اخبار العراق الان

الانقطاع المستمر للكهرباء بذروة الصيف.. أزمة قديمة متجددة تثير غضب المواطنين في بغداد

الانقطاع المستمر للكهرباء بذروة الصيف.. أزمة قديمة متجددة تثير غضب المواطنين في بغداد
الانقطاع المستمر للكهرباء بذروة الصيف.. أزمة قديمة متجددة تثير غضب المواطنين في بغداد

2018-07-19 00:00:00 - المصدر: رووداو


رووداو – أربيل

يعد النقص الشديد في إمدادات الكهرباء أحد الأسباب الرئيسية لخروج الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها محافظات جنوب العراق ووسطه، حيث لاتتجاوز ساعات التزويد بالكهرباء 5 ساعات يومياً في حين تصل درجات الحرارة إلى نصف درجة الغليان في بعض الأحيان.

وكخطوة للتخفيف من موجة الحر تم وضع مرواح مزودة ببخاخات مياه في بعض شوارع بغداد، لكن تشغيلها يعتمد على المولدات بدلاً من تيار الكهرباء العادي بسبب نقص الكهرباء.

وفي منزلها، تعاني ربة المنزل أم عباس من الحرارة الخانقة، قائلةً: "الكهرباء سيئة للغاية، خاصة في هذا الوقت من العام، ولو لا المولدات لما استطعنا مواصلة العيش"، مضيفةً: "زوجي يعمل طوال اليوم وعندما يعود إلى المنزل لا يمكنه أن يرتاح بسبب شدة الحرارة، لأنه لا توجد كهرباء، أو أنها ضعيفة لدرجة لا يمكننا تشغيل المكيف (السبلت)، ما الذي فعلناه لكي نعيش هكذا؟".

يضطر السكان - الذي لا يمتلكون الكثير من المال - لشراء مولدات ويحاولون من خلال ذلك تعويض الفرق، لكن مصدر الكهرباء هذا مكلف للغاية، فعند تشغيل مكيف الهواء، يحتاج الأمر إلى نحو 10 أمبيرات من الكهرباء، والتي يمكن أن تكلف ما يصل إلى 200 دولار شهرياً، في دولة تمتلك ثالث أكبر احتياطي للنفط في العالم.

وأشار علي جاسم، وهو صاحب متجر في بغداد: "لا توجد كهرباء في المنزل ولا في العمل، بل حتى حينما أخرج مع زوجتي وطفلي الاثنين إلى المتنزهات والأماكن العامة في الأعظمية والمشاتل مثلاً لا توجد كهرباء هناك أيضاً، بغداد باتت عدماً عدماً"، بارك الله في أصحاب رجال المولدات وتعاونهم معنا رغم انقطاع الكهرباء وعدم دعمهم من الحكومة".

وتتعدد أسباب نقص الكهرباء في العراق؛ منها اتباع النظام القديم لتوليد الطاقة، وسوء شبكة التوزيع، وسوء الإدارة، والشركات الحكومية المتنافسة التي تديرها أحزاب سياسية مختلفة كإقطاعيات صغيرة على حد قول المراقبين.

كانت هناك محاولات مختلفة لتحسين شبكة الكهرباء في عهد ما بعد صدام حسين، لكن مليارات الدولارات اختفت في مشاريع استثمارية فاسدة.

وقال فؤاد العطار، وهو صاحب متجر في بغداد: "لا توجد كهرباء، التيار يأتي لمدة 15  دقيقة ثم ينطفئ لنصف ساعة، ثم 10 دقائق أخرى وهكذا"، داعياً رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي إلى "التدخل الفعلي للتعاقد مع شركات عملاقة وإذا تحقق ذلك فأنا متأكد من أن المظاهرات ستنتهي غداً".

يتعين على معظم سكان العراق التكيف مع هذا الوضع، إما بالاعتماد على مراوح ورقية أو طرق أخرى بسيطة للتخلص من الحر القائظ، وهو مصدر دائم للإحباط والشكاوى ضد الحكومة.

وتشهد محافظات جنوبي البلاد، منذ قرابة الأسبوعين، احتجاجات شعبية واسعة، تطالب بتوفير فرص العمل والخدمات الأساسية، تخللتها أعمال عنف، واقتحام مؤسسات حكومية رسمية ومجالس المحافظات.