اخبار العراق الان

الورقة الجديدة في شمال سوريا

الورقة الجديدة في شمال سوريا
الورقة الجديدة في شمال سوريا

2018-09-20 00:00:00 - المصدر: رووداو


نرقص في شمال سوريا على شفير تصريحات مسؤوليي الإدارة الذاتية ومقترحات مبعوث الخارجية الأمريكية الجديد إلى سوريا، لقاءات وحوارات مع نظام الأسد يفزعنا ويرعبنا  ومبعوث أمريكي جديد يحمل مقترحات جديدة أبرزها فرض حظر جوي وبري في شمال وشرقي الفرات، المناطق التي تسيطر عليها الوحدات الكوردية، هذا ما يدغدغ بقايا حلمي وأحلام من هم في هذا السياق في البقاء، ويريحنا من بقايا خياراتنا السيئة، اجتياح تركي أو التوافق والتفاوض مع نظام البراميل في دمشق وبشروطه، كلاهما مرّ ومخيف ومرعب.

جيمس جيفري زائرنا الجديد ومبعوث وزير الخارجية الأمريكي، زارنا محملاً رادارات ومصفحات وأسلحة لقواعده العسكرية وعنون توليه المنصب الجديد باستمرار محاربة داعش ومنع عودته من جديد إلى شمال وشرقي البلاد وتقويض نفوذ إيران في سوريا والسعي لحل سياسي في سوريا مع روسيا بالحوار وبالضغط  بالاستناد إلى مرجعية جنيف والقرار الأممي 2254، وختمها ببقاء قوات أمريكية في شمال وشرقي الفرات، ولنا نحن في شمال سوريا والمناطق الكوردية أن نفهم بقية الرسالة.

الورقة الجديدة كوردياً هي تحديث المطلب الأساسي في ترتيب البيت الداخلي الكوردي بالتوافق على الحد الأدنى من التقاطعات في الخطاب السياسي وذلك بالعودة إلى الاتفاقات السابقة التي صاغتها الأطر الثلاثة الحالية (حركة المجتمع الديمقراطي - المجلس الوطني الكوردي - التحالف الكوردي) بالإضافة إلى الحزب الديمقراطي التقدمي، وهي في أساسها منجزة وتحتاج إلى تخلي معظم الأطراف عن البعض من شروطها عبر الاحتكام إلى العقل والمنطق ومحاولة توظيف تناقضات الأطراف في تحالفاتها مع دمشق وأنقرة (نظام- معارضة) في خدمة المشروع القومي الكوردي والابتعاد عن تحميل هذا الجزء من كوردستان مهمات وتبعات خطاب الأجزاء الأخرى فيما لا طاقة لنا في تحمله عبر لجم الخطاب الإيديولوجي العابر للهوية السورية وللخصوصية القومية الكوردية في سوريا، والتركيز على برامج واقعية وعملية عبرإعادة النظر في موضع التعليم والدفاع الذاتي، فالمظلة الكوردية التي تتنوع من حركة المجتمع الديمقراطي وهي محرك الإدارة الذاتية إلى خصمها المجلس الوطني الكوردي مروراً بتلاوين حزب الوحدة التي تتعاطى بشكل إيجابي مع الإدارة الذاتية وانتهاءً باعتكاف الحزب الديمقراطي التقدمي عن المشاركة في المظلتين ليست في وارد العداء وهي لمّا تزل في طور الخصومة السياسية بالرغم من دفع بعض الرؤوس الحامية في مراكز القرار في الإدارة الذاتية الأمور إلى منعطفات خطرة كتعدى بعض الأشخاص من حزب الاتحاد الديمقراطي تحت أبصار مؤسسة الآسايش على بقايا محتويات حزب يكيتي الكوردي في قامشلو، والعبث بمحتويات المكتب ومحاولة التعدي على نائب سكرتير الحزب السيد حسن صالح حسب بيان حزب يكيتي الكوردي.

الورقة الكوردية الأخرى تكمن في بناء تحالفات جديدة بعيدة عن ثنائية الائتلاف الوطني وهيئة التنسيق فاللوحة السورية غنية ولا تخلو من تيارات مدنية وعلمانية كتيار المواطنة مثلاً وشخصيات معارضة استقالت من أحزابها وأطرها وتحظي بتاريخ مشرّف كالسادة أكرم البني ووليد البني وياسين الحاج صالح وأنور بدر والعشرات من القامات النضالية.... بالرغم من الخلاف السياسي في بعض المفاصل معها لكنها في مطلق الأحوال تشكل بديلاً سورياً في حالة الكمون ولا بديل عن حل سوري ديمقراطي مدني لمّا تزل الحركة الكوردية تشكل محركاً مرشحاً لإقلاعها. 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الإعلامية.