ستة أسباب قد تجعل الوقوع في الخطأ تجربة جيدة
ارتكاب الأخطاء لا يؤدي بالضرورة إلى نتائج سيئة، إذ أنه قد يصبح ميزة في واقع الأمر.
أو على الأقل هذا ما يعتقده القائمون على برنامج "أمر مفهوم" الذي تقدمه بي بي سي والذي كان يبحث في معرفة تداعيات الوقوع في الخطأ، وكيف يمكننا الاستفادة فعليا من الأخطاء.
1: إنه الأسلوب الذي نتعلم به
لقد سمعنا جميعا القول المأثور الذي يقول "أنت تتعلم من أخطائك".
وهذا صحيح، لأن التجربة والخطأ جزء مهم من كيفية تطور عقولنا ومهاراتنا.
ولكي ندرك ذلك يتعين علينا أن نفكر في الكيفية التي يتعلم بها الطفل الصغير المشي، أو كيف تتقن لاعبة جمباز الحركات التي تقوم بها، أو كيف يقوم خباز بإعداد كعكة في مسابقة ما 20 مرة لكي تنال إعجاب لجنة التحكيم.
وقد أظهر لنا علماء النفس في جامعة ولاية ميشيغان الأمريكية أنه لكي نتعلم من أخطائنا، فمن المفيد أن تكون لدينا "عقلية النمو" - وهو الاعتقاد بأن الذكاء شيء يمكننا العمل عليه وتطويره.
وفي دراسة أجريت على 123 طفلاً، لاحظ العلماء أن أولئك الذين اعتقدوا أن الذكاء شيء قابل للتطور وغير ثابت قد اهتموا أكثر بأخطائهم، وبالتالي تعلموا المزيد.
2. يمكن أن يكون للوقوع في الخطأ عواقب إيجابية غير متوقعة
هناك نتائج إيجابية للكثير من الأخطاء، وليس لكل الأخطاء بالطبع.
لقد أبحر كريستوفر كولومبوس من أجل إيجاد طريق بحري جديد إلى آسيا، لكن انتهى به المطاف باكتشاف أمريكا بدلا من ذلك.
وعلى نطاق مختلف، أدت الأخطاء التي ارتكبها مخترعون إلى اكتشافات أكبر، بما في ذلك الميكروويف وجهاز تنظيم ضربات القلب.
ولولا الخطأ البسيط الذي ارتكبه العالم الأسكتلندي ألكسندر فليمنغ في عام 1928، لكانت السنوات التسعين الماضية تبدو مختلفة تمامًا.
فقد اكتشف فليمنغ المضاد الحيوي "البنسلين" بعد أن ترك طبقا متسخا أثناء عطلة، ليجده ملوثا لدى عودته.
وقبل تنظيف الطبق، لاحظ فليمنغ شيئًا غريبًا فيه، حيث نما العفن ولم تنمو البكتيريا.
ولم يكن هذا عفنا عاديا، بل كان فطر البنسيليوم.
وتبع ذلك نمو وإنتاج البنسلين كأداة لمكافحة الالتهابات البكتيرية.
وكان هذا هو الخطأ الساذج الذي أنقذ ملايين الأرواح.
3. الأخطاء تعلمنا من نكون
قال الكاتب الإنجليزي أوسكار وايلد إن "التجربة هي الاسم الذي يطلقه الجميع على أخطائهم".
وتطرق وايلد بذكائه إلى أمر هام للغاية، وهو أن الوقوع في الخطأ يعد حاسما في معرفة الكثير عن أنفسنا وعن حياتنا.
فعندما تخفق في امتحان كبير فإنك سوف تعرف كيف تتعامل مع الإحباط.
ولو كنت مكان الواعظ الديني ويليام ميلر في القرن التاسع عشر وعملت جاهدا على إقناع الآلاف من الناس بأن نهاية العالم قد باتت وشيكة، فستكتشف ما إذا كنت شجاعا بما فيه الكفاية للاعتراف بالخطأ وتحمل نتائجه أم لا.
ففي صباح الثاني والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول 1844، كان يتعين على ميلر أن يواجه الآلاف من تلامذته وهم في حالة ذهول، ومازالوا على قيد الحياة، بعدما لم تتحقق نبؤته بالمجيء الثاني للمسيح ونهاية العالم.
ووسط أجواء من الغضب والسخرية، اعترف ميلر بالخطأ قائلا "لقد توقعنا مجيء المسيح في هذا الوقت، والآن سنكون غير صادقين إذا قلنا إننا لم نكن مخطئين. لا يجب أن نخجل أبدا من الاعتراف صراحة بكل أخطائنا".
4: الأخطاء يمكن أن تحررنا كي نحقق أهدافنا
قال الرئيس الأمريكي الراحل ثيودور روزفلت "الرجل الوحيد الذي لا يرتكب أية أخطاء هو ذلك الرجل الذي لا يقوم بأي شيء على الإطلاق".
ورغم أن الخوف من الفشل قد يمنعنا من محاولة القيام بأمور جديدة، فإن قبول حقيقة أن ارتكاب الأخطاء هو جزء من الحياة يمكن أن يكون له التأثير العكسي - إذ يمكن أن يحررنا كي نحقق أهدافنا بدون حدود.
5: الأخطاء تساعدنا على تحديد أولوياتنا
قالت الكاتبة الإنجليزية جيه كيه رولينغ إنها عندما كانت في منتصف العشرينيات من عمرها كانت قد تعرضت بالفعل للفشل "على نطاق ضخم".
لقد انهار زواجها وكانت تعيش هي وابنتها في فقر. وفي ظل هذه الظروف ماذا كانت فرص نجاحها ككاتبة؟
وفي كلمتها عام 2008 أمام الطلاب المتخرجين في جامعة هارفارد، قالت رولينغ "لقد توقفت عن التظاهر أمام نفسي بأنني أي شيء آخر غير ما أنا عليه في الحقيقة، وبدأت في توجيه طاقتي بالكامل لإنهاء العمل الوحيد الذي كان يهمني".
وأضافت "لقد تحررت، لأن أكبر شيء كنت أخاف منه قد حدث بالفعل، وكنت لا أزال على قيد الحياة، وكان لا يزال لدي ابنة أعشقها وآلة كاتبة قديمة وفكرة كبيرة".
والآن، أصبحت كاتبة رواية "هاري بوتر" واحدة من أغنى وأشهر الكتاب في العالم.
6: الأخطاء يمكن أن تعطينا ما يضحكنا في النهاية
بدءا من مسرحية "كوميديا الأخطاء" لشكسبير وصولا إلى مسلسل "فولتي تاورز" للكاتب جون كليز، دارت أحداث العديد من الروايات الكوميدية المعروفة حول الأخطاء وسوء الفهم.
ويمكن أن تكون الأخطاء مضحكة للغاية.
وبينما قد تشعر بالغضب لخروجك من المنزل بملابس النوم، فهناك فرصة لأن تضحك على هذا الأمر.