ليفربول وتوتنهام، تنافس فريد من نوعه
بقلم علي سمير تابعوه على تويتر
من بديهيات كرة القدم أن الهدف الأول لأي نادي، هو الوصول لأكبر إنجاز ممكن، مما يتماشى مع الإمكانيات التي يتمتع بها فريقه.
تحقيق الألقاب هو أحد أهم هذه البديهيات، فإذا كنت من أهل القمة فأي شيء خلاف ذلك يعد فشلا ذريعا.
توتنهام وليفربول نموذجا مختلفا، يؤكد أنك لا تفوز بالبطولات، ويصبح جمهورك في حالة رضا تامة رغم خروجك صفر اليدين.
رومانسية أنفيلد
ليفربول نادي فريد من نوعه، بالنظر لعراقته وتاريخه الطويل أوروبيا ومحليا، والدراما التي يتمتع بها هذا الفريق بمعظم المناسبات.
الوجه السعيد من هذه الدراما بنهائي إسنطبول، والحزين منها بانزلاق ستيفن جيرارد أمام تشيلسي ليقوم بتسليم لقب البريميرليج لمانشستر سيتي
الفريق بعد سلسلة من التخطبات احتاج لقائد ملهم يمتلك كاريزما تجعله يشعل أجواء الأنفيلد، كلوب يمتلك جميع الصفات باستثناء صفة واحدة هي الأهم .. حسم البطولات.
الاحتفالات الجنونية وعلاقته القوية مع لاعبيه والمساهمة في تطويرهم، أشياء تجعل الألماني رمزا لليفربول، ولكن تظل المشكلة قائمة وهو غياب البريميرليج منذ 1990.
ما اعتاد كلوب على فعله مع دورتموند كان كافيا لأن المنافسة مع بايرن ميونيخ فقط، لكنه الآن ينافس مانشستر سيتي ويونايتد وتشيلسي وأرسنال وأيضا توتنهام.
الأمر الذي جعل الرجل يتخلى عن مبادئه ويبدأ اتباع سلسلة الانفاق التي طالما تغنى بمعارضتها طوال مسيرته.
وضع كلوب لاعبه المصري محمد صلاح ضمن صفوة لاعبي العالم، وأخرج الإمكانيات المدفونة لدى روبرتو فيرمينو، وصنع ظهير نموذجي من لاشيء وهو أندي روبرتسون.
يدخل كلوب موسمه الثالث وهو خالي الوفاض، وخاسر لنهائي الدوري الأوروبي ودوري أبطال أوروبا، ومع ذلك الجمهور يعشقه ويبدو راضيا بما يقدمه حتى الآن.
الضغط على المنافسين
يدخل الأرجنتيني عامه الخامس مع توتنهام دون أن يحقق أي شيء، يكتفي فقط بالضغط على المنافسين ومناطحة الكبار دون منافستهم بشكل واضح.
نموذج كلوب يبدو أكثر نجاحا من بوتشيتينو فعلى الأقل وصل لنهائي بطولتين أوروبيتين، بينما يبقى سبيرز دون أي منافسة حقيقية.
لم يتخلى بوتشيتينو عن مبادئه مثل كلوب، حيث قام ببناء فريقه دون دفع مبالغ خيالية، وساهم في إخراج لاعبين من نوعية ديلي ألي وهاري كين وكيران تريبييه.
وقام بتطوير البعض الآخر مثل توبي ألدرفيرلد، هوجو لوريس، يان فيرتونخن وسون هيونج مين، ولكن بلا أي اقتراب من تحقيق لقب.
يعتقد البعض أن مجرد الوصول للأربعة الكبار ودور الـ16 لدوري أبطال أوروبا، مثلما كان فعل منافسه التقليدي أرسنال وتعرض لحملة سخرية شديدة.
فريق يمتلك لوريس، ألدرفيرلد، فيرتونخن، تريبيه، إريكسن، ديلي ألي، سون هيونج مين، هاري كين ولوكاس مورا، ماذا ينقصه للفوز ببطولة؟
الفرصة الأخيرة؟
حالة الرومانسية التي يعيشها كلوب مع ليفربول، قد لا تطول على المدى البعيد، لأن جماهير الريدز صبرت كثيرا.
إنفاق الريدز في الفترة الأخيرة والمجموعة التي يمتلكها الفريق، تجعل أعذار كلوب شبه معدومة لعدم الخروج ببطولة.
وعلى الجانب الآخر أيضا لبوتشيتينو 5 سنوات بلا بطولة، أمر يبدو مملا له ولجماهير فريقه خاصة إذا زاد عن الحد.
الاكتفاء بتقديم بعض العروض المميزة والانتصارات المتتالية دون الوصول لمنصات التتويج، لا يبدو طموحا كافيا لتحقيق إحدى بديهيات كرة القدم.
ربما يأتي هذا الموسم كفرصة أخيرة .. يحصد فيها كل منهما جزاء ما فعله طوال السنوات الماضية، أو يكون الرحيل هو الخيار الأنسب ليتركان فريقان عملاقان لا ينقصهما سوى مدرب يضع اللمسة الأخيرة.