اخبار العراق الان

أزمة الجثث والأوبئة تطارد سكان الموصل

أزمة الجثث والأوبئة تطارد سكان الموصل
أزمة الجثث والأوبئة تطارد سكان الموصل

2018-09-20 00:00:00 - المصدر: رووداو


رووداو - الموصل

في تموز 2017، تم الإعلان عن تحرير الموصل من مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية"، داعش، إلا أن مأساة المدينة لم تنته بعد، بإلإضافة إلى آثار الدمار التي خلفتها الحرب المدمرة، ما زالت آلاف الجثث موجودة تحت أنقاض الأحياء المدمرة.

مدير الدفاع المدني في مدينة الموصل العقيد هشام الصميدعي، قال " في الحقيقة ان الصفحات الرئيسية لموضوع انتشال الجثث انتهت بصفحتيها، الصفحة الأولى كانت برفع جثث المواطنين الأبرياء الذين قضوا على يد عصابات داعش الإجرامية، والصفحة الثانية بعد صدور أمر رئيس الوزراء بانتشال الجثث المجهولة الهوية ومقاتلي داعش وتلك العملية انتهت أيضاً".

وأضاف، "حالياً مديرية الدفاع المدني مستمرة في العمل لانتشال الجثث، لكن تعتمد على ابلاغات المواطنين، وفي الوقت الحالي بدت الأجهزة تعمل في الجانب الأيمن وكذلك المواطنين بدأوا بالعودة إلى منازلهم وبين الحين والآخر تردنا ابلاغات حول وجود الجثث ونقوم باتخاذ اللازم".

وحسبَ إحصائيات الحكومة العراقية فان ثلاثة ألافٍ من المدنيين قتلوا خلال معركة الموصل التي استمرت تسعة أشهر والمستشفياتْ الموجودة في المدينة سَجلت وجودَ عشرةِ ألاف وخمس مئة وستين جُثة من بينها أربعُ مِئة وخمسين جثة لمسلحي داعش. 

وهناك إحصائيات أيضا من مراكز إعلامية ومنظمات دولية تُشير الى أنّ خمسةٌ واربعين ألف مدني قُتلوا في معركة الموصل .

فخلال تسعة أشهُر من المواجهة شَنّ طيران التحالفُ الدُولي مايَقربُ من ثلاثين ألفَ غارة جوية على المدينة، ماعدا الضربات الجوية للطيرانِ العراقي .

النائب الأول لرئيس مجلس محافظة نينوى، حسن العبار، قال "بدأت الناس بالعودة إلى المنطقة القديمة لكنها تبدو عودة قليلة لأن الأجهزة الأمنية لم تكمل عملها بالكامل برفع الأنقاض وفتح الطرقات والعمل جاري من قبل الأجهزة الخدمية لتوفير الماء والكهرباء والبلديات".

وأضاف أن "الجهود مستمرة من قبل بلدية الموصل واللجان الخيرية، وكما هو معلوم جيداً بوجود آلاف الأطنان من الأنقاض خاصة في المناطق القريبة من نهر دجلة في القليعات والميدان". وبين أن رفع الانقاض وانتشال الجثث التي أنجزت تقريباً بلغت أكثر من ٦٠ بالمئة".

كما أكد العبار أنه "بدأت عودة السكان إلى مناطقهم مع وجود الانقاض، وأن الجهود المحلية من بلدية الموصل تمكنت من انتشال الجثث المنتشرة على ضفاف نهر دجلة ، فيما بقيت بعض الجثث تحت المنازل المدمرة وتعود غالبيتها لعناصر داعش".

وحول عودة النازحين قال العبار، إن "الاحصائيات تشير إلى عودة تدريجية للحياة في منطقة المشاهدة اذ تم تسجيل عودة 1000 عائلة، وكذلك في مناطق شارع فاروق ومكاوي عادت نحو 500 عائلة، كما أن العودة مرهونة برفع الانقاض وتأهيل الطرق والمدارس".

وتسلّم جثث المدنيين إلى ذويهم بعد إجراء الفحوصات اللازمة لتحديد هويتها، فيما تُدفن جثث مسلحي "داعش" في مقبرة خاصة بمنطقة السحاجي، على الأطراف الغربية للمدينة.

المواطن كرم محمد، يقول إن "الحكومة المحلية لم تقوم بالجهود الكافية لرفع الجثث والانقاض لأن حجم الجثث والانقاض يتطلب جهود أكبر من الجهود المحلية". 

وأضاف، "يجب على الحكومة المركزية والمنظمات الدولية التدخل لحل هذه الأزمة وأن غالبية الناس تريد العودة إلى المنطقة القديمة".

وتنقسم مدينة الموصل إلى جانبين، أيسر وأيمن، يتوسطهما نهر دجلة، إذ شهد الجانب الأيمن دمارا كبيرا نتيجة تمركز القيادات وعناصر تنظيم داعش فيه، والذي أدى إلى رفع حدة العمليات العسكرية التي استمرت لنحو خمسة أشهر في هذا الجانب.

وتجاوز عدد أهالي أيمن الموصل الذين كانوا يقطنونه خلال الحرب أربعة عشر ألف نسمة، ما يعني أن هناك الكثير من العمل لانتشال باقي الجثث.

وكانت الحكومة العراقية قد شكلت فرقا من الدفاع المدني لرفع جثث الضحايا لكن التخصيصات المالية لم تكن كافية لاستمرار العمل، ما استدعى لمشاركة متطوعين من أهالي الموصل والمحافظات العراقية من أجل ذلك.