اخبار العراق الان

خميس الخنجر رئيسا للجمهورية.. اليد الواحدة لا تصفق!

خميس الخنجر رئيسا للجمهورية.. اليد الواحدة لا تصفق!
خميس الخنجر رئيسا للجمهورية.. اليد الواحدة لا تصفق!

2018-05-24 00:00:00 - المصدر: وكالة الحدث الاخبارية


خميس الخنجر رئيسا للجمهورية.. اليد الواحدة لا تصفق! 
منذ فترة ليست قصيرة، تسود أنباء وتنتشر معلومات في الداخل العراقي، تشير الى ان هناك رغبة ملحة لدى قطاعات شعبية واسعة، تواكبها وتصطف معها اطراف وكتل سياسية ونيابية، بضمنها قيادات كردية، بضرورة تولي شخصية سنية عربية رئاسة الجمهورية في المرحلة المقبلة، لاعتبارات عديدة ابرزها، شعور عام بحاجة العراق الى وجه عربي، له حضور محلي وقبول خارجي، عربي ودولي، وغير مستهلك سياسيا، له القدرة والامكانيات، على العمل والسعي لاعادة العراق الى عمقه العربي، بعد ان عملت احزاب السلطة التي تسيدت المشهد السياسي، طيلة السنوات التي اعقبت الغزو الامريكي، على تهميش عروبة العراق وفصمه عن حاضنته القومية، وسحبه الى خارج تاريخه العربي، بذرائع هزيلة سرعان ما تهاوت وانكشفت  أغراضها الطائفية والعنصرية.
وقد رافق تلك الرغبات العراقية الداخلية، دعم دول عربية وخليجية، ومساندة الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الاوربي، لهذا التوجه الجديد، انطلاقا من قناعات ترى ان المرحلة الراهنة في العراق، تستدعي استقطاب قيادات سنية عربية لم تحترق سياسيا، ولم تتهافت على المناصب والمواقع الحكومية والنيابية طيلة السنوات الماضية، ولم تكن جزء أو طرفا أساسيا في صلب العملية السياسية الفاشلة، ولم يسجل عليها تراخ او تهرب عن مسؤولياتها الوطنية والقومية والانسانية، وهذه مواصفات لا تتوافر لدى جميع المسؤولين والوزراء والنواب السـنة الذين اشتركوا في العملية السياسية، وتولوا مسؤوليات ومراتب عالية، بعضها بصلاحيات وسلطات كبيرة، ولكنهم عجزوا عن أداء مهامهم، لانهم ضعفاء ومتعبين أصلا، واغلبهم انصرف الى ترتيب وضعه الشخصي والعائلي، وتلقي الفتات  من العقود والصفقات والتربح المالي والحصول على المكاسب والامتيازات، الامر الذي أدى الى انعزالهم عن بيئتهم التي لفظتهم وهي على حق، وابتعاد الجمهور السني الساخط عليهم.
 وعندما تتجه الانظار الى زعيم المشروع العربي الشيخ خميس الخنجر، ويتم تداول اسمه كافضل مرشح لرئاسة الجمهورية، فان اسبابا ودوافع كثيرة ترجح كفته لتولي هذا المنصب الذي افرغه غازي الياور وجلال طالباني وفؤاد معصوم على التوالي، من اهميته ورمزيته، وحولوه الى وظيفة حكومية لجني الاموال، والاقامة في ابراج عالية بعيدا عن هموم الشعب والآمه وآماله، ولعل أبرز سمة تميز الخنجر عن نظرائه السياسيين السنة الحاليين، انه لم ينقلب على أهله وقومه وبيئته، ولم يضعف او يهادن هذا أو ذاك، ولم يغادر أصالته العراقية ونخوته العربية، اللتين وظفهما في خدمة الناس، عبر مشاريع اغاثية وجمعيات خيرية ومنظمات تعليمية ومنشئات صحية ومراكز طبية وقوافل مساعدات لم تنقطع او تتوقف في احلك الظروف، وخميس الخنجر رجل صاحب مروءة في التعامل حتى مع الذين خاصموه وحرضوا عليه بالباطل، وهو ايضا لم ينافق اطرافا ذات نفوذ، للحصول على تزكية او جاه، لانه وهذه حقيقة يعرفها الجميع ، انسان عصامي شق طريقه وبنى شخصيته بالعمل المثابر والسيرة المحمودة، وكون ثروته بشرف وكد وعرق، ولم يسجل عليه انه شارك أحدا او ناصف جهة او استحوذ على مقاولة او صفقة، لا في السابق ولا في الحاضر، رغم ان ذباب الموائد واصحاب النفوس المريضة سعوا الى زج اسمه في علاقات مريبة وصفقات رخيصة، ولكن الايام والوقائع أثبتت انهم كذابون ودجالون، وظل هو رافع الرأس، وواثق الخطوة يمشي شامخا.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل بمقدور خميس الخنجر اذا صار رئيسا للجمهورية، ان يملأ مكانه كرمز للبلاد ومسؤول عن الدستور وتطبيق القانون وسط هذا الخراب الذي ضرب العراق من ادناه الى اقصاه، وحول هذا البلد الجميل في ثقافته وقيمه ومنجزاته الحضارية، الى حطام واطلال وشعب فقير ومجتمع يعاني ومواطنين يفتقدون الأمن والامان والعيش الكريم؟
نعرف مسبقا ان خميس الخنجر، رجل نزيه وصاحب ضمير ووجدان، وهو مؤهل شخصيا وسياسيا واجتماعيا لتولي رئاسة الجمهورية، وتوظيف صلاحيات هذا المنصب الذي قزمه غازي الياور، وأضحك الناس عليه جلال طالباني، وانتفع منه فؤاد معصوم، بما يخدم العراق وشعبه، واستثمار صلاته الطيبة مع الدول العربية وبلدان الخليج، لدعم العراق ومساعدته والتضامن معه للخروج من أزماته الكثيرة، غير ان اليد الواحدة لا تصفق، ويحتاج الامر الى تظافر جهود وتعبئة طاقات، لانتشال البلاد من الواقع المزري الذي تعيشه واعادة الثقة الى المواطن العراقي الذي اذا احترمت انسانيته، فان الابداع طريقه والتضحية منهجه.
لقد تعب شعب العراق كثيرا، وهو يحتاج الى نخبة سياسية تجسد الاصلاح انجازات على الارض، لا اقوالا ووعودا في الهواء، نخبة تتحمل مسؤولياتها بتجرد واخلاص بعيدا عن الحزبية والفئوية والطائفية والعرقية والمناطقية والمحاصصات، فهل خميس الخنجر مستعد للمهمة الكبيرة وتحمل نتائجها الخطيرة؟
العراقيون جميعا يتمنون، ان يتقدم الخيرون من أمثال الخنجر او على شاكلته من (الشبعانين) الذين لا تغرهم مباهج الدنيا وما فيها، ومطلب العراقيين الوحيد، ان تكون لهم حكومة جديدة، رئيسها ووزراؤها رجال دولة، أولوياتهم مصلحة البلد، ولا يقلدون من سبقوهم في الفساد والتكسب، والعراق ملييء بالكفاءات والمبدعين لو جمعوا، فان بامكانهم بناء عراقهم، والنهوض به، واعادته الى ايام عزه، والارتقاء به الى مصاف الدول المتقدمة في أقصر وقت، لانهم اصحاب همة متأصلة في نفوسهم وكيانهم، وغيرة وطنية تملأ عقولهم وقلوبهم، كل الذي يفتقرون اليه، سلطة عادلة ومنصفة، افرادها يخافون الله ويعملون بصدق وحرص ونظافة يد وجيب وسلوك.