اخبار العراق الان

واخيرا سيحسمها الشارع

واخيرا سيحسمها الشارع
واخيرا سيحسمها الشارع

2018-09-20 00:00:00 - المصدر: رووداو


بلا شك فإن لكل عملية انتخابية اهمية خاصة, فبعد كل حدث سياسي او اقتصادي او اجتماعي مهم تحدث هناك تغيرات جوهرية في قاعدة الجماهيرية للأحزاب السياسية, ولذلك تكون العملية الإنتخابية وسيلة لمعرفة ما قد تسببه التغيرات, و احيانا تلجأ بعض الحكومات الى انتخابات مبكرة عندما تواجه أزمات غير مألوفة لمعرفة رأي الشارع كما حدث في تركيا هذا العام بسبب أحداث داخلية واقليمية.

وقد مر العراق بشكل عام واقليم كردستان بشكل خاص بأحداث كبيرة غير مسبوقة الى حد ما, التي اشغلت الرأي العام الداخلي والدولي, وخاصة تلك التي رافقت العملية الاستفتائية وما بعدها من الأحداث والتغييرات السياسية والديمغرافية وفقدان السيطرة على أجزاء كبيرة من المناطق, والتغييرات الكبيرة في علاقات الاقليم الدولية وخاصة دول الجوار, مما ادت الى انقسام حاد في الشارع الكردي بين مؤيد ومعارض ومحايد, وانقسام بين الأحزاب السياسية, ناهيك عن التغييرات الداخلية في الاقليم, حيث كانت هناك احداث جوهرية على الصعيد الحزبي طرأت في ساحة السياسية للإقليم منها وفاة زعيمي كل من الحزب الاتحاد الوطني وحركة التغيير, وايضا ظهور أحزاب سياسية اخرى بنكهة معارضة مما يتوقع أن تؤثر على أصوات الأحزاب المعارضة, فضلا عن الازمة المالية  التي عانى منها الاقليم والتي تتوجه الى شبه انتعاش حيث تتهم المعارضة الحكومة بالفشل والتسبب في هذه الازمة.

وقد جرت الانتخابات البرلمانية العراقية في شهر يوليو هذا العام, فبالرغم من انها اعطت فكرة وتقييما للأوضاع الى حد ما  الا أنها لم تتمكن من إعطاء صورة مقنعة تماما للواقع السياسي والثقل الحزبي بسبب سيطرة شبح التزوير نتيجة لاستخدام  النظام الإلكتروني الذي ادى بدوره  الى التاثير في مصداقيتها, ولذلك تلتفت الأنظار الى الانتخابات البرلمانية للاقليم المزمع اجرائها نهاية هذا الشهر, حيث هناك ترقب دولي وداخلي لما قد ترسمه كل هذه الأحداث والتطورات من تأثيرات على نتائج الانتخابات, ومعرفة رأي الحقيقي للشارع حيال تلك التغييرات وخاصة كون هذه الانتخابات تتبع نظام الدائرة الانتخابية الواحدة حيث تتغلب في هذا النظام صوت ومصلحة العامة للبلد على  على المصالح الضيقة والعلاقات الشخصية التي ينتجها نظام المتعدد الدوائر. فبعد قيل و قال واتهامات وتخوين وبعد أن قال السياسيون والاعلاميون والمحللون كلماتهم وطرحوا ارائهم, فيا ترى لمن تكون كلمة الشعب وماهي؟؟؟.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الإعلامية