اخبار العراق الان

  يقول المثل الصيني ( صورة واحدة أفضل من الف نص) ، من هنا تنطلق ثقافة الصورة كما نرى لتتقصى القوة التأثيرية  لمساحة الصورة ليس على العين فحسب بل على المدركات الذهنية وكيفية تدخل الصورة في صياغة النفسي والعاطفي بما ينعكس على أفعال إجرائية وتعبيرية. إذ إن الصورة الاولى والاقوى للاتصال بين الافراد للتأثير عليهم ، وان الهوية في العصر الحديث تتشكل من خلال الصورة  التي تنطبع في ذاكرة المتلقي ، وإن أي مجتمع ينتج صورة مناسبة لثقافته وأفكاره ويطورها بقدر ما يتطور ويتحرك للامام معها وبها. ويشير الدكتور فوزي المخلف بأن السرعة واللحظية هي السمة التي تجسدها الصورة ، سواء كانت من حيث الالوان او الزوايا المختارة منها مستهدفة التأثير على ذهنية المتلقي من اجل صياغة واقع جديد للنسق النفسي أولاً والاجتماعي والثقافي ثانياً والابتعاد كلياً عن النص المكتوب إذ لاضرورة للحادثة بين المتحاورين بقدر عولمة الصورة وتقنيتها الاتصالية، وعرض الصورة الرقمية لبناء ثقافة الجيل الجديد ، ويؤكد الدكتور المخلف بأن ما قدمته وتقدمه التقنيات الافتراضية من حلول متعدده على مستوى تصنيع الصورة والصوت وهو ما يضمن التغيير للصورة الحقيقية والصوت الاصلي ، حتى وصل حال التمييز بين الصورة الحقيقية والصورة المعدلة أمراً في غاية الصعوبة..ويذكر بل جتس إن التقنية الرقمية حققت تطوراً مذهلاً إذ بالامكان تكوين مشاهد كاذبه ولكنها تبدو حقيقية مثلها مثل أي مشهد مصور بكاميرا او حاسوب يتيح للمستخدم إمكانية تنقيح الصور ومعالجتها وتزييف وثائق وتغيير صور لايمكن إكتشافها من خلال الانتاج الرقمي. الا إن القرار في نشر الصور من عدمها ربما تكون صعبه ومثيرة للتساؤل والجدل في المؤسسة الاعلامية لان حقوق الاشخاص وحسابات القراء يجب أن تؤخذ بالحسبان وان يكون قرار النشر معبراً عن المهنية الوظيفية.