اخبار العراق الان

البصرة في خطر.. من ينقذ الاقتصاد العراقي ؟

البصرة في خطر.. من ينقذ الاقتصاد العراقي ؟
البصرة في خطر.. من ينقذ الاقتصاد العراقي ؟

2018-09-20 00:00:00 - المصدر: رووداو


رووداو - أربيل

مدينة الثروات والرئة الاقتصادية للعراق، أنها البصرة ..مدينة عرفت بشط العرب وبالرغم من أنها مدينة نفطية باحتياطيات هائلة، إلا أن نسبة الفقر والبطالة فيها مرتفعة جدًا. مدينة النخيل والمنفذ البحري الوحيد للعراق، الا تستحق البصرة ان تكون مدينة حضارية معاصرة؟ أليس من حق سكانها التنعم بخيراتها؟ لماذا تهب البصرة الذهب وتجني الخراب والدمار؟ من وراء تكدس ابناء البصرة في طوابير من البطالة وهي تطفو على بحيرة من النفط؟

المحلل السياسي عدي العجمان، من محافظة البصرة، يرى بأن الحكومة المحلية في البصرة لم تفلح بإقامة المشاريع الاقتصادية والعمرانية، كما أن البطالة والفقر دفعا بشباب البصرة نحو أدمان المخدرات .

رووداو: لماذا البؤس والفقر في مدينة تُعد الكنز للعراق؟

العجمان: في البداية أود الحديث عن أساسيات الفقر وهو مشكلة متأصلة وليس وليدة اللحظة في مدينة البصرة، وبدأت في الفترة التي سبقت 2003، اذ أن البصرة كانت تعطي ولا تأخذ ، بينما اليوم فأن البصرة تعطي وتحصد الدمار والتلوث وهو وضع يرثى له ولاسباب كبيرة؛ والفقر أحد تلك الاسباب وهو ناجم عن عدم قدرة الادارة المحلية والاحزاب السياسية في تقديم المشاريع القادرة على حل مشكلة البطالة، كما أن الحكومة العراقية لا تكترث بشأن البصرة وتعتبرها "البقرة الحلوب" وخيراتها لا تذهب لاهل البصرة أو للشعب العراقي، وأن الفائدة تعم الاحزاب السياسية الحاكمة فقط. أن البصرة اليوم تعيش بمياه غير صالح للشرب، وهواء غير صالح للتنفس، وتكدس النفايات في شوارع البصرة. 

رووداو: لماذا البصرة تعطي ولا تأخذ؟

العجمان: أن البصرة انتُهكت في عفتها عندما ضُربت بمشروع طائفي وهجرها سكانها وتسنم زمام الأمور لمدينة البصرة لاشخاص لا يمتون صلة للبصرة، وما يحصل اليوم يعد نتيجة لتراكم احداث سابقة .

رووداو: هل ترى بأن المظاهرات سوف تستمر؟

العجمان: حتى وأن توقفت المظاهرات أو هدأت قليلاً فمن المتوقع أن تعود أقوى من السابق وستثورُ البصرة مرة اخرى. أن المظاهرات الناجمة عن غضب أهالي البصرة تعود لتفشي الأمراض السرطانية بفعل انبعاثات النفط، وأن المرضى لا يجدون مكاناً يرقدون فيه. وأن الادارة المحلية في البصرة يتعذرون بعدم سيولة الأموال لديهم للنهوض بمدينة البصرة، والسؤال هنا أين ذهبت الأموال التي أنفقت على البصرة طوال السنوات الماضية.

رووداو: إجمالي صادرات النفط  في شهر آب الماضي، أربعة ملايين برميل يومياً، مما وفر للحكومة في بغداد إيرادات بحوالي 7,7 مليار دولار على مدار الشهر.. بينما لا تنفق الحكومة لانشاء محطة لتحلية المياه..كيف تفسر ذلك؟

العجمان: أنت تتحدث عن صادرات البصرة من النفط، لكن السؤال أين بقية الواردات من المنافذ الحدودية وهي أرقام مخيفة، وأن المستغرب بالرغم من جميع الاموال والواردات بحوزة البصرة لكن لم يتم تنفيذ مشروع عمراني واحد، وتم انشاء جسر واحد فقط من 2003، وأن المشكلة تكمن بعدم قدرة الادارة المحلية لمدينة البصرة على مسك دفة الحكم بالشكل السليم.

رووداو: الا تتحمل الحكومة المركزية جزء من المسؤولية حيال ما يجري في البصرة؟

العجمان: أن الحكومة العراقية تعتمد فقط على الواردات النفطية، بينما فشلت في جذب الاستثمار إلى العراق لعدم توفر الأمن وانتشار الطائفية في البلاد، كما أن تفشي البطالة المقنعة اثرت سلباً على البلاد، وأن الأمن مفقود في البصرة لهذا فأن المستثمرين يفرون نحو المناطق الآمنة سواء في إقليم كوردستان أو مناطق اخرى.

رووداو: ماذا عن انتشار المخدرات في البصرة؟

العجمان: أن الموقع الجغرافي لمدينة البصرة أصبح عبئاً عليها وباتت ممراً للمخدرات ما بين الدول المجاورة، كما أن أغلب الموانيء البحرية معطلة.

رووداو: ماهي الحلول التي يتوجب على الحكومة العراقية ايجادها لمشاكل البصرة؟

العجمان: أن المعضلة الرئيسة التي تتعكز عليها الحكومتين الاتحادية والمحلية هي بعدم توفر الأموال، كما يتطلب الأمر تغيير الأدارة المحلية في مدينة البصرة وتعيين بدائل لشخصيات قادرة على انتشال البصرة من أزماتها ولذا يجب الاسراع في انقاذ البصرة ومحاسبة المفسدين في الحكومة المحلية.