اخبار العراق الان

الكشف عن عملية «القهوة» لسيطرة إسرائيل على باب المندب

الكشف عن عملية «القهوة» لسيطرة إسرائيل على باب المندب
الكشف عن عملية «القهوة» لسيطرة إسرائيل على باب المندب

2018-08-06 00:00:00 - المصدر: قناة الغد


كشفت وثائق دولة الاحتلال، عن تفاصيل عملية «القهوة» للسيطرة على باب المندب، بعد أن فتحت قنوات الاتصال والحوار الاستراتيجي مع الحبشة «إثيوبيا».. وذكرت الوثائق أن وزير الدفاع الاسرائيلي الأسبق موشي ديَّان، أدرك أن «مضيق تيران» بالنسبة لإسرائيل، هو بمثابة «جبل طارق» أو المنفذ الوحيد لها، بعدما تفهَّم أن مضيق «باب المندب» يحمل نفس الأهمية بالنسبة لمصر، ولابد من السيطرة عليه بقاعدة عسكرية قريبة من المضيق.

وأزاح الصحفي الاسرائيلي المخضرم، أمير أورين، الستار عن خفايا عملية «القهوة» بين الجانبين، اعتماداً علي الوثائق الاسرائيلية، مؤكدا أن «ممثلية» إسرائيل لدي أديس أبابا، فاقت في أهميتها حينئذ الممثلية ذاتها لدي لندن؛ وقال إن نجاح «ديَّان» في تدشين قاعدة بحرية لبلاده علي شفا باب المندب، كان يعادل «احتساء لبن التيس»! وانتهزت إسرائيل النزاع بين إثيوبيا وإريتريا، وإصرار الإمبراطور «هيلا سلاسي» علي اعتبار إريتريا إقليماً تابعاً لبلاده في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ومن خلال هذا المدخل عرضت إسرائيل خدماتها علي إثيوبيا، انطلاقاً من تقديرات للموقف يشير مضمونها إلي نظرية «التحالف المحيطي»، التي تدور حول أهمية الحلقة الإثيوبية في السلسلة غير العربية، أو العربية غير المسلمة، التي تحيط بالحلقة العربية مثل إيران وتركيا والأكراد وأوغندا.

تأمين الإمبراطور«هيلا سلاسي».. مقابل «عملية القهوة»

  • وفي أعقاب حرب يونيو/ حزيران 1967 أولت إسرائيل اهتماماً بالغاً بتأمين الإمبراطور هيلا سلاسي، وعملت علي تدريب جيشه، وخصصت لذلك جانباً من نشاط أجهزتها الأمنية والاستخباراتية، لكنها سعت للحصول علي المقابل، وأعدت لتنفيذ الهدف عملية استخباراتية، أطلقت عليها اسماً كودياً هو «القهوة»، ولاحت بنود تلك العملية في الأول من مارس/ آذار عام 1968، حينما التقي نائب مدير عام الخارجية الاسرائيلية، «موشي بيتان» إمبراطور إثيوبيا، ورئيس وزرائه، ووزراء كبار في حكومته، ورئيس أركان جيشه، وتمحور الهدف من اللقاء، وفقاً لوثائق الخارجية الاسرائيلية حول الحصول علي وعد إثيوبي بتمكين إسرائيل من تدشين قاعدة عسكرية بحرية في ميناء «عصب» جنوب إريتريا، الذي لا يبعد كثيراً عن باب المندب، وأن تصبح تلك القاعدة تحت إمرة سلاح البحرية الاسرائيلي وقت الحاجة إليها، بالإضافة إلي ترتيب هبوط طائرات الـ«سكاي هوك» الاسرائيلية، أو تزويدها بالوقود في القاعدة؛ بالإضافة إلي مطالبة إسرائيل الامبراطور الإثيوبي بالتحالف معها وإيران، لوقف ما وصفه رئيس الوفد الاسرائيلي موشي بيتان بالتوغل السوفيتي في المنطقة، وإحباط التهديدات المصرية، لاسيما بعد احتلال سيناء اسرائيلياً، وتحول البحر الأحمر إلي جبهة عربية.

  • ووفقاً للوثائق الاسرائيلية، لعب الأثيوبيون علي أكثر من جواد، وفتحوا خطاً مع الولايات المتحدة وفرنسا، لكن واشنطن وحدها مالت نسبياً إلي دعم المساعي الاسرائيلية حيال إثيوبيا.. وبعد شهر ونصف الشهر من لقاء أديس أبابا، جري في إسرائيل أول لقاء لعملية «القهوة»، ومثل إثيوبيا في حينه وفد متواضع خوفاً من تسريب المعلومات، ورأي الأثيوبيون إرجاء التباحث حول القاعدة البحرية التي تطلب إسرائيل تدشينها جنوب إريتريا؛ وفي المقابل طالبوا بجزء من الأسلحة، التي حصلت عليها إسرائيل غنيمة خلال حرب 67، وأن تصل الدفعة الأولي من تلك الصفقة خلال مدة لا تزيد علي شهرين.

«إريتريا.. أولاً»

أمام المماطلة الإثيوبية في الالتزام بتدشين القاعدة التي يدور الحديث عنها، لم تيأس إسرائيل، وخلال لقاء آخر في عملية «القهوة»  خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول 1969، جرت مباحثات في أديس أبابا بين وفدين رفيعي المستوي هذه المرة من الجانبين، وترأس الوفد الاسرائيلي نائب وزير الدفاع، الذي وافق علي طلب رئيس الأركان الإثيوبي باقتصار الدعم الاسرائيلي علي المساعدة في مجابهة المتمردين في إريتريا.. واتفق الجانبان بالفعل علي حصول إثيوبيا علي معدات عسكرية من إسرائيل بما قيمته ثلاثة أرباع مليون دولار، بالإضافة إلي تخصيص ربع مليون دولار لتمويل بناء قاعدة «عصب»، لكن الأثيوبيين صمتوا مجدداً أمام تلك القضية، وحينما حاول الاسرائيليون الضغط علي وزير الدفاع الإثيوبي بهذا الخصوص، رد بعبارة مقتضبة: «إريتريا أولاً».

وتنامي طلب المساعدات الإثيوبية من إسرائيل، تزامناً مع تصاعد المواجهة مع المتمردين في إريتريا؛ وفي بداية 1970، أقام الوفد العسكري الاسرائيلي في إثيوبيا قيادة مشتركة لإدارة المعارك ضد إريتريا، لكن أديس أبابا طلبت من الإسرائيليين إعداد عمليات مسح للحدود؛ وبالفعل أعدت إسرائيل المسح، وتضمن خطة عمل لفرض رقابة علي حدود إريتريا، وإغلاق حدود السودان، ومحور ساحل البحر الأحمر.

إحباط إسرائيلي من تصاعد حجم المطالب الإثيوبية
وبحسب وثائق الخارجية الاسرائيلية، لم تتوقف مطالب المساعدات الإثيوبية، لكن طوفان الإحباط بلغ ذروته في إسرائيل حينما قالت أديس أبابا إنها في حاجة إلي مليون دولار آخر لمواصلة الحرب ضد إريتريا.. وخلال مداولات جرت في إسرائيل بقيادة وزير الدفاع «موشى ديان»، ورئيس الموساد في حينه الچنرال احتياط تسيپي زامير، كان هو الوحيد الذي أيد التجاوب مع طلب إثيوبيا، لكن رئيس شعبة التدريب في قيادة الأركان، إسحاق حوفي، اختلف معه، ورأي أن الأثيوبيين لا يتجاوبون مع مطالب إسرائيل.

وتشير الوثائق الاسرائيلية إلي أنه قبل الانقلاب علي هيلاسلاسي، وفي 15 مايو/ آيار 1973، حضر رئيس الأمن القومي الأمريكي في حينه «هنري كسينجر» ونائبه لقاء للإمبراطور الإثيوبي مع الرئيس الأمريكي نيكسون في البيت الأبيض، واستغرقت المحادثات 70 دقيقة، دارت 60 دقيقة منها حول إثيوبيا وأزماتها الأمنية، لاسيما ما يخص التمرد في إريتريا، بينما انصبت الـ 10 دقائق المتبقية حول رسالة، كان الرئيس المصري الراحل أنور السادات،  حمّلها إمبراطور إثيوبيا لإبلاغها للرئيس نيكسون، إذ قال هيلاسلاسي: «في طريقي إلي هنا، تحدثت مع السادات، وأبلغني برسالة قال فيها: إن كل ما يريده من إسرائيل هو إعادة أرضه، وأنه ليس مجنونا ليعتقد إمكانية إنهاء وجود إسرائيل في المنطقة، وأنه علي استعداد للسماح لإسرائيل بالمرور من قناة السويس، وان السادات تحدث عن خطة أمريكية تتضمن اعترافاً بالسيادة المصرية علي سيناء، مقابل الاعتراف بالمصالح الأمنية الاسرائيلية في شبه جزيرة سيناء »!! ولهذا السبب تم  تأجيل مؤقت لعملية «القهوة»!!.

 

قاعدة عسكرية يميناء مصوع على البحر الأحمر

وفي شهر مارس /آذار 2014  كشفت إسرائيل عن تحركات تجاه دولة إريتريا، تمثل خطورة كبيرة على الأمن القومي المصري، مستغلة التعاون العسكري والاستخباراتي ومد الجانب الإريتري بكل مستلزماته العسكرية، على أمل فرض هيمنتها المطلقة على المدخل الشمالي للبحر الأحمر ممثلا  في ميناء إيلات ، والمدخل الجنوبي عبر مضيق باب المندب، وأن إسرائيل نجحت في إقامة قاعدة عسكرية يميناء مصوع على البحر الأحمر بدولة إريتريا مقابل صفقة أسلحة تقدر بنحو مليار دولار تتضمن 30 طائرة عسكرية من نوع ميج 29 و25 إضافة إلى تزويد سلاح المدرعات بـ230 دبابة طراز تي 72 و62 وسنتوريوم.

www.alghad.tv/wp-content/uploads/2018/08/199-300x160