اخبار العراق الان

تساؤلات!!

تساؤلات!!
تساؤلات!!

2018-08-13 00:00:00 - المصدر: الصباح


بعيداً عن فهمنا للقانون، وتباين آرائنا حوله، والى أي حّدٍ يأخذ بالدوافع او لا يأخذ، فأنه في الاطار العام ينظر الى المجرم (قاتل، سارق، مزوّر، ارهابي..الخ) نظرة واحدة، بغض النظر عن كون هذا المجرم من متبضعي كيلو اللحم مرة في العمر حتى يُصاب بالانيميا، او ممن يأكلون اللحمة في اليوم مرتين حتى يعاشره النقرس، وسواء كان من الحالمين بخمسين متراً من أرض الوطن يتخذها سكناً، وبزوجةٍ تكمل عليه نصف دينه، أم كان ممن يستنكف داراً من اربعمئة متر، ويرى ان مقامه في مواقع الجاه والثراء والحزب والوزارة والمسؤولية، قصراً من الف متر، وبدل الزوجة ثلاثاً او اربعاً وما ملكتْ يمينه حتى يكتمل دينه ويفيض عن حاجته، وسواء كان جاهلاً جائعاً مشرّداً يتلقفه الشارع من يد الى يد الى ان يُنهكَ الجسدُ وتذبلَ الروح، ام كان متعلماً وشهاداته العليا تزين غرفة الاستقبال، وتتقافزُ العافية على خدوده الوردية، وله تحت اليد سيولة نقدية تجري كالنهر في موسم الفيضان، وفي المصارف توفير بالدينار والدولار والتومان والريـال!!
ولو شاء أحدنا مزيداً من تفاصيل المقارنة ما توقف حتى مطلع الفجر، ولكن الاهم والذي يستحق التوقف، هو أن نتفق جميعنا ونقرر: لا شيء يسوغُ للقاتل جريمته، ولا شيء يشفع له ترويع الابرياء واستهداف ابناء شعبه، ولكنني حين استحضر الان اولئك الضالين واستذكر وجوههم الكالحة، واعترافاتهم المقززة (كما عرضتها بعض فضائياتنا العراقية) استذكر كذلك، ان اغلبهم بلا شهادة ولا وعي ولا عمل ولا شيكات ولا سيولة نقدية ولا يدٌ حنون ترعاهم ولا مجتمع يسأل عنهم ولا أحد يلتفت اليهم.. أميون جهلة سذج واغواؤهم الى طريق الرذيلة اسهل من اغواء طفل بقطعة حلوى، يقتلون او يساعدون على القتل، يسرقون او يساعدون على السرقة، مقابل الاف هزيلة من الدنانير، يصرف أي (حرامي) عشرة اضعافها على دعوة عشاء او حفلة اصدقاء او ليلة حمراء.. وهنا علينا ان نتساءل: هل الذي يسرق قوت شعبه يرتكب جريمة اخف وطأةً من الحزام الناسف؟! نحن نعتقد ان الارهابي المفخخ يقتل عشرة او عشرين، ولكن المسؤول السارق يذبح شعباً بأكمله.. ثم أما كان بمقدور المليارات المنهوبة من قبل بعض اولياء الامر، ان تنقذ الاف المغرر بهم.. ثم .. ولا أدري الى من أتوجه بالسؤال التالي: لقد اطلعتنا الفضائيات على وجوه القتلة وهي تعترف بجرائمها القذرة، فلماذا لا نتعرف على الوجوه الناعمة ونستمع الى اعترافاتها الظريفة حول كمية وكيفية السطو على (بيت مال) العراقيين؟ هل يمتلك الحرامية حصانة تمنع ظهورهم على الشاشة بينما رفعت الحصانة عن الحرامية والقتلة الصغار؟ وهل هناك فرق بين... بل هذا يكفي!