احتجاجات الجنوب تتواصل: معصوم يلتقي وجهاء البصرة والعبادي يطمئن أمير الكويت
العشائر تقطع الطرق إلى بغداد ...
تجددت صباح اليوم الاثنين، الاحتجاجات الشعبية الغاضبة في محافظات جنوب العراق، في يومها الثامن، ضد انعدام الخدمات، وتردي الواقع المعيشي، وتفشي الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة ودوائرها، وانتشار البطالة.
وأقدمت عشائر خفاجة في محافظة ذي قار، فجر اليوم، على قطع الطريق الرئيس المؤدي الى العاصمة بغداد، ومحافظة واسط.
وقالت مصادر محلية، إن المئات من أبناء القبيلة قد انتشروا على الطريق المذكور وأضرموا النيران في الإطارات، وهم يهتفون تنديدا بالإجراءات التعسفية التي اتخذتها الحكومة الاتحادية ضد المتظاهرين.
معصوم يلتقي وجهاء البصرة
إلى ذلك قال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، اليوم، إن الرئيس فؤاد معصوم استقبل أمس وفداً من رؤساء عشائر ووجهاء محافظة البصرة برئاسة الشيخ عبد السلام المالكي وبحث معهم تطورات الأزمة التي تمر بها محافظة البصرة مؤخراً وسبل معالجة مشاكلها كافة بما يضمن حماية حقوق ومصالح المواطنين وتعزيز الأمن والاستقرار والحياة الطبيعية في المحافظة وعموم البلاد فضلاً عن وقف تصاعد الأزمة الراهنة وتفاقم تبعاتها.
وأضاف البيان، أن معصوم أكد خلال اللقاء على ضرورة الحلول العاجلة والمستديمة للمشاكل الأساسية التي تواجه المحافظة، مشدداً على أهمية منح محافظة البصرة وسكانها كل الاهتمام والرعاية من أجل تجاوز الصعوبات الراهنة وتسريع تطويرها اقتصاديا وحياتيا في كافة المجالات فضلاً عن حل مشاكل نقص الكهرباء ومياه الشرب والخدمات الصحية والاجتماعية التي يعاني منها أبناء المحافظة والمناطق المجاورة.
ونوه البيان، إلى أن معصوم شدد على أولوية معالجة ظاهرة البطالة التي يعاني منها الشباب والشرائح السكانية الفقيرة عبر زيادة معدلات التوظيف الدائم والوقتي مع منح أفضلية لسكان المحافظة في العمل لدى الشركات النفطية والملاحية والسعي لإحلال العمال العراقيين بدل الأجانب في كافة المجالات الممكنة ضمن خطط آنية ومستقبلية مدروسة.
وأردف البيان، أن معصوم أشار إلى لزوم حل دائم مقبول لمشاكل السكن وإنهاء معاناة سكان بيوت الصفيح والطين من المرحلين والعوائل المنكوبة وكذلك معالجة ظاهرة تفاقم المد الملحي في المحافظة ومعالجة ديون البصرة المتراكمة وبشكل نهائي.
ومضى البيان بالقول، إن رئيس الجمهورية أكد أيضاً استعداده لبذل كل جهد لدعم مصالح سكان البصرة لا سيما في المجالات الاقتصادية والوظيفية والبيئية، مشدداً على أهمية تعزيز السلم الأهلي وتمتين روابط المجتمع من خلال تقوية الجبهة الداخلية والتماسك المجتمعي الذي يعزز القانون ويرسخ سلطة الدولة والقانون ويحفظ حقوق الجميع.
واختتم البيان بالقول، إن معصوم شدد على ضرورة حشد جميع الإمكانيات لمنع استغلال الأزمة من قبل أي أشخاص أو جهات معادية وتسخير كافة القدرات لمعالجة المشاكل الأساسية التي يعانيها المواطنون وتطوير الواقع المعيشي والخدمي وتحقيق التنمية المستدامة الضامنة لترسيخ الاستقرار والازدهار في البصرة وعموم البلاد.
العبادي يطمئن أمير الكويت
من جانب آخر، ذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أجرى محادثات هاتفية مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لطمأنته بشأن الاحتجاجات الغاضبة المستمرة منذ نحو أسبوع في جنوب العراق.
وأعلنت الكويت استنفار قواتها عن حدودها الشمالية بعدما هدد محتجون في البصرة باقتحام منفذ سفوان الحدودي في اقصى الجنوب.
وذكرت الوكالة، أن الشيخ الصباح تلقى اتصالاً هاتفياً من العبادي يوم الأحد «جرى خلاله استعراض العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك».
وأضافت الوكالة، أن العبادي طمأن أمير الكويت «على الأوضاع الأمنية الجارية في بعض المحافظات».
وأكد أمير الكويت استعداد بلاده «لتقديم كل دعم ممكن للعراق الشقيق ليتمكن من تجاوز ما يمر به من أحداث».
وكانت الحكومة فرضت السبت حظراً للتجول في جميع أنحاء جنوب العراق في الوقت الذي أعلن فيه العبادي عن رصد مخصصات مالية لتحسين خدمات المياه والكهرباء والصحة.
وأمر العبادي قوات الأمن بعدم استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين السلميين، لكنه أشار الى أن العراق لا يتساهل مع الفوضى.
وتبلغ نسبة البطالة بين العراقيين رسميا 10,8 %. ويشكل من هم دون 24 عاما نسبة 60 في المئة من سكان العراق، مما يجعل معدلات البطالة أعلى مرتين بين الشباب.
ويتزامن هذا التوتر مع محاولات تشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت يوم 12 مايو / أيار وشابتها اتهامات بالتزوير.
وأسفرت أعمال العنف التي رافقت احتجاجات الجنوب العراقي عن مقتل حوالي 10 متظاهرين حتى الآن، إلى جانب إصابة العشرات من المدنيين وقوات الأمن.