اخبار العراق الان

في برشلونة - نحو مستقبل دون ليونيل ميسي

في برشلونة - نحو مستقبل دون ليونيل ميسي
في برشلونة - نحو مستقبل دون ليونيل ميسي

2018-09-22 00:00:00 - المصدر: جول



    مصعب صلاح      تابعوه على تويتر

في رحلة إعادة بناء أي كيان لابد دائمًا النظر لحل مستدام يمكن الاعتماد عليه لفترة طويلة تتجاوز الخمس سنوات على أقل تقدير، محاولات تدريجية لاستبدال الجديد بالقديم للوصول إلى صناعة شيء مختلف تمامًا.

في برشلونة لا يفهمون هذه الحقيقة بصورة جيدة، تشافي رحل في 2015 بعد أن تأجلت مغادرته عام كامل وبعدها بحثت الإدارة عن بديل له ولم تجد حتى تم التعاقد مع آرثر هنريكي الذي يتوقع أن يكون خليفته.

إنييستا غادر منذ عدة أشهر ولا يوجد فلسفة للعب دونه، والدور قادم على ليونيل ميسي وسيرجيو بوسكيتس والبقية.

رحيل بوسكيتس أو اعتزاله قد لا يكون أزمة كبيرة في ظل خطة برشلونة التعاقد مع فرانكي دي يونج، أو ربما يتم الاعتماد على الرديف الذي يمتلك أكثر من لاعب في هذا المركز أبرزهم سيرجيو سامبر وأوريول بوسكيتس.

ولكن ماذا عن ميسي؟ اللاعب الذي تجاوز عامه الـ 31 وينتهي عقده في 2021 وربما لن يتبقى بعدها في برشلونة؟ هل هناك خطة للعب دونه؟!

ميسي هو قائد برشلونة في الملعب، حينما تصل الكرة إلى عثمان ديمبلي أو لويس سواريز أو فيليبي كوتينيو فإنّ ليو هو وجهة التمرير المحتملة والاقرب للتحقيق، الكرة تبدأ وتنتهي عند البرغوث ولا عجب في ذلك فهو أفضل لاعب في تاريخ النادي الكتالوني.

كان جوارديولا يقول إنّه في برشلونة لم يكن يخشى شيئًا في وجود ميسي، ففي حال تأزم الموقف، العب الكرة للأرجنتيني وسيجد أسلوبًا ارتجاليًا مبتكرًا للوصول للمرمى، وأصبح البولجا الوحيد القادر على تجاهل منظومة بيب.

هناك دائمًا أزمة في اعتماد فريق ما على لاعب واحد، ظهر ذلك مع ميسي نفسه في الأرجنتين بنهائيات كأس العالم الأخيرة وسبق وتحدثت عن هذا الأمر، والنتيجة لم تكن على المستوى المطلوب.

 


تجربة كريستيانو


في آخر موسمين لزين الدين زيدان قرر إراحة كريستيانو رونالدو في العديد من المباريات، ووقتها ظهر فريق ريال مدريد بصورة أفضل أحيانًا ولديه القدرة على الوصول للمرمى وتسجيل الأهداف، وانفجرت موهبة أسينسيو وحصل إيسكو على فرص أفضل.

صحيح أن كريستيانو لم يغيب عن المباريات الصعبة، عدا السوبر الأوروبي وكونه بديلًا في كلاسيكو السوبر الإسباني، لكن الفريق استطاع أن يلعب دونه وظهر بصورة مقبولة تمامًا، ولذلك حينما رحل صاروخ ماديرا لم تشعر بحدوث هزة في "سانتياجو برنابيو".

صحيح أنّ ميسي يختلف، لأنّه ليس فقط مهاجمًا حاسمًا أمام المرمى بل هو صانع اللعب ومن يفكك شفرات الخصوم، ولكن أيضًا لا يجب الانتظار حتى ينخفض مستوى البرغوث للبحث عن بديل.

 


البديل؟!!


ميسي هو لاعب فريد من نوعه، ومن الصعب جدًا أن تجد شخصًا يمكن وصفه ببديل ليو، ولكن لوبيتيجي في ريال مدريد حلّ رحيل رونالدو بتغيير منظومة اللعب وليس بالاعتماد على بديل.

برشلونة الآن يمتلك عددًا من المواهب في الخط الهجومي؛ ديمبلي وكوتينيو ومالكوم، بجانب لاعبين مميزين في خط الوسط لبناء الهجمات مثل آرثر ودينيس سواريز وسيرجي روبيرتو وحتى رافينيا، وبالتالي يجب العمل على تغيير منظومة اللعب. منظومة دون ميسي.

في شهر أكتوبر المقبل يواجه برشلونة عددًا من التحديات الصعبة، وقبلها لديها مباراة أمام جيرونا في "كامب نو" وآخرى ضد ليجانيس وهي فرصة لتجربة اللعب دون ميسي.

ربما يبدأ الأمر بإشراك اللاعب أساسيًا ثم خروجه في الشوط الثاني ومحاولة إيجاد وسيلة للوصول إلى المرمى وتسجيل الأهداف دون أن تمر الكرة عليه، وبعدها يتم استبعاد اللاعب في عدد من اللقاءات.

الفائدة ستكون في ضمان حفاظ ميسي على لياقته في أبريل، والأهم من ذلك وجود خطة مستقبلية لبرشلونة دون ليو حتى لا يتفاجيء الفريق بأن هداف البلوجرانا التاريخي لن يستطيع الاستمرار وسيرحل دون وجود خطة بديلة.

يورجن كلوب، مدرب ليفربول، أكد أن رحيل كوتينيو جاء مفيدًا للريدز لأنهم استطاعوا إيجاد حلول مبتكرة دون الاتكالية على لاعب واحد، فهل يا ترى في برشلونة سوف يتمكن اللاعبين من إيجاد حلول مبتكرة دون الاعتماد على صاحب الكرة الذهبية لخمس مرات؟!