اخبار العراق الان

اين الاعلام العربي من محاربة العنصرية وإزالة الفوارق في الاسلام؟

اين الاعلام العربي من محاربة العنصرية وإزالة الفوارق في الاسلام؟
اين الاعلام العربي من محاربة العنصرية وإزالة الفوارق في الاسلام؟

2018-08-14 00:00:00 - المصدر: وكالة الصحافة المستقلة


د. خالد نعمة الجنابي

اكتب هذه السطور المتواضعة والالم يعتصرني لان الاعلام في الدول العربية في اغلبه يمجد الديمقراطية وتراه مفتونا بما يطلع عليه من الحالات الايجابية في الدول الغربية ويسلط الضوء عليها ويتغنى بها ليلا نهارا كانه صدًى للاعلام الغربي خاصة في مجال الحريات والحقوق والمساواة  بينما نجد هذا الاعلام اصما وابكما عن الجوانب المشرقة التي اعتنى بها الاسلام  ونبي الرحمة والبشرية جمعاء محمد صلى الله عليه وسلم في كل مناحي الحياة وبخاصة في مجال حقوق الانسان والعدالة والمساواة .

والشواهد  على ذلك كثيرة وواحدة من تلك الشواهد  على سبيل الذكر لا الحصر التي فيها عبر رسائل كثيرة للبشرية جمعاء اراد النبي الاكرم ايصالها للمسلمين وغير المسلمين الى يوم القيامة ودرسا في العلاقات العامة والصورة الذهنية في التعامل بين الطبقات البشرية عندما فتح المسلمون مكة قال النبي صلى الله عليه وسلم نادوا لي بلال فلما اتاه قال له النبي ادخل صلي معي في جوف الكعبة حبا وتقديرا له وصلى مع النبي في جوف الكعبة ومن ثم طلب منه ان يصعد فوق الكعبة ليؤذن للمسلمين وحاول بلال التسلق فوق الكعبة ولم يستطع لان الكعبة مرتفعة نوعا ما فأمر النبي محمد(ص) بلال بوضع رجليه اليمنى واليسرى على كتفي اثنين من اجل الصحابة وهما ابو بكر الصديق وعمر  بن الخطاب في مشهد رهيب ورضى وارتياح ابو بكر وعمر عملاقي الامة وهما من سادة قريش  قبل الاسلام  حتى قال هشام بن الحارثة احد كفار قريش عندما رأي هذا المشهد اني تمنيت لو اني في بطن الارض ولاارى هذا الغراب ينعق فوف الكعبة ويقصد بلال  ومن ثم قال النبي  ” والله الذي لا اله الا هو ان هذه الكعبه عند الله لعظيمة انك عند الله ولكن المؤمن اعظم واشرف منها” وسط غضب كفار قريش كونهم كانوا يهتمون كثيرا بالنسب والوجاهة فلا يطيقون رؤية هذا المنظر أن عبدا اسودا كان مملوكا لهم مثل بلال يلقى هذه المكانه عند النبي وتفضيله على سادات قريش واعيانها.

انها رسالة عظيمة لها معانٍ كثيرة تحتار العبارات  في وصفها اهمها المساواه بين الناس وعدم التمييز وان الافضلية للاعمال الصالحة بغض النظر عن الجنس والعرق واللون وهذا ما اوصله النبي لقريش وللمسلمين الحاضرين ومن خلالهم  رسالة للانسانية كلها عدل الاسلام ووضع الاسس الصحيحة لقيمة البشر وعدم المفاضلة  بينهم على أي أساس من الأسس غير العمل الصالح والعطاء والتفاني الذي به فضل بلال واعطاه المكانة العظيمة في الاسلام . الاتستحق منا هذه الرسالة البليغة بان نفتخر بها ونوصلها لهذه الامة والامم الاخرى بدل ان نتغنى بالديمقراطية الغربية ونتعجب بها في عدم التمييز والمساواه فتراثنا الاسلامي هو اول من اوجدها وازال الفوارق البشرية ولكن للاسف الشديد ان اعلامنا العربي في سبات عنها الاالقليل على الرغم من الامكانيات المادية الهائلة التي تسخر في الغناء والرقص واللهو .

ومن هذا المنطلق ادعو الكتاب والمفكرين والباحثين بأن يسخروا جزء من وقتهم واعلامهم للتراث الاسلامي وفضائل الدين والتصدي للهجمة الاعلامية الشرسة التي تشن بلا هوادة  ضده من اجل تشويه ديننا الحنيف نتيجة البدع والخرافات والعقليات المريضة والمتطرفة المنتشرة في زماننا هذا والتي هي بدعم اعداء الاسلام وديننا عنها براء فالاسلام دين الرحمة والعدل والمساواة الذي انار القلوب والعقول وطهر من النفوس من ادران الكبر والعصبية الجاهلية والتفاخر بتوافه الامور وغرس بدلا عنها قيما عظيمة ونفوسا تواقة للعدل والسلام والمحبة والوئام ومكارم الاخلاق وما قصة سيدنا بلال الا شاهد ينبغي ان لاننساه ونفخر به .

ومن المحزن ان نجد المئات من المقالات والابحاث والمؤلفات من باحثين عرب ومسلمين  تذكر ادق التفاصيل لحياة جيفارا ونيسلون مانديلا وغيرهم وتصورهم كانهم انبياء ولانجد تلك الاقلام تكتب شيء عن نبي الامة على الرغم من عظمته وحكمته ورسالته السمحاء التي جاء بها بل نجد ان هناك كتابا في الغرب انصفوا نبينا وديننا افضل من كثير من الكتاب المسلمين.