سوريا: اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن درعا وانقسام في المعارضة حول "المصالحة"
ذكرت مصادر دبلوماسية أن مجلس الأمن الدولي سوف يعقد جلسة طارئة، الخميس، لبحث تطورات الأوضاع في محافظة درعا جنوب غربي سوريا، والتي تسببت في نزوح 300 ألف شخص حتى الآن.
ودعت الكويت والسويد، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، إلى هذا الاجتماع بحسب ما أعلنته البعثة السويدية لدى الأمم المتحدة.
في غضون ذلك، بدأ مفاوضون عن الفصائل المسلحة في درعا جولة جديدة من المحادثات مع مندوبين روس، الثلاثاء، بشأن اتفاق سلام ومصالحة لإنهاء الحرب في جنوب سوريا.
الأمم المتحدة: 270 ألف نازح بسبب القتال في جنوب غربي سوريا
"فشل" مفاوضات الهدنة في درعا جنوبي سوريا
"مصالحة أم استسلام"
وقال إبراهيم الجباوي، المتحدث باسم الجيش السوري الحر، إن المباحثات تتضمن السماح للجنود الروس بدخول البلدات التي سينسحب منها المسلحون.
ويشن الجيش السوري، مدعوما بقوات روسية، هجوما على فصائل المعارضة المسلحة في درعا، منذ 19 يونيو/حزيران الماضي، مما أدى إلى نزوح ما بين 270 ألفا و330 ألف سوري بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وكانت روسيا قد سلمت قائمة مطالب للمعارضة المسلحة في درعا، السبت الماضي، وأدت هذه المطالب إلى انقسام في صفوف المعارضة والتي رأت أن الموافقة عليها بمثابة استسلام وليس مصالحة.
وتتضمن المطالب الروسية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تسليم الفصائل سلاحها الثقيل والمتوسط، مع عودة المؤسسات الرسمية ورفع العلم السوري وسيطرة القوات الحكومية على معبر نصيب مع الأردن المجاور.
كما ينص الاتفاق- وفق المصادر ذاتها- على تسوية أوضاع المنشقين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية خلال 6 أشهر، مع انتشار شرطة روسية في بعض البلدات.
وتتم المفاوضات برعاية الأردن، الذي يسعى لإيجاد مخرج للأزمة المتفاقمة على حدوده مع سوريا إذ وصل آلاف النازحين إلى الحدود في محاولة للدخول إلى الأردن.
ومن المقرر أن يقدم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تقريرا لأعضاء مجلس الأمن حول الوضع الإنساني في درعا، ووضع النازحين على الحدود الأردنية.
إسرائيل تغلق الحدود
وقالت بعثة السويد لدى الأمم المتحدة، إن زيادة العنف "يدل على فشل آخر من جانب أطراف الصراع في سوريا لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية".
وطالبت بضرورة "تكثيف الجهود لتهدئة العنف، وأيضا لتمكين قافلة تابعة للأمم المتحدة للدخول من الأردن، وهي على أهبة الاستعداد على الحدود لنشرها فى أسرع وقت ممكن."
وتغلق كلا من إسرائيل والأردن الحدود أمام النازحين من درعا، وأعلنتا أن حدودهما ستبقى مغلقة حتى لو كان هناك عشرات الآلاف من السوريين الفارين من الهجمات.
استئناف المحادثات بين روسيا والمعارضة السورية من أجل هدنة جنوب سوريا
ويقول الأردن إنه لم يعد قادرا على قبول المزيد من اللاجئين، وذلك بعد تسجيل استقباله حوالي 650 ألف لاجئ سوري.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة "فرحان حق" للصحفيين إن "هناك تقارير حول استمرار الضربات الجوية الجوية والهجمات الأرضية المكثفة على عدة مناطق في محافظة درعا، مما أسفر عن مقتل وجرح مدنيين إضافة إبى أكبر عملية نزوح في المنطقة منذ بدء الصراع ".
وأضاف أن وضع المشردين داخليا عند الحدود الأردنية غير مستقر، ويتفاقم بسبب العواصف الرملية الصحراوية وارتفاع درجات الحرارة التي تصل إلى 45 درجة.
كما أشار إلى تقارير تحدثت عن مقتل ما لا يقل عن 12 طفلا وامرأتين ورجل مسن بالقرب من الحدود الأردنية بسبب لدغ العقارب والجفاف والمرض الذي ينتشر عن طريق المياه الملوثة.
وأكد فرحان حق، على أن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان قد حثت الأردن على فتح حدوده وحثت بلدان أخرى في المنطقة للترحيب باللاجئين المدنيين.
ولم تفلح جميع المناشدات الدولية الحالية بوقف الهجمات على درعا، ومازالت العمليات العسكرية مستمرة.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة لقي 350 ألف شخص مصرعهم حتى الأن منذ بدء الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، بالإضافة إلى نزوح ملايين المشردين واللاجئين.
ورغم العملية العسكرية، دعا النظام السوري اللاجئين إلى العودة إلى المناطق التي تمت استعادتها.
وتسيطر القوات النظامية حاليا على أكثر من 61 بالمئة من سوريا، مقارنة مع 17 بالمئة فقط أوائل عام 2017، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفر ما يزيد على 5.6 مليون سوري من البلاد، وقالت الخارجية السورية إن كثيرا من النازحين داخليا عادوا بالفعل إلى ديارهم، داعية اللاجئين إلى أن يحذو حذوهم.
لكن كثيرا من السوريين يعجزون عن العودة لأن منازلهم دمرت جراء القتال، أو خوفا من التجنيد في الجيش.
-----------------------------------------------------
يمكنكم استلام إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.