اخبار العراق الان

انخفاض سعر التومان يلقي بظلاله على الزوار الايرانيين في كربلاء

انخفاض سعر التومان يلقي بظلاله على الزوار الايرانيين في كربلاء
انخفاض سعر التومان يلقي بظلاله على الزوار الايرانيين في كربلاء

2018-09-20 00:00:00 - المصدر: رووداو


رووداو - كربلاء

العقوبات الإقتصادية التي فرضت على إيران والتي قضت بعدم شراء النفط من الجمهورية الإسلامية وإيقاف التعامل مع البنك المركزي الإيراني هي احد اهم الأسباب التي ادت الى انخفاض اعداد الزوار الإيرانيين إلى مدينة كربلاء.

السياحة الدينية في كربلاء تمثل عصب اقتصادي فاعل في الحركة التجارية في المدينة المقدسة دينيا والتي يفد اليها الزوار الشيعة من مختلف أرجاء العالم، اما العملة الإيرانية فيتم تداولها بشكل أساسي في كربلاء، الى جانب الدولار الأميركي والعملات الخليجية، الا ان انخفاض قيمة التومان الإيراني أدى إلى توقف محال الصيرفة عن التعامل به.

تراجعت قيمة العملة الوطنية الإيرانية أمام العملات الأجنبية الصعبة، لا سيما الدولار واليورو، إلى أدنى المستويات في تاريخ البلاد؛ حيث شهدت تدهوراً ملحوظاً خلال الأسابيع والأشهر الماضية تسبب في أزمة مالية هزت أركان النظام الإيراني وأربكت مؤسساته المالية وانعكس ذلك سلبياً على اعداد الزوار القادمين إلى محافظة كربلاء.

فارس الشمري، وهو صاحب فندق من مدينة كربلاء يقول : "من المؤكد أن انخفاض قيمة التومان الإيراني اثر سلباً على السوق خصوصاً نحن اصحاب الفنادق الفخمة والمؤلفة من ٧ طوابق والتي تتحمل أعداد كبيرة من الزائرين". 

وأضاف، أن انخفاض قيمة التومان اثر على اعداد الشركات السياحية الوافدة إلى كربلاء، كما قل اعداد المُقيمين في فنادق الدرجة الأولى وأصبحت الفنادق الفخمة تتعامل بما تتعامل به الفنادق العادية وانخفضت سعر الإقامة في الفندق إلى 10 دولار أمريكي في الليلة الواحدة وهذا لم نشهده سابقاً".

كما أكد أن الحجز في الفنادق كان يبدأ سابقاً من يوم عرفة اي قبل شهرين من انطلاق مراسم عاشوراء، بينما اليوم ومع حلول يوم عاشوراء نجد بعض الفنادق خالية من الزبائن".

سيد حسام، وهو صاحب أسواق بمدينة كربلاء يقول: "انخفاض قيمة التومان الإيراني اثر على اسواق مدينة كربلاء". مضيفاً أن "العقوبات الإمريكية المفروضة على إيران اثرت كثيراً على اسواق كربلاء، والزائرين الإيرانيين لا يتسوقون كما في السابق".

ان انخفاض قيمة التومان الإيراني امام الدينار العراقي صدمت الكثير من هؤلاء الزوار الذين لم يتوقعوا أن انخفاض قيمة عملتهم أمام الدولار سيؤثر سلبا على قيمتها امام الدينار العراقي.

الإحصائيات الرسمية في المدينة تشير الى وفود بين 6500-5000زائر ايراني الى المحافظة يوميا، أما اليوم فالعدد انخفض بشكل ملحوظ بشكل أدى الى كساد السلع في المحافظة وتضرر تُجارها واصحاب الفنادق.

عباس موسوي، وهو زائر إيراني، يقول : "أنا احد زوار الامام الحسين عليه السلام ووفقنا الله لزيارة عاشوراء لهذه السنة، لكن هذا ليس متاحا لجميع الزوار بسبب الحصار الامريكي وهبوط العملة الايرانية". مضيفاً "اتمنى وضع الحلول لهذه المشكلة من قبل الجمهورية الاسلامية والحكومة العراقية".

تضم محافظة كربلاء، نحو 1000 فندق تعتمد على هؤلاء الزوار وتوفر فرص العمل لمئات الأشخاص، وساعدت على تنشيط السوق طوال السنوات الماضية.

تعد السياحة الدينية في العراق، متمثلة بالمراقد الدينية في النجف وكربلاء وبغداد وسامراء، من أبرز السياحات في العراق، ومن أكثر السياحات أهمية؛ وذلك لما تجنيه سنوياً من أموال طائلة جعلتها تُعد ثاني رافد اقتصادي لموازنة العراق بعد النفط.

وبحسب مسؤولين ومراقبين في الشأن العراقي فإن العقوبات الأمريكية أثرت سلباً على الاقتصاد العراقي، حيث تسببت بتوقف رحلات الزوار الإيرانيين للمراقد الشيعية في العراق وتسريح آلاف العمال من الفنادق والأسواق.

محمد رضا، زائر من إيران جاء إلى مدينة كربلاء لاحياء مراسم عاشوراء قال : "إن عدد الزوار اقل بكثير بالنسبة للاعوام الماضية بسبب الحصار الامريكي وهبوط التومان وارتفاع اسعار تذاكر الطيران والفنادق".

الزوار القادمين من الدول الخليجية والآسيوية غالبا ما يكون توافدهم الى مدينة كربلاء موسميا، كما أن أعدادهم قليلة مقارنة بالزوار الإيرانيين الذين يتوافدون على مدار العام وبأعداد كبيرة، الأمر الذي يُنبئ بأزمة اقتصادية في المدينة التي يعتاش غالبية سكانها على السياحة الدينية.

وكان الرئيس الأمريكي ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والدول الكبرى، وأعلن بعد ذلك إجراءات من جانب واحد لإعادة فرض الحظر على إيران؛ حيث استهدفت تقويض قدرة إيران على شراء الدولار والذهب والمعادن الثمينة والصلب والسيارات، ما أدى لأزمة اقتصادية كبرى في إيران.