متظاهروا الجنوب يلوحون بـ"الاعتصام المفتوح" اذا لم تلبى مطالبهم
محتجوا ميسان يقطعون الطريق إلى منفذ حدودي مع إيران...
تجدّدت، صباح اليوم الجمعة، الاحتجاجات في عدد من مدن جنوب العراق، رغم الانتشار الأمني والعسكري المكثف الذي فرضته الحكومة منذ ليلة أمس، عقب دعوات أطلقها ناشطون ووجهاء وأعيان مجتمع جنوب العراق إلى التظاهر ورفض الوعود الحكومية لهم.
وأكّد مصدر محلي في محافظة ميسان (جنوب العراق) أن مئات المتظاهرين تجمعوا في بلدة المشرح جنوب المحافظة، مبينا، ان المحتجين قطعوا الطريق الرئيس المؤدي إلى منفذ الشيب الذي يربط العراق بإيران.
وأشار المصدر إلى أن المتظاهرين رددوا شعارات منددة بـ"الفساد" في الحكومة المحلية في ميسان، والحكومة الاتحادية في بغداد، والتي تسببت بانهيار الأوضاع الاقتصادية والخدمية في المحافظة، مطالبين بتوفير الكهرباء، وتحسين المستوى المعيشي، والقضاء على البطالة المتفشية في مدن ميسان.
وأوضح المصدر ، أن المتظاهرين أكدوا أنهم سيواصلون تظاهراتهم حتى تحقيق المطالب، ملوحين بالتحول نحو الاعتصام المفتوح في حال تجاهلت السلطات العراقية مطالبهم.
وفي البصرة، شهدت مناطق الطويسة والمديّنة والزبير وأم قصر وأبو الخصيب مظاهرات مماثلة، فيما تشهد كربلاء تجمعات كبيرة للمواطنين استعدادا للتظاهر.
في غضون ذلك، قال عضو مفوضية حقوق الإنسان في العراق، فاضل الغراوي، إن القوات العراقية أفرجت عن 180 متظاهرا في محافظة ميسان تم اعتقالهم في وقت سابق، مبينا أن "آخر إحصائية حصلت عليها المفوضية أشارت إلى الإفراج أيضا عن 86 معتقلا من المتظاهرين في النجف، وإطلاق سراح 70 متظاهرا في محافظة المثنى".
ويرى ناشطون باحتجاجات جنوب العراق أن عمليات الإفراج عن المتظاهرين تزامنت مع التحضير لانطلاق تظاهرات عارمة اليوم الجمعة.
وقال حيدر الساعدي، وهو أحد منظمي التظاهرات في ميسان، إن القوات العراقية خالفت الدستور حين اعتقلت المتظاهرين، مبينا، أن "إطلاق سراحهم واجب وليس منة".
وأوضح الساعدي ، أن "حديث السلطات العراقية عن إطلاق سراح المحتجين المعتقلين لديها، والذي بدأ منذ يوم أمس الخميس، يمثل محاولة لامتصاص غضب الشارع العراقي الذي يستعد لتنظيم تظاهرات واسعة اليوم الجمعة".
في غضون ذلك، أرسلت الحكومة العراقية تعزيزات أمنية كبيرة إلى البصرة ، مهد الحراك الاحتجاجي، وإلى محافظات أخرى بينها المثنى ، وسط تصاعد المخاوف من اتجاه السلطات إلى تشديد القبضة وخنق الحراك أمنياً.
وتسود حالة من الترقب اليوم لرصد مدى التجاوب مع الدعوات إلى تظاهرات موحدة، خصوصاً بعد مطالبات تيارات مدنية بتأجيل التظاهر، فضلاً عن خطبة المرجعية الشيعية العليا، بزعامة علي السيستاني، بعد أسبوع من دعمها للمتظاهرين ودعوتها الحكومة إلى تلبية مطالبهم.
وحذر النائب عن محافظة الديوانية علي البديري، أمس، من انقطاع مفاجئ للماء عن المحافظة بشكل كامل دون معرفة الأسباب، محذراً من فتنة «كبيرة» يتم التحضير لها من جهات خارجية وداخلية.
في المقابل، ذكر ناشطون في محافظة الأنبار(غرب العراق) ، أنهم يستعدون لإطلاق تظاهرات في المحافظة على غرار الاحتجاجات الجارية في المحافظات المجاورة.