تحليل| التوقف الدولي يرسل تحياته.. وأفضل لاعب في أوروبا
أحمد أباظة فيسبوك تويتر
تعادل ريال مدريد مع مضيفه أتلتيك بلباو على ملعبه المزعج دائماً "سان ماميس" بهدف لمثله ضمن منافسات الأسبوع الرابع لليجا.
فقد الملكي نقطتين للمرة الأولى هذا الموسم، في مباراة اضطر خلالها لمواجهة خصم عنيد وآثار التوقف الدولي، وبالتالي قرارات مدربه جولين لوبيتيجي.
الخلل الواضح
كانت منظومة الميرينجي الجديدة تواصل اكتساب القوة شيئاً فشيئاً، لكن مباراة اليوم كانت خطوة للوراء لبعض الظروف المصاحبة.
نظرة واحدة على تشكيل اللقاء تُخبرك بمكمن الخلل طوال الشوط الأول، بوجود توني كروس حيث لا يحبذ إطلاقاً أن يتواجد، وغياب كاسيميرو قاطع الكرات الوحيد بصفوف الفريق. داني سيبايوس يستحق فرصة بلا شك، لكن هذا لم يكن الوقت الأنسب لها على الإطلاق.
النتيجة كانت خروج بلباو بتقدم مستحق إلى حد ما في الشوط الأول، بعد تفوق نسبي في عدد وخطورة المحاولات، استغلالاً لسرعة تحولاته في مواجهة عدم ثبات خط ريال مدريد الخلفي. دفاع الملكي ليس بأفضل أحواله في تلك الأيام، فما بالك والوسط -أضعف حلقات الملكي طوال الشوط الأول- يتركه مكشوفاً في وجود حاميه الوحيد على مقاعد الاحتياط؟
بمنتهى البدائية.. بلباو خلق 7 تسديدات منهم 3 على المرمى في غياب كاسيميرو، مقابل 5 منهم واحدة فقط على المرمى في وجوده، بينما خلق ريال مدريد 5 تسديدات (2 على المرمى) في غيابه و11 منهم 4 على المرمى بعد نزوله.
كابوس الفيفا
لماذا قرر لوبيتيجي إبقاء كاسيميرو إلى جواره في بداية المباراة؟ يملك المدربون أنصار الكرة الهجومية نزعة دائمة إلى الإبداع والإتيان بأشكال وحلول جديدة، ويميلون لمن يملكون الفنيات على حساب أصحاب القوة البدنية، هذه أمور معتادة ولكن هذه ليست القصة هنا.
لوبيتيجي ليس ضريراً، لا يمكن القول أنه فوجئ بأضرار غياب لاعبه البرازيلي، صحيح أنه لم يُجِد التعامل مع الأمر ولكنه كان خياراً اضطرارياً منذ البداية.. كاسيميرو قادم من سفر طويل ومرهق، بعد أن لعب مباراة كاملة ضد الولايات المتحدة وشوط المباراة الأول ضد السالفادور.. التوقف الدولي يرسل تحياته، فكيف للبرازيل مجاراة هؤلاء العمالقة في تلك المباريات الودية الهامة بدون كاسيميرو؟
إدواردو بيريزو هو الآخر ليس ضريراً، فحين يشاهد جاريث بيل يخرج في الدقيقة 75 رغم أهميته وصناعته لهدف الفوز، فمن الواضح أنه لم يخرج لسوء مستواه، بل لأنه شأنه شأن أغلب الدوليين في مدريد قد نالوا حظهم من الإرهاق عبر هذا الأسبوع الماضي، وعليه قام برفع النسق البدني في الشوط الثاني كونه يملك منه مخزوناً ورفاهية لا يعرف لها لوبيتيجي طريقاً.
أفضل لاعب في أوروبا
تبديلات مدرب ريال مدريد أتت بديهية إلى حد كبير، بسحب سيبايوس وإشراك كاسيميرو مع بداية الشوط الثاني، ثم خروج لوكا مودريتش ونزول إيسكو في الدقيقة 61، وتحديداً قبل 3 دقائق من إدراك الأخير لهدف التعادل. هذه ليست العلاقة السببية هنا إطلاقاً، فتسجيل صانع الألعاب القصير بالرأس ليس شيئاً مرشحاً للحدوث بدون سوء رقابة بشع من دفاع بلباو، ولكن هي قيمته في امتلاك الكرة وتدويرها من جانب، ومباراة لوكا المتواضعة من جانب آخر.
من السهل التصيد هنا والقول بأن "أفضل لاعب في أوروبا" نجح في مراوغة من 3، وتدخلين من 3، وخلق تمريرة مفتاحية واحدة بينما خلق المدافع سيرجيو راموس ثلاث تمريرات. ولكن هذا سيكون نصف الحقيقة فقط. الكرواتي أيضاً خاض 56 دقيقة بلا معنى في ودية ضد البرتغال، وخاض كامل دقائق سقوط وصيف العالم المريع على يد إسبانيا بسداسية نظيفة.
لا، ليس من المفترض أن ينتفض "أفضل لاعب في أوروبا" ويحمل فريقه وهو خاسر بسداسية نظيفة أمام منتخب بحجم الإسبان، وليس من المفترض في كل يوم وكل ليلة أن يكون في أفضل أحواله، وإطلاق صفة "الأفضل" على أحدهم لا علاقة لها بالضرورة بعدد أهدافه، ولكن من بين الحقائق التي تتوه عادةً في زحام "البروباجاندا"، أن مودريتش في الثالثة والثلاثين من عمره، وأنه طوال الموسم لم يكن في أفضل مستوياته الشخصية من الأساس.
رغم ذلك لن يكون غريباً أن نراه يحمل جائزة الأفضل في العالم خلال الأيام القليلة المقبلة، فاللاعب محبوب بين الخصوم قبل الأنصار، وقصة الكفاح الكرواتي مؤثرة للغاية، وريال مدريد بطل أوروبا حتى وإن لم يكن له الدور الأكبر في هذا التتويج، كل الظروف مهيأة لتجاهل كل مقاييس لعبة كرة القدم في اختيار الجوائز الفردية لكرة القدم.