمة سريعة التوقف والإحتواء لتفادي نشوب حرب عالمية في حالة استمرارها.. الكارثة الأخرى هي الفوضى التي تسببها في المنطقة كلها.. ستدفع إيران بجيشها إلى العراق وفق خطة مواجهة خارج اراضيها ولا يستبعد ان تندفع  أذرعها نحو السعودية واحتلال المناطق الشرقية لكون اعتبارها  حاضنة طائفية لإيران.. كذلك البحرين والكويت لن تكونان بمأمن من حشود المليشيات المجندة لهذه المهمة مع الخلايا النائمة المتأهبة حال اندلاع المواجهة العسكرية المباشرة مع الجيوش الإيرانية.. بديهيّا ستبدأ قوات التحالف الأمريكية والصهيونية بإرسال موجات من الصواريخ الذكية لتدك مقرات القيادة والسيطرة والمطارات العسكرية  والقواعد الصاروخية داخل العمق الإيراني.. وبعد تأمين الأجواء بتعطيل الرادارات وتدمير امكانات الرد الصاروخي ستذهب قاذفات البي 52  لأكمال مهمة الصواريخ الذكية الإستراتيجية.. بعد هذه الموجة ستذهب طائرات الشبح المتطورة بمختلف أنواع الجيل الخامس لتفيذ مهماتها .  لن تتورط أمريكا في احتلال إير ان بوجود معارضة دولية في مجلس الأمن الدولي..هذا مستبعد في الحسابات والخطط العسكرية حتى يتم إسقاط النظام الإيراني واستسلام قادة الجيوش أو مطاردتهم  ضمن عمليات استخبارية عسكرية . على أثر ذلك كله سيأتي دور مجاهدي خلق والمعارضة الإيرانية المتأهبة لدورها في سد الفراغ وتأسيس النظام الجديد وفق رؤيا لن تكون موحدة ابتداءا ؟ الكعكة الإيرانية الكبيرة ستسيل لها لعاب دول العالم العظمى ولن تستطيع أمريكا أن تفترسها منفردة ؟ روسيا ستكون في خطر المواجهة مع أمريكا ضمن مجالها الجيو استراتيجي.. لابد حتما أن يتم التانسيق معها بكل خطوة.. الصين والاتحاد الاوربي سوف يتدخلون بدواعي تضرر مصالحهم  الاقتصادية.. الأهم.. في كل هذا السيناريو والنتائج هو ما بعده ؟ كيف سيكون شكل الشرق الأوسط وماهي المخاطر التي ستنتج عن الفوضى ؟ خاصة موضوع الإرهاب الإسلامي المتربص.. والأخطر يكمن بالصراعات الداخلية التي ستعقب الحرب.. إيران متعددة الطوائف والقوميات..هنا.. سيكون مكمن الخطر الذي يصعب على أمريكا أن تحتويه وهي التي فشلت في خلق استقرار بالعراق بعد اجتياحه ولم تنجح في إرساء نظام سياسي بديل عن النظام السابق للاحتلال.. هنالك عرب الأحواز الذين ستمتد اليهم أيادي ابناء جلدتهم في الجوار.. وهنالك الامتداد الكردستاني المتطلع نحو قيام دولة كردية مستقلة ساهم نظام الملالي في منع قيامها على أرض العراق.. كذلك إقليم البلوش السني الذي ستدعمه طالبان بقوة من أفغانستان.. كل هذه التداعيات الخطيرة أنتجتها السياسة الطائفية لنظام الخميني الذي اعتمد منذ البداية بتصدير تناقظات المجتمع الإيراني تحت شعار تصدير الثورة الإسلامية . ثمة تفاصيل أخرى متعددة لم يتسع لها المقال تخص مصير أذرع النظام الإيراني بعد أن أقحم سفهائهم في ارتكاب جرائم التهجير والقتل الكبرى لسنة العراق وسوريا تكملة لجرائم داعش اللقيط. أود أن أنوّه  الى أن كل ما ذكرته من تفاصيل يدخل تحت بند سياق  مشهد سيناريو أقرب إحتمالا  للحدوث على أرض الواقع.. هذا كله بالإمكان تجنبه بحال استدراك الكارثة من خلال السياسة، يمكن لإيران أن تقرر انهاء عملياتها خارج حدودها بذريعة تحقيق أهدافها في مكافحة الإرهاب والدفاع عن مصالحها الحيوية.. يبقى موضوع  التجارة في القضية الفلسطينية وجعجعة غوغاء تحرير القدس فيمكن لنظام الملالي أن يتراجع بإحالته الى أصحاب الشأن والاجماع الاسلامي في التعامل مع الموضوع.. إيران دولة شقيقة وجارة لنا، لا يمكن بأي حال مهما بلغت تجاوزات النظام الطائفي الفاسد أن نتمنى لها سوى الخير والاستقرار.. نهيب بالعقلاء من أخوتنا في إيران الاسلامية أن لا يذهبون باتجاه الكارثة الكبرى وأن يستفيدون من أخطاء النظام العراقي الذي ترك العراق فريسة للدمار والاستهتار الامريكي . إن القوي المقتدر هو الحليم الذي يحسب عواقب الأمور ويدفع بالتي هي أحسن .....