مسؤولون محليون : الاحتجاجات لم تؤثر على إنتاج النفط في البصرة
أي تعطل للإنتاج يقود أسعار الخام العالمية للارتفاع...
مع تواصل الاحتجاجات ضد تفشي الفساد والبطالة وانعدام الخدمات والتي تمددت في مدن جنوب العراق، ودخلت أسبوعها الثاني، أمس، تخللت هذه الاحتجاجات محاولات لاقتحام مقرات إدارية وحقل للنفط ، رغم إعلان الحكومة إجراءات تنموية لاحتواء الاضطرابات.
وتصدت قوات الأمن لاحتجاجات على بعد نحو 4 كيلومترات من حقل الزبير النفطي، الذي تديره شركة «إيني»، قرب البصرة.
وقالت مصادر في الشرطة إن 40 شخصاً أصيبوا، 3 منهم برصاص حي .
وأفاد مسؤولون محليون بأن الاحتجاجات لم تؤثر على إنتاج النفط في مدينة البصرة ، التي تدر صادرات النفط منها أكثر من 95 في المائة من عائدات العراق. ومن شأن أي تعطل للإنتاج أن يلحق ضرراً شديداً بالاقتصاد المتعثر، ويقود أسعار الخام العالمية للارتفاع.
وانطلقت مظاهرات في البصرة لليوم الثامن على التوالي احتجاجاً على البطالة ونقص الخدمات .
ويضع هذا الغضب المتنامي رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته حيدرالعبادي في موقف صعب، في وقت يأمل فيه بولاية ثانية عندما يشكل الساسة العراقيون حكومة ائتلافية جديدة بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 12 مايو/ أيار الماضي.
وانتقد محتجون حزب «الدعوة»، الذي ينتمي إليه العبادي، والذي هيمن على المشهد السياسي العراقي منذ الغزو الأميركي في 2003. وقال زياد فضيل (38 عاماً)، وهو عاطل عن العمل، إن «حزب الدعوة يحكم العراق منذ 15 عاماً، وقادته لم يتمكنوا من الوفاء ولو حتى بوعد واحد من الذي قطعوه».
فيما قال أسامة عباس (25 عاماً) ، وهو خريج جامعي عاطل عن العمل : «منذ سقوط صدام في 2003 حتى الآن، الشيء الحقيقي الوحيد الذي يقوله الساسة الشيعة هو أكاذيبهم... ما زلنا نشرب مياه قذرة، ونسينا ما الذي يعنيه تكييف الهواء خلال الصيف».
في هذه الاثناء، تجددت صباح اليوم الاثنين، الاحتجاجات الشعبية الغاضبة في محافظات جنوب العراق ، في يومها التاسع ، ضد انعدام الخدمات، وتردي الواقع المعيشي، وتفشي الفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة ودوائرها، وانتشار البطالة.
وأقدمت عشائر خفاجة في محافظة ذي قار، فجر اليوم، على قطع الطريق الرئيس المؤدي الى العاصمة بغداد، ومحافظة واسط.
وقالت مصادر محلية، إن المئات من أبناء القبيلة قد انتشروا على الطريق المذكور وأضرموا النيران في الإطارات، وهم يهتفون تنديدا بالإجراءات التعسفية التي اتخذتها الحكومة الاتحادية ضد المتظاهرين .
لى ذلك قال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، اليوم، إن الرئيس فؤاد معصوم استقبل أمس وفداً من رؤساء عشائر ووجهاء محافظة البصرة برئاسة الشيخ عبد السلام المالكي وبحث معهم تطورات الأزمة التي تمر بها محافظة البصرة مؤخراً وسبل معالجة مشاكلها كافة بما يضمن حماية حقوق ومصالح المواطنين وتعزيز الأمن والاستقرار والحياة الطبيعية في المحافظة وعموم البلاد فضلاً عن وقف تصاعد الأزمة الراهنة وتفاقم تبعاتها.
وكانت الحكومة فرضت السبت حظراً للتجول في جميع أنحاء جنوب العراق في الوقت الذي أعلن فيه العبادي عن رصد مخصصات مالية لتحسين خدمات المياه والكهرباء والصحة.
وأمر العبادي قوات الأمن بعدم استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين السلميين، لكنه أشار الى أن العراق لا يتساهل مع الفوضى.
وتبلغ نسبة البطالة بين العراقيين رسميا 10,8 %. ويشكل من هم دون 24 عاما نسبة 60 في المئة من سكان العراق، مما يجعل معدلات البطالة أعلى مرتين بين الشباب.