أهالي كفريا والفوعة يكتبون بصمودهم فصلا مضيئا في الحرب علي الإرهاب
وافادت وكاله سانا للانباء، ان إرادة الصمود وقوة الشكيمة والاصرار علي رد الظلم والدفاع عن الأطفال والنساء والشيوخ المحاصرين في منازلهم جعلت من ثبات المجموعات الشعبية المدافعة عن البلدتين أسطورة في الاستبسال والمقاومة رغم قلة أفرادها وتسليحها البسيط مقارنة مع التنظيمات الإرهابية التي شنت اعتداءها انطلاقا من محاور بنش ورام حمدان والصواغية في محيط البلدتين مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة.
إرادة الحياة لدي أهالي البلدتين المحاصرتين كانت أقوي من الارهاب في مختلف مفاصل الأحداث التي جرت عليهم بدءا من الاعتداءات المتواصلة بالقذائف ورصاص القنص والأسلحة الرشاشة والهجمات المنظمة الكثيفة وصولا إلي تحدي ظروف الحصار الخانق الذي تسبب بنقص في جميع مقومات الحياة من غذاء ودواء وغيرها.
مقاومة الإرهابيين وهجماتهم لم تمنع الأهالي من الاهتمام بتعليم أبنائهم منطلقين من قناعة مطلقة بأن العلم والتعلم سلاح فعال يفت في عضد الإرهاب الظلامي التكفيري حيث تحدي الأهالي خلال سنوات الحصار المستمر الإرهاب بإصرارهم علي إرسال أبنائهم وبناتهم تحت ظروف قاسية وغير آمنة نتيجة استهداف الإرهابيين المدارس في البلدتين وارتقاء شهداء ووقوع جرحي بين الطلاب ورغم ذلك شهدت البلدتان هذا العام اجراء امتحانات الشهادتين الاعدادية والثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي في مشهد يشع نور المقاومة حيث قارع 284 طالبا وطالبة بأقلامهم حقد وظلامية التكفير.
ورغم ارتقاء عشرات الشهداء من أهالي كفريا والفوعة فهم يزاولون أعمالهم الزراعية متحدين الإرهابيين ورصاصهم وقذائفهم ولا تزال بقية من غلال محاصيلهم واشجار الزيتون في بياراتهم تمدهم بالحياة عبر تأمين جزء من قوت يومهم وبما يحافظ علي حياة أطفالهم ونسائهم ناهيك عن المعنويات العالية والدروس العميقة في ارادة الصمود التي يخطها أبناء البلدتين بدمائهم علي صفحات المجد لتكون دروسا وعبرا لأبناء الوطن عماد المستقبل وبناته.
وفي ظل الحصار الإرهابي الخانق لا بد من الإشارة إلي أن الجهات المعنية تعمل في الحدود الممكنة علي إرسال معونات طبية وغذائية ولقاحات الأطفال يتم إسقاطها عبر الطائرات في وقت تمنع فيه التنظيمات الإرهابية المدعومة تركيا قوافل الهلال الاحمر العربي السوري من الدخول إلي البلدتين لإجلاء الحالات الطبية الحرجة كما تمنع دخول المساعدات الإسانية والطبية لهما.
وبين صمود يتسامي وعدوان إرهابي يزداد شراسة وحقدا لا تجد الكلمات بسهولة طريقها للتعبير عن الوضع الإنساني المتفاقم في البلدتين الذي ازداد صعوبة ومأساوية بعد خروج مشفي الفوعة الوحيد في المنطقة المحاصرة من الخدمة منذ نهاية العام 2016 فلا أماكن طبية يسعف إليها الجرحي والمصابون ولا معدات طبية كافية لإنقاذ حياة هؤلاء حيث يستشهد العديد من الجرحي نتيجة النقص الحاد في الادوية والمواد الطبية اللازمة لإسعافهم.
المأساة التي تعيشها البلدتان المحاصرتان لم تحرك ضمائر الدول والمنظمات التي تدعي حرصها علي الشعب السوري رغم عديد الرسائل التي وجهتها وزارة الخارجية والمغتربين إلي كل من الامين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن مطالبة اياهم بإدانة ما يتعرض له المدنيون من جرائم في بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين علي يد التنظيمات الإرهابية والدول الداعمة لها.
أكثر من ثلاث سنوات مضت وبلدتا كفريا والفوعة تعانيان وطأة حصار التنظيمات الإرهابية من جبهة النصرة وغيره من الفصائل المتحالفة معه حيث يعيش أكثر من 8000 مدني في ظروف إنسانية في غاية المأساوية عدا عن ارتقاء شهداء ووقوع جرحي بشكل شبه يومي نتيجة القصف الهمجي من قبل الإرهابيين للمنازل والمدارس والبني التحتية والحقول المحيطة بالبلدتين.
انتهي ** 1487 ** 2342