هل لوف في أزمة مع منتخب ألمانيا؟
على وقع المفاجأة وانتقادات الصحافة الألمانية، بدا لوف واثقاً، وقالها بعد المباراة "لن ننهار". لكن ما فعله الدفاع المكسيكي بالهجوم الألماني لاسيما في الشوط الأول، يقدم صورة مغايرة.
قبيل انطلاق منافسات مونديال روسيا حيث تسعى ألمانيا لتصبح أول منتخب يحتفظ باللقب منذ 1962، أعلن الاتحاد الألماني تمديد عقد لوف (58 عاماً) حتى عام 2022، علماً أن المساعد السابق للمدرب يورغن كلينسمان، تولى المهمة بدلاً منه في أعقاب الخروج من الدور نصف النهائي لمونديال 2006 في ألمانيا.
ما حصل الأحد بدأ يسيل حبر التقارير عن شكوك وتهديد لمستقبل الارتباط بين المنتخب والمدرب الذي قاده على أقل تقدير إلى الدور نصف النهائي في كل البطولات التي شارك بها منذ توليه منصبه.
تلقى المنتخب انتقادات قاسية بعد أدائه المفاجىء ضد المكسيك، حيث بدا سراباً للمنتخب الذي توج بلقب مونديال 2014 في مسيرة حقق خلالها انتصاراً تاريخياً بنتيجة 7-1 على المضيفة البرازيل.
لوثار ماتيوس، القائد الذي رفع كأس مونديال 1990 على حساب دييغو مارادونا والأرجنتين حاملة اللقب في حينه، قال "لم أر المنتخب الألماني بهذا الضعف في بطولة كبرى منذ فترة طويلة جداً".
اعتبر اللاعب السابق الذي كان حاضراً في لوجنيكي لمتابعة السقوط الثاني فقط للألمان في تاريخ مبارياتهم الافتتاحية الـ 19 في المونديال، إن "كل شيء تقريباً كان مفقوداً. كانت هناك أخطاء في التركيز، تمريرات خاطئة غير مبررة كما أن السلوك (اللازم) كان غائباً".
إلى حد ما، لم تكن نتيجة الأحد مفاجئة إذا ما استندت لما قدمه الألمان في مبارياتهم التحضيرية، إذ حققوا فوزاً يتيماً في آخر ست مباريات ودية خاضوها منذ إنهاء التصفيات بعلامة كاملة (10 انتصارات)، وكان بصعوبة في مباراتهم الأخيرة قبل النهائيات على السعودية (1-2) التي خسرت مباراتها الأولى أمام روسيا المضيفة بخماسية نظيفة.
"مدى عجز فريقنا"
تعرض لوف لانتقادات على خلفية التشكيلة التي استدعاها، لاسيما اعتماده على لاعبي يوفنتوس الايطالي سامي خضيرة وأرسنال الانكليزي مسعود أوزيل، وعدم الاحتفاظ بلاعب مانشستر سيتي الإنكليزي لوروا سانيه، أفضل لاعب شاب في الدوري الإنكليزي الممتاز الموسم المنصرم.
بات الألمان مجبرين على الفوز بمباراتهم الثانية ضد السويد التي أقصت العملاق الإيطالي في الملحق الأوروبي وأجبرته على مشاهدة النهائيات عبر التلفاز للمرة الأولى منذ 60 عاماً، علما أن السويد باتت تتقاسم صدارة المجموعة مع المكسيك، بفوزها الاثنين على كوريا الجنوبية 1-0.
يخشى الألمان أن يفشل منتخبهم في تخطي دور المجموعات في بطولة كبرى للمرة الأولى منذ نهائيات كأس أوروبا عام 2004 في البرتغال، وللمرة الأولى في كأس العالم منذ... 1938.
وكان النجم السابق بول برايتنر، الفائز مع ألمانيا الغربية بلقب مونديال 1974، أكثر المشككين بوضع الـ"مانشافت"، "ما يزعجني أكثر من غيره هو أنه لا يوجد أي لاعب قادر على حل المشكلة عندما تصعب الأمور".
وتابع "الجميع بانتظار أفكار (حلول) الآخرين والجميع يدرك بأن هذا الأمر لن يحصل. كان محبطاً أن نرى مدى عجز فريقنا".
وبعد أربعة أعوام من لقب مونديال 2014 وعام من كأس القارات 2017، يجد لوف نفسه مضطراً لإيجاد الحلول والأفكار.
وحده قائد المنتخب في مونديال 2014 فيليب لام كان متفائلاً بقدرة زملائه السابقين على تعويض خيبة المباراة الأولى، بقوله من موسكو "المسألة وحسب أن المنتخب لم يقدم الأداء اللازم، هذا الأمر قد يحصل. لكن هذا الفريق يتمتع بالخبرة، الطاقم التدريبي متمرس جداً ويعلم كيف يتعامل مع الخسارة".
أضاف "أحياناً، انتكاسة صغيرة غير مضرة قد تؤدي إلى تعاضد الفريق".
وعانى خط وسط الألمان في الشوط الأول من اللقاء في التعامل مع الهجمات المرتدة للمكسيكيين، في مؤشر قد يدل على سوء خيارات لوف وثقته العمياء غير المبررة ببعض اللاعبين.
ورأى ماتيوس أن ماركو رويس الذي كان أخطر لاعبي ألمانيا بعد دخوله بدلاً من خضيرة، يجب أن يكون أساسياً في المباراة المقبلة ضد السويد.
أما صحيفة "بيلد" فطالبت بأن يتمرن أوزيل وخضيرة ويوليان دراكسلر وتوماس مولر هذا الأسبوع كأبطال عالم، أو ان يبعدوا من التشكيلة.
لم يخالفها ماتيوس الرأي "افتقد مسعود اوزيل السرعة... يمنحه لوف الكثير من الحرية، لكن دون مردود. توماس مولر كان ايضا مخيبا للآمال، لم يقدم شيئا على الجهة اليمنى".
ما يثير القلق أيضاً هو الدفاع المهزوز الذي ظهر به أبطال العالم خلال الشوط الأول. تذمر قلبا الدفاع جيروم بواتنغ وماتس هوميلس من أنهما معزولان في الخلف، لكن بواتنغ نفسه بدا عاجزاً عن مجاراة السرعة المكسيكية في المرتدات، بينما كان هوميلس على خط منتصف الملعب تقريباً عندما انطلقت الهجمة التي جاء منها هدف هيرفينغ لوسانو.
وجه ماتيوس انذاراً واضحاً لمواطنيه "كون ألمانيا بطلة للعالم لا يعني إنها ستتأهل تلقائياً إلى الدور ثمن النهائي"، مضيفاً "مجرد تذكير: ثلاثة من الأبطال الأربعة الأخيرين خرجوا من دور المجموعات" في إشارة إلى فرنسا (2002)، إيطاليا (2010)، وإسبانيا (2014).