"حدث الأسبوع".. المخاوف التجارية تعود لإرهاب الأسواق العالمية
من - سالي إسماعيل:
مباشر: تلميحات وتصريحات أعقبها قراراً رسمياً دخل حيز التنفيذ مع آخر جلسات الأسبوع الماضي، جميع ما سبق كان بمثابة الفتيل الذي أشعل شرارة الصراع التجاري مرة أخرى.
وباتت دول الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك تخضع للتعريفات الجمركية على صادراتها من الصلب والألومنيوم إلى الولايات المتحدة مثل كافة الدول التي تلتزم بالقرار منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القرار في مارس الماضي.
حجر بالمياه الراكدة
وفي بداية الأسبوع المنقضي، ألقت الولايات المتحدة حجراً في المياه الراكد قرابة الشهر فيما يتعلق بالحرب التجارية، وذلك عبر الإشارة إلى أنه سيتم إصدار قائمة من السلع الصينية بقيمة 50 مليار دولار في 15 يونيو، كما تخطط واشنطن لوضع قيود على تأشيرات المواطنين الصينيين.
ويأتي هذا التحرك الأمريكي عقب اتفاق أكبر اقتصادين حول العالم على تعليق التعريفات الجمركية بينهما مع العمل على اتفاقيات تجارية أوسع نتيجة للمفاوضات التي أجريت على أرض الطرفين واشنطن وبكين.
ومن جانبها، لم تقف الصين في صفوف المشاهدين حيث سرعان ما انتقلت إلى خشبة المسرح وبقوة، وذلك عبر توجيه انتقادات لتهديدات البيت الأبيض تصفها بأنها "متهورة" كما أشارات بكين إلى الاستعداد للرد وحماية مصالحها.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر في مارس الماضي فرض رسوم جمركية بقيمة 25% على واردات بلاده من الصلب و10% على واردات الألومنيوم مع منح الدول التي ترتبط مع الولايات المتحدة بعلاقات تجارية قوية إعفاءً مؤقتاً من الرسوم لحين إتمام عملية التفاوض.
تمهيد أمريكي استعداداً للصدمة
لم تكن هذه التحركات الأمريكية بشأن الوضع التجاري هي الوحيدة، حيث أعقب ذلك تصريحات مباغتة موجهة للاتحاد الأوروبي، والتي جاءت على لسان وزير التجارة الأمريكي "ويلبر روس" مفادها رسالة واضحة بأن التعريفات الجمركية لا يجب أن تمنع التفاوض.
واستهشد الوزير الأمريكي بالموقف مع ثاني أكبر اقتصادي في العالم بقوله إن بكين تخضع للرسوم الجمركية منذ مارس الماضي بالتزامع مع تواصل المفاوضات التجارية مؤكداً أن الصين لم تستخدم ذلك كحجة لعدم التفاوض.
ومع حلول مساء الخميس الماضي وهو الموعد النهائي للمهلة المؤقتة الممنوحة لدول الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك وغيرهم من الحلفاء التجاريين للولايات المتحدة بشأن التعريفات، أعلنت الإدارة الأمريكية أن الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم من تلك الدول سوف تدخل حيز التنفيذ بداية من 1 يونيو.
وكانت القائمة الأمريكية بشأن الإعفاء المؤقت من الرسوم الجمركية تضم دول الاتحاد الأوروبي والأرجنتين والبرازيل وكوريا الجنوبية وأستراليا والمكسيك وكندا حتى نهاية مايو من العام الجاري.
ردود أفعال غاضبة
وأثار قرار التعريفات الجمركية حالة من الرفض من قبل الدول المتضررة، حيث وصفه الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" بأنه "غير قانوني وخاطئ".
في حين لجأت كلاً من كندا والمكسيك إلى الرد الانتقامي على القرار عبر اعتزام الأولى فرض تعريفات بقيمة 16.6 مليار دولار كندي ضد مجموعة من السلع الأمريكية أما الأخيرة فأعلنت أنها ستضع تدابير مماثلة على مجموعة من منتجات الولايات المتحدة.
وفي رد فعل قوي من الاتحاد الأوروبي، ذكرت "سيسيليا مالمستروم" مفوضة الاتحاد الأوروبي للتجارة أن أوروبا أغلقت الباب أمام المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة.
كما أشارت إلى تقدم الاتحاد الأوروبي بشكوى ضد أكبر اقتصادين في العالم بمنظمة التجارة العالمية إضافة إلى الرد بتدابير مضادة على سلع أمريكية بقيمة 2.8 مليار يورو كجزء من الاعتراض على قرار واشنطن.
السوق يتفاعل بطبيعة الحال
ما أن أعلن وزير التجارة الأمريكي نية بلاده إنهاء فترة الإعفاء لحلفاء الولايات المتحدة التجاريين الرئيسيين بعد نحو شهرين إلا وكانت الخسائر من نصيب الجميع بفعل المخاوف المتعلقة بالحرب التجارية والتي بدأت تلوح في الأفق من جديد.
وسجل مؤشر "داو جونز" الصناعي خسائر أسبوعية قدرها 0.5% في الأسبوع الماضي.
وعقب الإفصاح عن القرار الأمريكي والذي أثار هزة في الأسواق العالمية، فقد المؤشر الصناعي أكثر من 250 نقطة، الأمر الذي قلص مكاسبه الشهرية في مايو الماضي لتقدر بـ1%.
وشكل القرار الأمريكي عائقاً أمام الصعود القوي للدولار الأمريكي، حيث ارتفع المؤشر الرئيسي الذي يقيس قيمة العملة مقابل 6 عملات رئيسية ليكون بالقرب من مستوى 95 دولاراً في الأسبوع الماضي لكنه فشل في الحفاظ على هذه المكاسب القوية ليسجل خسائر قدرها 0.3% في أسبوع.
كما سجلت السلع المقومة بالورقة الخضراء خسائر في الفترة نفسها قدرها 3.1% في الخام الأمريكي "نايمكس" و0.7% أو 9.7 دولار في معدن الذهب.