اخبار العراق الان

انتصارات العاشر من رمضان..إرادة مصرية

انتصارات العاشر من رمضان..إرادة مصرية
انتصارات العاشر من رمضان..إرادة مصرية

2018-05-26 00:00:00 - المصدر: قناة الغد


تحتفي مصر على المستويين (الرسمي والشعبي) بذكرى انتصارات العاشر من رمضان ( 6 أكتوبر 1973)، وتحطيم خط بارليف، والعبور إلى سيناء، بعد تصدع أركان قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفي «تجربة عسكرية فريدة» تدرّس حاليا في المعاهد والأكاديميات العسكرية الدولية، حيث  لم يحدث في تاريخ الحروب أن نجحت أي قوات مسلحة علي طول التاريخ في إنجاز عملية عبور لقناة صناعية مجهزة هندسيا ومقام عليها قلاع دفاعية حصينة بمثل ما كانت عليه أوضاع قناة السويس وضفتها الشرقية.

ويؤكد محللون وخبراء عسكريون، أن المفاجأة الكبري في حرب أكتوبر لم تكن في خطة الخداع وسرية التحركات، وإنما كانت في المقاتل المصري الذي أكد منذ الموجات الأولي للعبور أنه جري تأهيله نفسيا ومعنويا لخيارين لا ثالث لهما إما النصر أو الشهادة..  وأن حرب الاستنزاف كانت ركيزة الإعداد الجيد حيث أخرجت مصر وقواتها المسلحة من يأس الهزيمة إلي آمال النصر وآفاقه الممكنة.. وأن المعلومات الدقيقة التي وفرتها أجهزة الاستخبارات المصرية للقيادة العسكرية كانت هي السلاح الأشد فتكا في كل ساحات المواجهة.

واحتفالًا بذكرى حرب العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر، أنتجت وزارة الدفاع المصرية، فيديو نشرته على الموقع الرسمي لوزارة الدفاع، بعنوان «إرادة مصرية».. تضمن الفيديو مشاهد وبطولات من حرب أكتوبر سواء للقوات الجوية أو القوات التي عبرت قناة السويس أو القوات البرية التي دمرت الدبابات الإسرائيلية، إضافة لكلمة للواء يسرى عمارة، من مقاتلى الفرقة 3 مشاه فى حرب 73، الذى تصدى وكتيبته للواء مدرع إسرائيلى بقيادة عساف ياجوري، الذي اعتقله اللواء يسري عمارة، وقت أن كان وقتها برتبة نقيب هو ورجاله، وكلمة أخرى للواء محمد الصول من مقاتلى الفرقة 19 مشاة فى حرب 73.

الوثائق الإسرائيلية، عن صدمة المواجهة الأولى مع القوات المصرية، التي  شلت تفكير سلطات الاحتلال، تكشف أن الضربة الجوية الأولي علي الجبهة المصرية وتزامنها مع بدء الهجوم السوري في الجولان كان عنصرا حاسما في صنع المفاجأة.. وأن امتلاك المبادأة لأول مرة في الحروب مع إسرائيل يرجع إلي دقة التخطيط في معركة الأسلحة المشتركة.. ومن أبرز تلك الوثائق، أن «موشيه دايان» اعترف بأنه أخطأ تقدير قوة المصريين، كما أنه قرر الانسحاب في ثاني أيام حرب أكتوبر تحت وطأة الهجوم، وتضمنت  الوثائق الإسرائيلية المسربة، أن عشرات الجنود الإسرائيليين قتلوا وأصيبوا «بنيران صديقة»، كما أن المخابرات المصرية اخترقت الحكومة الإسرائيلية ودست معلومات مضللة على «جولدا مائير» وأعدت أيضًا كتابا يحتوي على أسماء وصور كل الضباط الذين كانوا يخدمون بجيش الاحتلال الإسرائيلي بدءا من رئيس الأركان حتى رتبة رائد ووزعته على خطوط الجبهة، وكان هناك اعترافات أكثر إثارة للمسئولين الإسرائيليين حول حقيقة ما حدث في أكتوبر (العاشر من رمضان) .

وفي كتاب يحمل عنوان «حرب أكتوبر الأسطورة أمام الواقع»، اعترف مدير المخابرات الحربية الإسرائيلية في حرب أكتوبر «إيلي زعيرا» والذي يصفونه في إسرائيل بأنه «مهندس الهزيمة» وأنه السبب الرئيسي فيما لحق بالجيش الإسرائيلي، بأن المخابرات المصرية دست معلومات مضللة على «جولدا مائير»، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسي في الهزيمة هو وصول معلومات تم نقلها مباشرة إلى رئيسة الوزراء وبدون تحليل من الموساد على أساس أنها موثوق بها وكانت هذه المعلومات هي السبب وراء التقديرات الخاطئة التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية، وتلك المعلومات المضللة هي من تخطيط المخابرات المصرية وأنها كانت بمثابة جزء من خطة الخداع والتمويه المصرية التي تم تنفيذها استعدادًا للمعركة.

وتتوالى الاعترافات، حيث كشف كتاب إسرائيلى آخر بعنوان، «إخوتي أبطال المجد»، للصحفي الإسرائيلى «ايلان كفير» أسرارا مثيرة عن الجبهة الإسرائيلية أبرزها قيام كتيبة دبابات إسرائيلية بفتح النيران عن قرب على مجموعة من الجنود الإسرائيليين وقتل بعضهم وجرح الآخرين بدم بارد كما قال أحد الناجين لمجرد اعتقاد جنود الكتيبة بأن الجنود المقابلين لهم هم جنود فروا من الجيش المصري..ونقل الكتاب عن أحد الناجين وهو «موشيه ليفي» قوله:  إنه لم يشفع للجنود الإسرائيليين كونهم عزل لا يحملون أي سلاح ويتحدثون العبرية بطلاقة، ويعرفون أسماء قادة الكتائب الإسرائيلية، فقد فتح رفاقهم عليهم النار، فقط لأنهم اعتقدوا بأنهم عرب.. وأضاف: في اليوم الثاني لحرب أكتوبر، السابع من أكتوبر، وجدت كتيبة دبابات إسرائيلية نفسها تواجه مئات الجنود المصريين في الجهة الشمالية للقناة، وكان يقود إحدى الدبابات العريف أول «شلومو ارمان» وقد أصيبت دبابة «ارمان» بنيران مصرية فانتقل مع جنوده إلى دبابة «موشيه ليفي» (المتحدث)، إلا أن صاروخ «آر بي جي» مصري أصاب الدبابة، فقفز ركابها إلى المستنقع وبدأوا بالهرب، وكان المصريون يطلقون علينا النار ونحن نركض في المستنقع، وتخلصنا من متاعنا وأسلحتنا كي نتمكن من التحرك بسهولة داخل المستنقع.

ما حدث في العاشر من رمضان، كشفت عنه محاضر مداولات «سرية جدًا» بين رئيسة الحكومة حينئذ «جولدا مائير» ووزير الحرب آنذاك «موشيه دايان» في 7 أكتوبر 1973، أي بعد يوم من اندلاع الحرب.. وتوقع «دايان» أن يهزأ العالم بإسرائيل جراء عدم صمودها أمام الهجوم العربي الأول رغم تفوقها النوعي، وكان رد مائير «لا أفهم أمرًا، لقد ظننت أنكم ستبدأون بضربهم لحظة يجتازون القناة، ماذا جرى؟»، وأجاب دايان «دباباتنا ضربت وطائراتنا لا يمكنها الاقتراب بسبب الصواريخ فهناك ألف مدفع مصري سمحت للدبابات بالعبور ومنعتنا من الاقتراب، هذا نتاج ثلاث سنوات من الاستعدادات».. ورغم أنه تحدث في هذا الصدد عن المواقع العسكرية الإسرائيلية التي تتساقط واحدًا تلو الآخر في سيناء، إلا أن أبرز ما طالب به «دايان» خلال اجتماعه مع «مائير» ـ  وفقا للوثائق التي نشرت في إسرائيل يعد 35 عاما من الحرب ـ   هو السماح بالتخلي عن الجنود الإسرائيليين المصابين في أرض المعركة، قائلا: « في الأماكن التي يمكن فيها الإخلاء سنخلي، أما في الأماكن التي لا يمكننا الإخلاء سنبقي المصابين، ومن يصل منهم يصل، وإذا قرروا الاستسلام، فليستسلموا».

وقدم ديان تقريرًا عن مئات الخسائر والكثير من الأسرى، قائلا: «كل ما خسرناه وقع في قتال شديد، كل ما فقدنا من دبابات ورجال كان أثناء القتال، والصامدون على خط النار يرجون «أرييل شارون» أن يصل إليهم وهم لا يزالون يقاتلون»..
وأضاف موشيه ديان: «هذا ليس وقت الحساب، لم أقدر بشكل صائب قوة العدو أو وزنه القتالي وبالغت في تقدير قوتنا وقدرتنا على الصمود، العرب يحاربون أفضل من السابق ولديهم الكثير من السلاح، إنهم يدمرون دباباتنا بسلاح فردي، والصواريخ شكلت مظلة لا يستطيع سلاحنا الجوي اختراقها، لا أدري إن كانت ضربة وقائية ستغير الصورة من أساسها».

Lk7H39-qO5g

www.alghad.tv/wp-content/uploads/2018/05/1020175143856-300x210