"الأنانية" فيروس يضرب مثلث الرعب ويهدد أحلام كلوب!
محمد عماد فيسبوك تويتر
نجح فريق ليفربول في تحقيق انتصاره الخامس على التوالي في البريميرليج على حساب فريق توتنهام هوتسبر ليسير على خطى ثابتة لتحقيق حلم التتويج بلقب المسابقة الغائب عن خزائن قلعة أنفيلد طوال ما يقارب ثلاثة عقود.
وتدين جماهير الريدز بالفضل لمدربها الألماني يورجن كلوب والثلاثي الهجومي محمد صلاح وساديو ماني وروبيرتو فيرمينو الذين استطاعوا إعادة الفريق ليكون من صفوة أندية القارة العجوز بمنافستهم على الدوري المحلي وبلوغهم لنهائي دوري أبطال أوروبا الموسم المنصرم، بالإضافة إلى تواجد أحد لاعبي الفريق ضمن الثلاثي المرشح للفوز بجائزة اللاعب الأفضل في العالم المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
على الرغم من كون ثلاثي الهجوم أحد أخطر أسلحة كتيبة المدرب يورجن كلوب، إلا أنهم قد يتحولون أيضًا إلى مسمار في نعش أحلام الريدز بسبب الأنانية المفرطة والتي تجلت بوضوح أمام السبيرز.
المهاجم السنغالي ساديو ماني سنحت له فرصتين للتمرير لمحمد صلاح الذي كان في وضعية أفضل للتسجيل ولكنه فضل محاولة إحراز الأهداف بنفسه.
"صلاح، فيرمينو، ماني".. كيف سيتذكر التاريخ هذا الثلاثي الهجومي؟
الفرعون المصري بدوره رد على ماني بنفس الطريقة عندما فضل اللعب الفردي عن التمرير لماني الذي كان أمام المرمى.
ربما لم يصدر من النجم البرازيلي روبيرتو فيرمينو تصرفًا مشابهًا لما قام به صلاح وماني خلال المباراة، ولكنه مثله مثل أبناء جلدته، يفضلون أحيانًا الاعتماد على مهاراتهم الاستثنائية أمام مرمى الخصوم.
الثلاثي الذي أحرز 87 هدفًا ما بين البريميرليج ودوري الأبطال الموسم الماضي بفضل انسجامهم، قد يصبحون سبب تدمير أحلام الفريق هذا الموسم إذا تكرر ما حدث أمام السبيرز.
بوادر هذه المشكلة ظهرت خلال المباريات الودية لفريق ليفربول في الفترة الإعدادية لكتيبة المدرب كلوب في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث دار خلافًا بين صلاح وماني على تسديد إحدى ركلات الجزاء وهو ما ظهر للجميع على شاشات التلفاز.
وسائل الإعلام الإنجليزية أيضًا كانت تتحدث قبل بداية هذا الموسم على من الأجدر بارتداء القميص رقم 10 مع ليفربول، الذي كان يرتديه النجم البرازيلي فيليب كوتينيو الموسم الماضي قبل انتقاله لبرشلونة في ميركاتو الشتاء، قبل أن يحصل ماني أخيرًا على القميص رقم 10 تاركًا لصلاح قميصه الذي تألق به الموسم الماضي رقم 11 المفضل للاعب حسب قوله في إحدى لقاءاته المسجلة.
فردية ثلاثي الأمام وغضب يورجن رغم الفوز
أبرز ما جاء في مواجهة الريدز وسبيرز ???? pic.twitter.com/ESIZEPKfrQ
— جول العربي - Goal (@GoalAR) September 15, 2018
وبعيدًا عن أرقام القمصان، فأن ساديو ماني كان هو النجم الأوحد لفريق ليفربول قبل قدوم صلاح إلى قلعة أنفيلد الصيف الماضي، حيث تغير مركز ماني في الفريق من الجهة اليمنى وانتقل للعب في الجهة اليسرى من أجل الفرعون المصري الذي قدم موسمًا استثنائيًا.
مشكلة تغير المراكز للاعبين ليست بجديدة على عالم كرة القدم، وهي دائمًا تحدث بين كبار النجوم ويكون ضحيتها انخفاض مستوى لاعب منهم، ويعد المثال الأشهر في منتصف العقد الماضي، عند قدوم النجم الإنجليزي ديفيد بيكهام إلى صفوف ريال مدريد، أصر النجم البرتغالي لويس فيجو على عدم تغيير مركزه كجناح أيمن من أجل عيون اللاعب البريطاني الوسيم، وقتها لعب بيكهام كلاعب ارتكاز ولم يقدم المستوى المتوقع منه مثل ما كان يقدمه مع مانشستر يونايتد في مركز الجناح الأيمن.
قدوم صلاح إلى ليفربول وتحوله في موسم فقط إلى أيقونة الفريق ربما يكون قد أثار غيرة ماني، الذي ضاع منه أيضًا لقب اللاعب الأفضل في قارة أفريقيا لحساب محمد صلاح.
محمد صلاح بدوره يدخل هذا الموسم تحت ضغوط تكرار إنجازات الموسم الماضي، وكونه صام عن التهديف لثلاث مباريات من أصل خمس، فهو أمر يدفع اللاعب للأداء الفردي أحيانًا.
إذا ظلت الأمور على هذا المنوال قد نرى تصرفات مشابهة من فيرمينو، فربما يطمع اللاعب أيضًا في الإنجازات الفردية بعد نجاحه في إحراز 25 هدفًا الموسم الماضي ما بين البريميرليج ودوري أبطال أوروبا.
أمام ليفربول مهمة صعبة بعد أيام أمام باريس سان جيرمان، في افتتاح مباريات مرحلة المجموعات في دوري أبطال أوروبا، الفريق الفرنسي يمتلك ثلاثي هجومي مذهل هو الآخر "نيمار، مبابي، كافاني".
في مباراة ستُلعب على التفاصيل الصغيرة، قد تكون كلمة السر هي التعاون بين ثلاثي الهجوم لدى الطرفين.
ربما نجح ليفربول في إبرام تعاقدات ممتازة قبل بداية الموسم بالتعاقد مع حارس مرمى جديد بمبلغ قياسي "أليسون بيكر" وصفقات رائعة لتدعيم دكة البدلاء، بالإضافة إلى صلابة دفاع الفريق حاليًا والتي عانى منها بداية الموسم الماضي، ولكن التحدي الأكبر أمام مدرب الفريق يورجن كلوب حاليًا هو معالجة الفردية والمشاكل بين ثلاثي الهجوم، وإعادة الانسجام بينهما لتحقيق حلم التتويج بالبريميرليج للمرة الأولى منذ عام 1990.