طهران غاضبة من حرق قنصليتها وتطالب باعتقال المتظاهرين ... بغداد «آسفة»
قنصل البصرة: ’’عمل همجي وحشي بعيد عن الأخلاق’’ ...
أعربت طهران، مساء اليوم الجمعة، عن غضبها وإدانتها لحرق محتجين غاضبين لمبنى القنصلية الإيرانية في مدينة البصرة جنوب العراق، بعد تصاعد غير مسبوق للأحداث وأعمال العنف من المحافظة.
وخرجت الأمور عن السيطرة بشكل كبير في المدينة العراقية التي تشهد منذ أيام تصعيداً غير مسبوق في التظاهرات والاحتجاجات ضد الفساد ونقص الخدمات وأزمات المياه والكهرباء، حيث أحرق محتجون غاضبون مقرات الأحزاب والميليشيات في المدينة، إلى جانب اندلاع النيران في مباني حكومية وإعلامية، من بينها مبنى المحافظة وغيرها.
وقالت مصادر أمنية محلية، إن محتجين اقتحموا القنصلية الإيرانية في المدينة بعدم حصارها لساعات، فيما شوهدت ألسنة نيران تندلع من مقر القنصلية.
طهران غاضبة ..
بالصدد، قال مسؤول إعلام القنصلية الإيرانية في تصريح، إن «القنصلية الإيرانية احترقت بالكامل»، متسائلاً: «ما دخل القنصلية الإيرانية في أحداث العراق؟».
وأضاف «إننا لا نتهم جهة معينة بإحراق مقرنا في البصرة»، وتابع «إننا عملنا على تقديم الفيزا والخدمات للمواطنين وما حدث بعيد عن الأخلاق.. ما حدث عمل همجي ووحشي»، وفقاً لتعبيره.
بدوره أدان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، ما وصفه بـ «الاعتداء الوحشي على القنصلية الايرانية في البصرة»، محملاً الحكومة العراقية مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسية في البلاد.
وقال قاسمي: «نأسف لوقوع الاعتداء الوحشي وإحراق مبنى القصلية الإيرانية، وإلحاق أضرار مادية كبيرة به»، مؤكداً عدم تعرض أي من منتسبي القنصلية للضرر.
واعتبر قاسمي إحراق القنصلية الإيرانية «محاولة مفضوحة» للمساس بالعلاقات «الودية» بين إيران والعراق حكومة وشعباً.
كما طالب المسؤول الإيراني الحكومة العراقية بـ «العمل على تحديد هوية المتورطين على وجه السرعة واعتقالهم ومعاقبة المسؤولين والمتورطين بهذه الجريمة الثقيلة»، وفق وصفه.
مضيفاً «ونظراً للمعلومات والتحذيرات السابقة التي وجهت للمسؤولين بالحكومة العراقية فإن مسؤولية أي إهمال وتهاون أمني تقع على عاتق الحكومة العراقية».
وكانت السفارة الإيرانية في بغداد، قد دعت في وقت سابق من اليوم الجمعة، رعاياها المتواجدين في البصرة، إلى مغادرتها، على خلفية تصاعد حدة الاحتجاجات في المحافظة، وأغلقت منفذ الشلامجة الحدودي مع العراق من جهتها .
بغداد «آسفة» ..
بدورها أعربت وزارة الخارجية العراقية عن «أسفها الشديد» للهجوم «المرفوض» على القنصلية الإيرانية في البصرة، داعيةً إلى تعزيز حماية أمن البعثات الدبلوماسية بالمحافظة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أحمد محجوب، في بيان: «في الوقت الذي نتفهم فيه مطالب المتظاهرين من أهلنا في محافظة البصرة فإننا نعرب عن أسفنا الشديد لتعرض القنصلية الإيرانية في البصرة لهجوم من قبل بعض المتظاهرين ونعد هذا العمل تطوراً غير مرض لا ينسجم مع واجب الضيافة الوطنية للبعثات».
وأضاف، إن «استهداف البعثات الدبلوماسية أمر مرفوض ويضر بمصالح العراق وعلاقاته مع دول العالم ولا يتصل بشعارات التظاهر ولا المطالب بالخدمات والماء، لذا ندعو المتظاهرين الى تجنب الإضرار بها».
ودعا البيان «الحكومة المركزية والمحلية إلى تعزيز حماية أمن البعثات الدبلوماسية في البصرة».
ووصلت حصيلة قتلى الاحتجاجات الشعبية بمدينة البصرة إلى 11 شخصاً، خلال أسبوع ، فيما البرلمان العراقي قرر اليوم الجمعة عقد جلسة استثنائية السبت لمناقشة الأوضاع في البصرة .
وأفاد طبيب في المستشفى العام بالبصرة، اليوم الجمعة، أن متظاهرين إثنين توفيا مساء أمس، خلال أعمال العنف التي رافقت الاحتجاجات الشعبية في البصرة.
وأضاف المصدر، أن أحد المتظاهرين قتل نتيجة إصابته برصاص سلاح ناري، والآخر جراء تعرضه لحروق شديدة.
وقال إن المستشفى استقبل أيضاً 45 جريحاً، تراوحت إصاباتهم بين الاختناق بالغازات المسيلة للدموع وجروح ناجمة عن الإصابة برصاص سلاح ناري.
وذكرت مصادر أمنية وصحية محلية أن المحتجين أضرموا النار في مقار ميليشيات حزب الله وحزب الفضيلة ومقر ميليشيا ‹عصائب أهل الحق› ومقر ‹منظمة بدر› في البصرة ومكتب ‹الأوفياء›، كما وردت أنباء عن اقتحام المحتجين مقر هيئة ميليشيات الحشد الشعبي في المدينة، مع فرض حظر التجوال مجدداً فيها من قبل السلطات الأمنية.