ميسي - ضحية المقارنات وأفضل صانع ألعاب هداف في العالم
بقلم مصعب صلاح تابعوه على تويتر
تصل الكرة إلى ليونيل ميسي، لا يهتم بمن حوله ومن يواجهه إنّه يعلم جيدًا قدرته على المراوغة والمرور وإدهاش وإبهار المنافس قبل الزميل، ينظر للكرة ويقرر ما الذي سيفعله قبل أن يدرك أحد لتفاجيء بلعبة سحرية أو تمريرة خادعة أو هدف غير متوقع.
ميسي، فتى روزاريو، الذي تربى على عشق كرة القدم، ولم يجعل ضعف بنيته وصعوبة المنافسات حاجزًا يمنعه من تحقيق أحلامه.
حينما ترى ميسي في الميدان لا تجد كلمات تعبر عن عظمة هذا اللاعب، يمتلك المهارة والقدرة على صناعة الأهداف وتسجيلها وقيادة فريقه لإنجازات ليس لها مثيل.
لو قلت إن ميسي أبهرك بما يكفي، فلن يكون الأمر صحيحًا، فهو القصير الذي ارتقى بصورة مذهلة أمام فان دير سير ليسجل هدفًا قاتلًا في أول نهائي له بدوري أبطال أوروبا، وهو من وجد المساحة الصغيرة في دفاعات ميلان وتشيلسي ليسجل هدفًا لم يكن في الحسبان.
ميسي يحب كرة القدم، هل تحدث من قبل عن أزمة مع الحكام؟ هل خرج وقال إنّه الأفضل في العالم والتاريخ؟ هل نسب أي إنجاز أو فضل له وحده؟ لا، لأن ليو لا يهتم إنّه فقط يعشق.
أتخيل لو أن ليو كان لاعبًا منذ 20 عامًا، أمر حزين بالنسبة لي لأنني لن اشاهده يلعب، ولكنّه وقتها كان سينجو من الفخ الأكبر والشيء الوحيد الذي جعل البعض ينتقده أو يكرهه حتى.
ميسي ضحية المقارنات. في الأرجنتين يرون أن مارادوانا جلب كأس العالم 1986 لوحده، وبعيدًا عن صحة هذه العباراة ولكنّهم ينتظرون مارادونا جديد يجلب بطولة وحده فصار ميسي محملًا بعبء من المفترض أن يوزع على فريق بأكمله.
ميسي لا يهتم بالأرقام القياسية، وسمح لسواريز ونيمار أن يسجلوا أهدافًا في أوقات كان ينافس فيها على لقب الهداف، ومع ذلك كان أول من حطم أرقامًا لن ينساهاا أحد.
وضعوه في مقارنة مع كريستيانو رونالدو، ولكن اللاعب لم يكن أبدًا يفكر في ذلك، لم يرد ولم يعلق ولم يقلل من إنجازات خصمه، وإنما ردّ في الملعب ليتفوق عليه في أكثر شيء تميز فيه صاروخ ماديرا. الأهداف
ميسي الوحيد الذي سجل 50 هدفًا في موسم واحد بالدوريات الخمس الكبرى وهو الوجيد أيضًا الذي أحرز 91 هدفًا في عام ميلادي واحد.
ميسي ليس فقط الهداف التاريخي للكلاسيكو ولكنّه صانع الأهداف التاريخي أيضًا. فلو تحدثنا عن المهاراة والمرواغة ربما يتفوق عليه رونالدينيو ونيمار وغيرهم ولكنّه أفضل لاعب موهوب فرديًا ورائع على المستوى الجماعي.
استمتعوا بميسي. لقد وصل عامه الـ 31، ونقاشات الأفضل لن تتوقف ولن يتغير قناعات جمهور البلوجرانا بشأن البولجا، وحتى أزمة الفوز ببطولة مع المنتخب لن تحل سوى حينما يتم التفكير في المجموعة ككل وليس ليو فقط.
لو تجاهلنا المقارنات ولم نفكر في أي شيء سوى تقييم موهبة ميسي، فلن نجد ما هو أعظم منه في الوقت الحالي، لا يهم الآن سوى أن نشكر ليو على ما قدمه في 14 موسمًا ونعرف أن هذه الحقبة باتت وشيكة الانتهاء ونستمتع بما هو متبقي!
كل عام وأنت بخير يا ميسي، كل عام وكرة القدم سعيدة بوجودك يا ليو!