تشاكا .. من ثغرة لحل جوهري.. كيف يحدث ذلك؟
تقدم آرسنال خطوة جديدة نحو الطريق الصحيح، بتحقيق الفوز الثالث على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز، على حساب نيوكاسل يونايتد، في ملحمة السبت، التي استضافها ملعب "سان جيمس بارك"، وانتهت بفوز ممثل لندن بهدفين لهدف، لتتنفس جماهير الصعداء، بتَحسن النتائج قبل الأداء، بعد السقوط في أول مباراتين أمام حامل اللقب مانشستر سيتي والجار العدو تشيلسي.
تخلصوا من الصداع؟
منذ قدوم الدولي السويسري جرانيت تشاكا من بوروسيا مونشنجلادباخ قبل ما يزيد عن عامين مقابل رسوم تجاوزت الـ40 مليون يورو، يتعرض لانتقادات لاذعة من قبل شريحة كبيرة من أنصار النادي والنقاد، وذلك، للشعور السائد، بأنه لا يُقدم أي جديد في وسط الفريق. باستثناء تصويباته، التي فاجأ بها المتابعين في بداية رحلته مع المدفعجية الموسم قبل الماضي، إلا أن وضعه تبدل إلى النقيض مع بداية هذا الموسم، وصلت لحد مطالبة الجماهير ببيعه في أقرب فرصة ممكنة.
أسينسيو، كاربخال وفاسكيز في برنامج got talent ???? pic.twitter.com/NKbVMTjXRd — جول العربي - Goal (@GoalAR) September 15, 2018
هل تشاكا سبب أزمة آرسنال؟
بالطبع لا. ويبدو واضحًا أن كلٍ من آرسن فينجر وأوناي إيمري لم ينجح في توظيف الأعسر السويسري في المكان الذي يناسبه ليستفيد منه الفريق، فرغم أنه من الناحية الفنية، لا يُصنف على أنه لاعب دائرة "محوري"، إلا أن المدرب الفرنسي السابق والمدرب الإسباني، لديهما قناعة تامة أنه بإمكانه تَحمل عبء أم المعارك (دائرة المنتصف)، على طريقة نيمانيا ماتيتش مع مانشستر يونايتد أو نجولو كانتي مع تشيلسي وبقية الأمثلة، لكن تشاكا، هذا النوع من اللاعبين، فلمسته وأسلوبه كلاعب أنيق، تنسف الاعتقاد بأنه يُمكن الاعتماد عليه كلاعب وسط بمهام دفاعية 50% ومثلها في الهجوم.
ملاحظة تستوجب التمعن
لم يَعد يخفى على أبسط متابع للمدفعجية، أن ثنائية تشاكا وجندوزي إن لم تكن فاشلة بكل المقاييس، فهي على أقل تقدير ليست مُجدية، كليهما يؤدي نفس الدور، ومعهما رامسي بأدوار هجومية أكثر من الدفاعية، وهو ما سبب مشاكل بالجملة للفريق في أول مباراتين، وفي الأشواط الأولى أمام وست هام، كارديف وموقعة جيوش المدينة، والمفارقة أن الأداء لا يتحسن إلا بعد مشاركة القادم من بلاد البيتزا توريرا، ليلعب دور اللاعب المحوري، الذي جاء خصيصًا من أجله لحل أزمة لاعب الوسط الدفاعي، التي لا يُجديها كل العناصر المتاحة بدون استثناء، بما فيهم النني، الذي يلعب مثل تشاكا، ورامسي، وجندوزي، حتى النني يلعب بجوار طارق حامد على الدائرة مع المنتخب المصري.
كلمة السر
كما شاهدنا، ظهر تشاكا بمستوى جيد جدًا، مقارنة بالحالة المأساوية التي كان عليها أمام في اللقاء الافتتاحي أمام مانشستر سيتي، وهذا يرجع لوجود توريرا، الذي أعطى لاعب بازل الأسبق، فرصة للتقدم أكثر في الثلث الأخير من الملعب، بتحويل الطريقة من 4-2-3-1 إلى 4-1-4-1، بوجود توريرا بمفرده كلاعب دائرة بمهام دفاعية 100% وأمامه مسعود أوزيل كجناح أيمن وهمي، أقرب إلى صانع ألعاب، ومعها تشاكا، يتقدم من العمق للاستفادة من تنوع حلوله في الثلث الأخير من الملعب، أو بالتسديد البعيد المدى، كما فعل في الكرة الثابتة، التي سجل بها هدف الأسبقية على طيور الماكبايس.
الشاهد
أزمة آرسنال لا تتلخص في جرانيت تشاكا وسوء مستواه، كل ما في الأمر أن أوناي ما زال يستكشف أوراقه ويحتاج لبعض الوقت، لمعرفة قدرات لاعبيه بنسبة 100% وكيفية توظيفهم على أكمل وجه، ولعل أولى البشائر اعتماده على أوباميانج ولاكازيت معًا بعدما كان يُفضل اللعب بواحد فقط على أرض الملعب، بالدفع بالأول كجناح أيسر أو أيسر بالتبادل مع أوزيل أو لاكازيت في مركز رأس الحربة بشكل لا مركزي، بجانب هذا، من المفترض ألا يقع المدرب في خطأ الإبقاء على توريرا على مقاعد البدلاء، حتى لا يظلم تشاكا وجندوزي ورامسي معًا، وبالذات الدولي السويسري، الذي يُبلي بلاءًا حسنًا كلما وجد من ينوب عنه في الأدوار الدفاعية التي لا يُفضلها، وهو الأوروجوياني توريرا، ليُشكلا ثنائيًا أشبه بجورجينيو وكانتي في تشيلسي، واحد بأدوار دفاعية جبارة والآخر يفعل ما يحلو له في الثلث الأخير من الملعب، وتحرر تشاكا بالقرب من مناطق جزاء المنافسين، سيعطيه فرصة مثالية للتعبير عن نفسه بتصويباته التي لا تُصد ولا تُرد، وهذا ما يتمناه عشاق النادي في الأسابيع القادمة، لتستمر الصحوة المتأخرة أطول فترة ممكنة.