اخبار العراق الان

خواكيم لوف - خدعوك فقالوا المستحيل ليس ألمانيا

خواكيم لوف - خدعوك فقالوا المستحيل ليس ألمانيا
خواكيم لوف - خدعوك فقالوا المستحيل ليس ألمانيا

2018-06-24 00:00:00 - المصدر: موقع جول



هيثم محمد    فيسبوك      تويتر

تعود مشجع المنتخب الألماني على أن يشاهد الدقائق الأخيرة لأي مباراة لفريقه وهو متأخر ويحتاج انتصار بكل هدوء وثقة، فالمانشافت جعل الأمر عادة أن ينجح في خطف الهدف القاتل دائما في اللحظات الأخيرة، ولكن الوضع اختلف في مونديال روسيا الحالي.

ونجح توني كروس، أحد أسوء اللاعبين في أرض الملعب أمام السويد مساء السبت، في خطف انتصار غالي في الدقيقة 95 أعاد إحياء آمال ألمانيا بالعبور للدور الثاني، انتصار جاء عبر الروح والإصرار وليس الأداء الفني أو الخططي الذي غاب عن الألمان بعد 180 لعب في كأس العالم.

وللمرة الأولى ربما منذ أمم أوروبا 2004، والتي ودعها وقتها رفقاء مايكل بالاك من دور المجموعات، يبدو المانشافت فريق مهلهل وبلا شخصية فنية في أرض الملعب، وهو الذي يدخل كحامل لقب ومدجج بخليط من النجوم الشابة وأصحاب الخبرات تنبأ لها الجميع بالذهاب بعيدا، أو على الأقل العبور من دور المجموعات دون أدنى معاناة.

ويمكن تحميل خواكيم لوف، أو"يوجي" كما يلقبه الألمان، المسؤولية على ذلك الوجه السلبي لألمانيا أمام السويد والمكسيك، فالمدير الفني ارتكب عدة أخطاء قبل وأثناء البطولة كادت تطيح بالفريق مبكرا من كأس العالم بعد لقاءين فقط.

أولى الأخطاء وأشهرها بالطبع هي الاستبعاد الغير مبرر لليروي سانيه، نجم مانشستر سيتي، والذي ظهر تأثير غيابه جليا على الفريق عندما تأخر في اللقاءين بحاجة الفريق لجناح يفتح له الملعب بدلا من الاعتماد المتكرر على العمق، والدليل الفارق الكبير الذي صنعه دخول جوليان براندت، لاعب بخصائص مشابهة لسانيه، في الدقائق القليلة التي لعبها في المبارتيين، فما بالك لو كان سانيه بإمكانياته في هذا المركز.

وارتكب لوف خطأ آخر وهو شبهة المجاملة في الاختيارات كما حدث مع كلا من مارشيلو ليبي مع إيطاليا في 2010 وفيسينتي ديل بوسكي ب2014 مع إسبانيا، وهو الوفاء الزائد للعناصر التي توجت مع الفريق بالمونديال، اسماء مثل توماس مولر ومسعود أوزيل وسامي خضيرة لا تستحق التواجد كأساسيين، وحتى عندما تشجع لوف أمام السويد وضحى بخضيرة وأوزيل من التشكيل الأساسي، بقى مولر البعيد تماما عن المستوى لتسعين دقيقة في الملعب دون أي يقدم أي إضافة تذكر.

وبدا التخبط واضحا على اختيارات لوف فيما يخص الرسم التكتيكي، فبعدما لعب معظم الوديات بثلاثي دفاعي، عاد وبدأ كأس العالم بخطة 4-2-3-1 وافتضح بطأ وعدم ملائمة العناصر المتواجدة، خصوصا من الحرس القديم، أمام سرعات ومهارات المكسيك في الهزيمة في اللقاء الافتتاحي.

عاد لوف واعتمد نفس الرسم أمام السويد ولكن استمر في مغامراته التكتيكية، أصر على مولر جناحا أيمن رغم فشله في هذا الدور، ووضع الثنائي يوليان دراكسلر وماركو ريوس معا،  وبالتالي أثر على فعاليتهم في الدخول من الطرف وضاعت خطورتهم باتجاه أحدهم أو الأثنين معا للعمق، ومعهم ضاعت خطورة الظهيرين جوشوا كيميش ويوناس هيكتور الذان اضطرا لعدم التقدم في ظل ضعف مردود كروس البدني ومغامرات جيروم بواتينج في صناعة اللعب.

ومع تلقى الفريق الهدف السويدي استمر لوف في تجاربه، فتحول لما يشبه خطة 3-4-3، فأصبح كروس في مركز قريب لمدافع ثالث أيسر وبواتينج ليبرو/صانع ألعاب، ووظف رأس الحربة المظلوم تيمو فيرنر يسار الملعب وألغى تماما دور هيكتور، ولكن بقى الفريق دون صناعة لعب حقيقية واعتمد على العرضيات أو المحاولات المتكررة للدخول من العمق ولم يأتي الخطر إلا عبر العرضيات مع التعب الذي أصاب السويديين، وجاء الهدف إلا عبر كرة ثابتة في النهاية وليس كرة ملعوبة.

كثرة تغييرات لوف على مستوى العناصر والرسم التكتيكي قبل وأثناء المباريات تكشف حالة الحيرة التي يمر بها الناخب الألماني في المونديال الجاري، وإن كان الحظ سانده اليوم وبقت كرة القدم وفية للألمان وفازوا بالنهاية كما يقول جاري لينيكر، ولكن لن يبقى المستحيل ليس ألمانيا في كل مناسبة، خصوصا أن في حالة عبور ألمانيا كثاني مجموعة سيكون هناك احتمالية لمواجهة من العيار الثقيل أمام البرازيل في الدور الثاني، لقاء وقتها لن يكفي فيه الحظ أمام فريق انتظر أربعة أعوام كاملة للثأر من الذي أبكى شعبه وحطم كبريائه في بيلو هوريزنتو في ذلك اليوم قبل أربعة أعوام.