اخبار العراق الان

بغداد/شبكة أخبار العراق-وصفت صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية، في تقرير لها نشر اليوم الاثنين (23 تموز 2018)، ما يشهده العراق على مدى الأيام القليلة الماضية، بأنه أخطر موجة احتجاجات شعبية تشهدها البلاد منذ سنوات، لافتة إلى أن العراق ربما يقف على حافة ثورة.وقالت الصحيفة في تقريرها اليوم”، إن الاحتجاجات الأخيرة تسلط الضوء على الفجوة الخطيرة الآخذة في الاتساع بين العراقيين ونخبتهم الحاكمة، بعد بضعة أشهر على احتفال بغداد وحلفائها الغربيين بالانتصار على تنظيم داعش الإرهابي.وأشارت الى أنه لطالما كان الصيف في العراق محفزا للاحتجاجات، مع تعرض العراقيين لنقص الكهرباء والمياه في ظل درجات حرارة شديدة ورطوبة خانقة، لكن الرسالة التي يبعث بها المتظاهرون مفادها أنه قد طفح بهم الكيل إزاء قادتهم، الذين يتهمونهم بنهب الثروة النفطية، وإهمال الوعود، والفشل في بناء دولة فعالة بعد 15 عاما على إطاحة التحالف بقيادة الولايات المتحدة بنظام صدام حسين، والوعود بالديمقراطية والتنمية، التي تلت ذلك.ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم إعطاء الانتصار على داعش بارقة أمل، فإنه ركز أنظار العراقيين من جديد على إحباطاتهم المتعلقة بالفساد والبطالة وتردي الخدمات العامة، وهي العوامل نفسها التي صنعت بيئة خصبة للإرهابيين.وبينت الصحيفة في تقريرها، ان رئيس الوزراء حيدر العبادي، لجأ لتكتيكات اليد الثقيلة في التعامل مع الاحتجاجات مع وعود جديدة بمحاربة الفساد.وأشارت إلى أن العراقيين لا يرغبون في سماع تلك الوعود منذ الإطاحة بصدام، وقد فقد كثيرون منهم أي أمل في النظام السياسي العرقي – الطائفي، إذ إن الاختيار فيه قائم على المحاصصة، لا الكفاءة، معتبرين أنه عائق أمام تقدم العراق وحل مشاكل الناس يكمن بالاطاحة به.ورأت الصحيفة في تقريرها، ان العراقيين عبروا عن الازدراء للنظام السياسي، بعدم مشاركتهم في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 12 مايو/آيار، حيث كان وصلت نسبة المشاركة 20% في الواقع وهو أدنى مستوى لها.ورجحت الصحيفة ألا تختلف الحكومة الجديدة عن سابقتها، لافتة إلى مزاعم التزوير التي شابت عملية التصويت، والتي دفعت لإعادة فرز الأصوات، والنتيجة، هي بلد محاصر بشلل سياسي وغضب متصاعد.واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الاحتجاجات الأخيرة قد تنتهي قريباً، غير أنه طالما استمرت العملية السياسية في إفراز إدارات ضعيفة تعجز عن معالجة مظالم الناس، فالنتيجة ليست إلا تراكما للمشكلات.