اخبار العراق الان

عاجل

بين بيراميدز ومانشستر سيتي – الأموال وحدها لا تكفي

بين بيراميدز ومانشستر سيتي – الأموال وحدها لا تكفي
بين بيراميدز ومانشستر سيتي – الأموال وحدها لا تكفي

2018-09-24 00:00:00 - المصدر: جول



    مصعب صلاح      تابعوه على تويتر

رغم أنّ وجود أندية تابعة لشركات أو رجال أعمال في مصر أمر ليس بجديد، ولكن أن يأتي مستثمر من خارج المحروسة لشراء نادي فهو أمر لم نعتاده مطلقًا.

الأسيوطي تحول بعد أن اشتراه المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الرياضة السعودية، إلى نادي بيراميدز صار حدثًا في تاريخ الكرة المصرية، ومع سوق الانتقالات والصفقات الخيالية والرواتب الخرافية والمكافآت الجنونية أصبح الأمر ملفتًا بصورة كبيرة ليتم ضرب المثل بأندية استثمارية في أوروبا مثل تشيلسي ومانشستر سيتي وباريس سان جيرمان.

وخلال الفترة الماضية، ظهرت أمور في تجربة بيراميدز تؤكد أنّ هذا الفريق لا يسير على خطة الأندية الاستثمارية مثل مانشستر سيتي على الإطلاق بل إن الأمر يسير في الطريق ذاته مما يهدد خطورة استمرار المشروع.

في التقرير الآتي نحاول المقارنة بين تجربتي بيراميدز ومانشستر سيتي.


طبيعة البلد


كما ذكرت في المقدمة، فإن مشروع بيراميدز اختراع جديد لم تعهده مصر رغم تاريخها العريق في كرة القدم، حتى أندية الشركات والمملوكة لرجال أعمال لم تكن منتشرة بهذا الشكل منذ 10 أو 15 عامًا.

لو نظرنا إلى الأندية في مصر، سنجد أن أغلبها جماهيري يمتلكه الأعضاء والجمعية العمومية ويخضع لسلطة الحكومة وليس مملوكا لفرد محدد، وأبرز مثالين على ذلك هما الأهلي والزمالك.

في إنجلترا مثلًا، بدأ التحول في نهايات القرن الماضي بأندية تم بيعها لمستثمرين مثل ديربي كاونتي وليدز يونايتد، قبل أن يتطور الأمر تدريجيًا حتى وصل لتشيلسي في 2004 باستثمار روسي ضخم من رومان أبراموفيتش وبعدها جاء مانشستر سيتي.

ليفربول ومانشستر يونايتد هما الأكثر شعبية في إنجلترا ورغم ذلك فإن ملاك الفريقين أمريكان، مما جعل الأمر طبيعيًا ومتوقعًا في إنجلترا عكس ما يحدث في مصر.


القوانين


 

حتى مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان وغيرها من الفريق تخضع لقانون اللعب المالي النظيف، وهناك حدود لشراء الصفقات وسقف للرواتب متضمنًا المكافآت وكل هذا يتعلق بواردات النادي والمكاسب التي يحققها من شركات رعاية وحقوق البث وغيرها.

في بيراميدز، لا يبدو أن هناك أي شيء يتعلق بقانون اللعب النظيف، رعاة النادي الأهلي – على سبيل المثال – أكثر من بيراميدز وحقوق البث لم يتحصلوا عليها بعد، ولا أعتقد أنّ الأسيوطي حصل على أموال ضخمة من الموسم الماضي، كما أنّ الرواتب مرتفعة بصورة غير طبيعية.

لو خضع بيراميدز لقانون اللعب المالي النظيف لسقط دون شك ولحرم من جلب صفقات جديدة أو المشاركة في بطولة قارية مستقبلًا، ولكن لا يطبق هذا القانون حتى الآن سوى في أوروبا وهم خارج هذه الدائرة تمامًا.

 


الخطة


حينما بدأ مانشستر سيتي حاول الاعتماد على مجموعة من العناصر الناجحة وجلب صفقات مثالية، ولكن بعض ذلك اضطر إلى وضع خطة عمل واضحة بوجود إدارة رياضية وغياب لتدخل رأس المال في الأحاديث الصحفية والصفقات وخلافه مع جلب مدرب يستطيع بناء فريق جديد.

في البداية، جاء المكسيكي ريكاردو لافولبي في منصب المستشار الفني للفريق – لا أعرف ما هي اختصاصاته بالتحديد في هذا المنصب – قبل أن يصبح مديرًا فنيًا.

لا خلاف على أن المكسيكي مدرب جيد للغاية وقادر على بناء فريق للمستقبل، بيد أنّه عقب كل مباراة نجد تصريحات من مالك الفريق يتحدث عن اللاعبين ومن قد يأتي في يناير ومن ربما سيرحل دون العودة إلى المدرب مما قد يهدد أي مشروع للبناء.

أيضًا حينما لعب فريق الشباب مع الأهلي كان لايزال يرتدي قميص الأسيوطي السابق، وكان مالك النادي باع الفريق الأول فقط.

لا يوجد أي خطة واضحة، والحديث دائمًا بلغة الأموال فقط وكان الاستثمار يعني شراء فريق وجلب صفقات ورفع سقف الرواتب والحديث المتواصل في وسائل الإعلام.

بالطبع من المبكر الحكم على تجربة بيراميدز، ولكن المقدمات ليس مبشرة وسياسة خطف اللاعبين ليست الحل لبناء مشروع رياضي، وربما بعد فترة واستقرار للأمور نجد الوضع صار أفضل وتكون التجربة بداية لعدة تجارب مختلفة تنقل كرة القدم في مصر إلى مكان أفضل.

بين بيراميدز ومانشستر سيتي – الأموال وحدها لا تكفي
بين بيراميدز ومانشستر سيتي – الأموال وحدها لا تكفي