(بالفيديو) محتجون غاضبون يحرقون صورة للخميني وسط البصرة
في شارع يحمل اسمه
أحرق محتجون غاضبون، في مدينة البصرة (جنوب العراق)، صورة المرشد الاعلى الإيراني السابق ، الخميني، كما تُظهر صور تم تداولها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتشهد أغلب مدن جنوب العراق، ذات الغالبية الشيعية، احتجاجات شعبية عارمة، منذ اسبوعين، للمطالبة بتحسين الخدمات العمومية وتوفير فرص عمل للمواطنين العاطلين والقضاء على الفساد .
وتداول نشطاء عراقيون وعرب، صورة الخميني، التي تقع في شارع يحمل اسمه، بمدينة البصرة، وهي تشتعل، معتبرين أن ذلك يحمل رسالة لطهران، بأن العراقيين ضاقوا بها وبالساسة الذين يمثلونها.
وقال أحد النشطاء يستخدم حسابًا على تويتر باسم مزاحم الشمري، “حرق صورة الخميني في البصرة رسالة الى الأحزاب التابعة لإيران.. سيقوم الشعب العراقي بحرق كل من باع العراق”.
بدوره أشار ناشط يستخدم حسابًا باسم عدنان علوان، إلى أن الصورة “وضعتها ميليشيات تابعة لإيران” معتبرًا أن مشاهدتها وهي تحترق “تثلج الصدور” في إشارة إلى الحساسية المتنامية لكثير من العراقيين تجاه تدخل طهران في بلادهم.
ويهتف المتظاهرون، خلال حرق الصورة الضخمة وسط مدينة البصرة ،"ايران برة برة والبصرة تبقى حرة" ، و "احترق الخميني احترق" و"احترق الحشد احترق"، في إشارة إلى ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران.
وكانت السلطات المحلية في مدينة البصرة أطلقت اسم الخميني على أحد شوارع المحافظة، عام 2016؛ ما قوبل حينها بردود فعل يغلب عليها الانتقاد.
وتتمتع إيران بنفوذ واسع في العراق منذ سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين على يد القوات الأمريكية عام 2003، حيث أسست وجودًا عسكريًا، من خلال ميليشيات تمولها وترعاها، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تذمرًا من تدخلها المتكرر في الشؤون الداخلية للبلاد، كما شهدت انفتاح شخصيات شيعية وازنة أبرزها مقتدى الصدر، على المحيط العربي.
وفجر انقطاع الكهرباء وشح المياه وتفشي البطالة، أحدث موجة من الغضب في البصرة التي تعد من أغنى المحافظات فهي منفذ لتصدير النفط، في حين قابلت السلطات ذلك بالقمع، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى برصاص الأمن.
وتضم البصرة نحو 70 بالمائة من احتياطيات العراق المؤكدة من النفط وتبلغ 153.1 مليار برميل، وتقع على الخليج العربي المتاخم للكويت وإيران، وتمثل مركز العراق الوحيد هذه الأيام بالنسبة لجميع صادرات النفط إلى السوق الدولية.
واقتحم المحتجون في معظم المحافظات الجنوبية مبان حكومية بالإضافة إلى مراكز للأحزاب المهيمنة على المشهد السياسي منذ سنوات، ومقار لميليشيات الحشد الشعبي التي تعتبر الذراع الرئيسي لإيران في العراق.
وهرعت الحكومة لاحتواء الاحتجاجات بإطلاق وعود تتعلق بتوفير آلاف الوظائف، لا سيما في قطاع النفط، وتخصيص 3.5 ترليون دينار عراقي (3 مليارات دولار) لمشروعات كهرباء ومياه.
إلا أنه بموازاة الوعود الحكومية، شنت القوات الأمنية حملة اعتقالات طالت، وفق ناشطين، عشرات الأشخاص الذين شاركوا في الاحتجاجات المستمرة منذ أسبوع للمطالبة بتوفير فرص عمل وخدمات أفضل.
وشنت القوات الأمنية، مساء الأحد، حملة اعتقالات واسعة في البصرة، حيث طاردت المتظاهرين على الطرق الرئيسية والأزقة، بالتزامن مع إغلاق الشوارع المحيطة بمبنى المحافظة بالأسلاك الشائكة.
وكان نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تداولوا مطلع العام 2017 صورة لتمزيق لافتة الشارع نفسه الذي يحمل اسم "روح الله الخميني" .
وقال النشطاء إن عراقيين لم يتم التعرف عليهم قاموا بتمزيق لافتة الشارع التي تحمل اسم "روح الله الخميني"، وقد كان يطلق على الشارع في السابق اسم "الزهراء".
يشار إلى أن تسمية الشارع تمت في 2016 وأثارت جدلا في المحافظة .