اخبار العراق الان

تحقيق يسلط الضوء علی حرق ناشطة كوردية في تظاهرات طهران

تحقيق يسلط الضوء علی حرق ناشطة كوردية في تظاهرات طهران
تحقيق يسلط الضوء علی حرق ناشطة كوردية في تظاهرات طهران

2018-07-21 00:00:00 - المصدر: nrt عربية


رفضت عائلة الناشطة الكوردية الايرانية مريم فرجي التي شغل خبر اختفائها الرأي العام ثم وجدت محترقة حتى الذوبان الرواية الرسمية حول اختفائها، مؤكدين وجود تواطؤ ما بين الأجهزة الأمنية التي قتلت مريم وبين خطيبها السابق، حيث اجتمعت لدى الطرفين أسباب التخلص من المغدورة.

وذكر تقرير لموقع درج ميديا المعني بقضايا الشرق الاوسط، ان "الشابة الكردية الإيرانية مريم فرجي، التي شغل خبر اختفائها الرأي العام الإيراني منذ مطلع شهر تموز الجاري وجدت لاحقا جثة محترقة حتى الذوبان، قرب سيارتها في منطقة شهريار غربي طهران".

وتبلغ مريم فرجي من العمر 33 عاما، وهي طالبة دراسات عليا في كلية العلاقات الدولية، ومديرة مالية في شركة محاسبة في طهران، شاركت في الاحتجاجات التي شهدتها إيران أواخر العام الماضي وبدايات هذا العام، وأدى ذلك إلى اعتقالها بتهمة "تنظيم اجتماعات سرية وتآمرية"، وأودعت في القسم 209 في سجن إوين، وكانت السلطات الأمنية الإيرانية قد اعتقلت في هذه الاحتجاجات أكثر من 3700 شخص وقتلت 22 آخرين بالرصاص الحي.

واضاف التقرير، ان "المحكمة الثورية حكمت على مريم في أوائل أيار الحالي بثلاث سنوات سجن وسنتين منع سفر خارج البلاد، بعد أقل من شهر على صدور الحكم تمكن محاميها من انتزاع قرار بإخراجها من السجن بكفالة مالية ووثيقة تعهد بعدم المشاركة بأي نشاط في الشارع".

واوضح، ان "مريم عادت بعدها إلى حياتها العادية، بين العمل والجامعة والمنزل، مبتعدة عن كل نشاطاتها الاجتماعية السابقة، والأسبوع الماضي خرجت من منزلها ذويها في مدينة سربيل زهاو في محافظة كرمنشاه الكردية، حيث كانت تمضي إجازتها، متجهة صوب طهران، واختفت على الطريق، كان من المفترض لدى وصولها إلى طهران أن تطمئن عائلتها عبر الهاتف، لكنها لم تفعل، وكما هي عادة الوالدين، اتصل بها والداها، لكن هاتفها كان مقفلا. اتصل والدها بأصدقاء لها في طهران لكن أحدا منهم لم يرها، فاتصل بالمحامي وأبلغه بقلقه، فتقدم محاميها ببلاغ في الغرفة الأمنية حول اختفائها".

وكان محاميها وبعدما انقطعت كل سبل الاتصال بها، والتحري عنها في الأماكن التي تذهب إليها، قد كتب على حسابه على تويتر أنه يعتقد أنه موكلته قتلت، لكنه لا يملك دليلا ملموسا على ذلك، واضعا القضية في عهدة المراجع الأمنية والسياسية.

بعد عشرة أيام على اختفائها، أعلن المحاميا انه تم العثور على جثة موكلته في أحد نواحي طهران، وبعد إجراء فحوصات الحمض النووي تبين أن الجثة تعود لها بالفعل، بناء على بيان أصدرته شرطة طهران، أفادت فيه أن الجثة المحترقة التي عثرت عليها دورية الشرطة في منطقة شهريار تعود للشابة مريم فرجي، وقد أثبت الطب الشرعي ذلك.

وقبل يومين كانت محكمة مدينة فرديس في جنوب شرق طهران، ادعت أن قاتل مريم فرجي هو خطيبها السابق، الذي قام بفعلته بدوافع عاطفية، وقد أقر بذلك بسهولة أمام قاضي التحقيق، كما اعترف أنه قتلها ودفن جثتها في حديقة منزل شقيقته في فرديس، وأعلنت أنها تصدق أقوال الرجل وأن الملف بالنسبة إليها قد أغلق، وليس هناك دوافع سياسية أو أمنية لقتلها، ووصفت الجرمية بأنها جريمة عاطفية، وقد اعتقل الفاعل واعترف بجريمته، وهو متابع من قبل مختص نفسي، من ثم أعلنت إغلاق كل التحقيقات في هذه القضية، بعدما وصلت إلى خواتيمها القانونية التي لا تحتمل معلومات أخرى إضافية.

كما أعلنت شرطة فرديس أنه على المواطنين ألا يعطوا الجريمة بعدا غير عائلي أو عاطفي، وأن يحاذروا من الادعاءات التي يسوقها البعض عن احتمال قتلها بدوافع سياسية، فقد حصلت حتما بدافع ثأري، كون الشابة وخطيبها السابق من القومية الكردية التي تملك قيما اجتماعية خاصة.

وقد أعلن محامي الضحية أن هناك تناقضا في الرواية الرسمية، فبعد أن أعلنت شرطة طهران، العثور على مريم فرجي جثة محترقة مرمية على الأرض قرب سيارتها، عادت وأعلنت أن قاتل مريم فرجي هو خطيبها السابق، الذي استدرجها إلى منزل شقيقته في مدينة فرديس وقتلها ودفنها في حديقة المنزل.

عائلة مريم وأصدقاؤها رفضوا الروايتين السابقتين، وهم يملكون رواية روايته ثالثة، تحكي عن وجود تواطؤ ما بين الأجهزة الأمنية التي قتلت مريم وبين خطيبها السابق، حيث اجتمعت لدى الطرفين أسباب التخلص من المغدورة، فالطرف الأول يعتبر أن الكردي الجيد هو الكردي الميت، لذلك لم يتم تصفية أي من المعتقلين بهذ الطريقة البشعة، إلا هذه الكردية الثائرة، والطرف الآخر غايته الانتقام لأنها هجرته

في الرواية الثالثة، الخطيب السابق ليس هو القاتل لكنه مستفيد، وقد تقاضى مبلغا من المال مقابل إهداء النظام الأمني القمعي شهادة براءة، وربما تم الاتصال بين الطرفين، بعد أن عرفت الشرطة بقضية انفصال مريم عن خطيبها، فاستغلت هذه الثغرة، لتبدو القضية كأنها جريمة شرف لها أبعاد متعلقة بعقيدة عشائرية كردية.