تعرف على تفاصيل مراحل الجهد الفنّي لفريق الخبراء الذين رافقوا وكيل المرجعيّة لحلّ أزمة مياه الشرب في البصرة
أعلن المهندس الاستشاري ضياء مجيد عضو وفد الخبراء الذين رافقوا وكيل المرجعيّة: "إنّنا وعلى بركة الله تعالى قد باشرنا بالخطوات الأولى من أجل إعادة تغذية البصرة بالمياه الحلوة عن طريق قناة البدعة القادمة من نهر الغرّاف، وبخطواتٍ عمليّة مع إتاحة كافة الإمكانيّات المادّية والجهد البشريّ لإنجاح الحلّ، وبإشرافٍ مباشر من قبل وكيل المرجعية الدينيّة العُليا بناءً على توجيهات سماحة المرجع الدينيّ الأعلى -دام ظلّه- بإنجاز الأمر بأسرع وقتٍ وأفضل صورة.
وأضاف: "حال وصول الوفد الى المحافظة، تمّ عقد سلسلة من الاجتماعات مع الجهات ذات العلاقة، من ثمّ قمنا بالتوجّه لمحطّة مياه العبّاس(عليه السلام)، من أجل تشخيص المشكلة القائمة ووضع الحلول اللازمة والناجعة لها، وبعد إجراء كشفٍ موضعيّ للمحطة ومضخّاتها وبإشرافٍ ميدانيّ من قبل وكيل المرجعيّة الدينيّة العُليا سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه)، وجدنا أنّ المحطّة تعاني من الإهمال الشديد، وتعمل بأقلّ من طاقتها الإنتاجية المقرّرة لها بما يتراوح بين (30-50%) في أقصى حالاتها، فبعض المحطّات كانت متوقّفة لأسبابٍ بسيطة جدّاً مثل عدم استبدال المرشّحات.
وبيّن عضو وفد الخبراء: "المشاكل التي تعرقل الحلّ السريع تكمن في ثلاثة محاور:
. 1محطة العبّاس (عليه السلام) الناقلة للماء من مشروع البدعة تحتوي على 32 مضخّة عملاقة، عدد المضخّات العاطلة التي لا يُمكن إصلاحها 18 مضخّة ويتطلّب استبدالها، والباقي إمّا عاطل يُمكن إصلاحه أو يعمل بأقلّ من طاقته.
. 2الإطلاقات المائيّة الواصلة لقناة البدعة قليلة.
. 3الخطوط الناقلة للماء من المحطّة أعلاه إمّا عليها معامل متجاوزة تسحب منها أو تكسّرات فيها وفي الشبكة الناقلة داخل المدينة.
وبعد الدراسة لهذه المشاكل تمخّض عن الاجتماعات الحلّ السريع التالي وبثلاث مراحل تسير بشكلٍ متوازٍ مع بعضها لتقليل المدّة وإيصال الماء الحلو بأسرع وقتٍ لأهلنا في البصرة، بتذليل كافة الصعوبات:
1. اجتماع وكيل المرجعيّة الدينيّة العُليا سماحة السيد أحمد الصافي مع وزير الموارد المائيّة ومدراء الوزارة المعنيّين بالأمر لبحث المشكلة الأولى، وتقرّر بعد الاجتماعات زيادة الإطلاقات المائيّة الواصلة لقناة البدعة لتصل بين 5 الى 7 متر مكعّب/ثانية، وهي إطلاقات تكفي –إن تشتغل المشروع بكامل طاقته- لإرواء 3 ملايين مواطن -حسب إحصائيّات دائرة ماء البصرة-، ومن المؤمّل رفع الإطلاقات الى 9 متر مكعّب/ثانية وفي قادم الأيام سيصل إن شاء الله الى 10 متر مكعّب/ثانية.
2. حل المشكلة الثانية بأنْ أمر السيّد الصافي بالتعاقد وبصورةٍ مباشرة مع شركة عراقيّة لتوريد مضخّات إيطاليّة من شركة (Caprari) من أجل تجهيز ونصب المضخّات المائيّة الجديدة التي سيتمّ شراؤها والتي يبلغ عددها 18 مضخّة بدلاً من التالفة، وخلال فترةٍ قصيرة ستعمل هذه المحطّة بكامل طاقتها، حيث تمّ نصب 8 مضخّات عملاقة جديدة تمّ شراؤها من عدّة محافظات عراقيّة في بغداد وشمال العراق، بسبب ندرتها وقلّة الحاجة اليها للاستخدامات البسيطة، وهو ما استغرق منّا اتّصالات للحصول عليها، وجاري الوصول لكلّ المتبقّي.
وأيضاً إصلاح المضخّات العاطلة، وزيادة طاقة المضخّات الأخرى بتبديل بعض قطع الغيار أو إجراء الصيانة.
. 3اتّصال السيّد الصافي مع وزير النفط هاتفيّاً لثلاث مرّات واجتماعه مع وكيل وزير النفط وبعض مدراء الوزارة العامّين، ومدراء الشركات النفطيّة لستّ مرات، وذلك لحلّ المشكلة الثالثة، وتمخّض عن الاجتماع أن تتكفّل الوزارة مشكورةً بتأهيل شبكة الأنابيب الناقلة ورفع التجاوزات عنها، وتأهيل الشبكة المحليّة للأنابيب في البصرة، لتكون جاهزة عند افتتاح المحطّة بكامل طاقتها الإنتاجيّة، لكي لا يحصل نضوح للماء في الشبكة، وأيضاً تأهيل موقع محطّة الضخّ (R0) المسمّاة مضخّة محطّة العبّاس(عليه السلام) التي تعتبر الشريان الرئيس المغذّي لمحطّات المياه لمحافظة البصرة بالمياه الخام والعذبة.
وبعد هذا الاجتماع استنفرت الوزارة قدراتها للعمل مع وفد الخبراء المرافق لوكيل المرجعيّة، وابتدأوا العمل من صباح يوم الجمعة على 4 فرق (ميكانيكيّ، كهربائيّ، صيانة، منظومات) يترأّس كلّ فريقٍ رئيسُ مهندسين ومهندس مختصّ من الوزارة وآخر مختصّ من فريق خبراء وفد المرجعيّة.
من جانبٍ آخر بيّن عضو فريق خبراء وفد المرجعيّة أنّه: "قد قمنا بإجراء أعمال الصيانة لأحواض المحطّة بإزالة الطمي ونبات الشنبلان وتبديل قطع الغيار المستهلكة جرّاء تقادمها والتكلّس الملحي".
وأكّد الخبير أنّ هذه الأعمال هي حصيلة 6 أيام من العمل بدءً من مهمّة وفد المرجعيّة في (2/ 9/ 2018م) وسنوافيكم لاحقاً بالتطوّرات حتى الافتتاح إن شاء الله في الأيّام القادمة".
الجدير بالذكر أنّه بعد تفاقم الوضع في محافظة البصرة نتيجةً لقلّة وتلوّث مياه الشرب أوفدت المرجعيّةُ الدينيّة العُليا في النجف الأشرف وفداً ترأّسه وكيلُها سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) ضمّ مجموعةً من الخبراء والمختصّين من أجل الوقوع على المشكلة ووضع خطط حلول آنيّة ومتوسّطة وبعيدة المدى لتجاوزها.