اخبار العراق الان

يعتبرون دعمنا للحزب "الأصفر" تشبيحاً !

يعتبرون دعمنا للحزب
يعتبرون دعمنا للحزب "الأصفر" تشبيحاً !

2018-09-25 00:00:00 - المصدر: رووداو


الناقد الهادف يتجه نقده إلى صاحب العمل، كيف يطوره ويرتقي به دون أن يدمره، فلا يكون هدفه إسقاط الآخرين أو إبراز ذاته من خلال نقده، وأعلم أنه من السهل جداً انتقاد الآخرين واكتشاف الأخطاء وإبرازها، ولكن من الصعب بمكان إكمال البناء وإتمام النقص وسد الثغرات، فالنقد البناء ما كان بعيداً عن الهوى والتعصب والأحكام المسبقة، بل لا بد أن يكون هناك تجرد وإنصاف ومحاولة بناء نقدك على أصول شرعية أو عقلية كي ينضبط الأمر لديك. 

ما علاقتنا بالانتخابات البرلمانية العراقية؟، لماذا نشارك في الاحتفالات المناصرة للحزب الديمقراطي الكوردستاني (البارتي)؟، لِمَ نناصر الحزب "الأصفر" بزعامة الرئيس مسعود بارزاني؟، ماذا حقق هذا الحزب لنا، وماذا قدم؟، ولماذا لا نلتفت لقضايانا الداخلية المعقّدة والجدلية نحن – أبناء غربي كوردستان – الضائعون هنا وهناك؟!!، أسئلة وتساؤلات سألها بعض الكورد من أبناء غربي كوردستان، وبعضهم ذهب في تحليلاته إلى اتهامنا بالتشبيح والتعبيد والتقديس للبارزاني الابن، وأننا لقمة سائغة في نظرهم، فأطلقوا علينا عبيد الأخضر، في إشارة منهم إلى الدولار الأمريكي، وكأننا نحصدها حصداً – ليل نهار – من فم هذا الحزب.

إلى أعزائي الكورد، الناقدين منهم والمهاجمين، كلنا نعلم أن كوردستان قسّمها المحتلون، وأدّت والظروف السياسية إلى تجزئتها لأربعة أقسام، وكل جزء منها يتواجد فيها تيارات وطنية لها تاريخ مشرّف لا تخلو من الانتكاسات والفساد الإداري، وناضلت وتناضل في سبيل قضيتها ضمن جغرافية البلد المحتل فيها، ولا سيما كان إقليم كوردستان الجزء الأكثر تحرّراً من بطش الحكومات العراقية المتعاقبة، بعد حقبة من التضحيات والثورات والانتفاضات، أبرزها ثورة أيلول وثورة كولان، بالإضافة إلى انتفاضة رانيا البطلة.

ومع بدء الحرب السورية، التجأ نحو نصف مليون كوردي قادماً من غربي كوردستان، ممَّن يحملون الجنسية السورية، ومنهم لا يحملونها نحو الإقليم الجنوبي، أي إقليم كوردستان، سبع سنوات عجاف والكورد هناك يعيشون في هذا الإقليم، بصفة مواطن لا لاجئ، مقارنةً مع دول الجوار مثل تركيا، الأردن، ولبنان، حيث يدرس أكثر من خمسة آلاف طالب جامعي في جامعات إقليم كوردستان، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الطلبة في المرحلة الإعدادية والثانوية، وجملة من قرارات أصدرها رئيس الحكومة نيجرفان بارزاني، لتسهيل أمور الطلبة السوريين الكورد منهم والعرب، في استكمال تعليمهم الجامعي دون رسوم نقدية، فهل دعمنا لهم يسمّى تشبيحاً؟.

لا ننسى أن هذا الحزب "الأصفر" ذاته فتح بوابة غير رسمية "سيمالكا" مع غربي كوردستان، مخترقاً بذلك الدستور العراقي المخترق، وأرسل وما زال يرسل المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى سماحه للمواطنين والمقيمين في كلا الجزأين بحركة الذهاب والإياب يومياً، فهل مناصرة هذا الحزب يعتبر تشبيحاً؟. 

عندما بدأ داعش حربه الشرسة على مدينة وريف كوباني، أليس هذا الحزب ذاته وبزعامة مسعود بارزاني نسّق مع التحالف الدولي وطلب منهم ضرب معاقل داعش في كوباني؟، أليس هذا الحزب ذاته فتح بوّابة إبراهيم خليل مع تركيا، واستقبل الآلاف من الكوبانيين، الهاربين من شبح الإرهاب؟، أليس هذا الحزب بنفسه تحدّى تركيا والنظام السوري وحليفته إيران، وقدّم مشروع إنقاذ كوباني إلى البرلمان معلناً بذلك إرسال قوات البيشمركة التي حررت المدينة مع الشبّان والشابّات الكورد من براثن أصحاب الرايات السوداء، فهل كان ذلك تشبيحاً؟.

وهل كان مسعود بارزاني يشبح لنا حين قال على قناة سكاي نيوز عربية: "كوباني لن تسقط، وما فعلتهُ لهولير فعلتهُ لكوباني، بنفس الهمّة والعزيمة"، أليس هذا الحزب ذاته وضمن إطار وزارة البيشمركة وبدعم من التحالف الدولي يقوم بتجهيز وإعداد قوّات باسم "بيشمركة روژ" من أبناء غربي كوردستان، وتدريبهم على أساليب أكاديمية عسكرية دولية، ليكونوا نواة الجيش الوطني في وطنهم، في المستقبل القريب، فهل دعم هذا الحزب معنوياً يعني أننا طامعون بالأخضر على حدّ قول الناقدين؟.

لنأتي إلى عفرين، أرض الزيتون، ألم يكن هذا الحزب على رأس وفد من البرلمان الكوردستاني بين أهالي عفرين، في وقت كانت القذائف التركية تتساقط عليهم كالمطر، وبالإضافة إلى كل هذا، أليس هذا الحزب نفسه من دعا وقاد مشروع استقلال كوردستان في وقت تراجعت عنه معظم القوى السياسية الكوردية عن دعمها، والكثير منهم اعتبر زمن الدولة القومية قد ولّى؟، فهل مناصرة مَن يدعو لدولة حرّة مستقلة اسمها جمهورية كوردستان الكبرى تشبيحٌ وارتزاق؟، إذاً فلنكن "شبيحة" وعبيداً إذا كان هدفنا التحرّر والاستقلال.

خلاصة الكلام، عند نقدك للآخرين بطريقة سلبية جارحة لا تظن أنهم قد يستجيبون لنقدك، حتى وإن كان في صورة جميلة زاهية، مضمونها التجريح والإهانة، فكثير من الحالات يمتنع الإنسان عن قبول الملحوظات التي يظهرها له الناس بسبب تصوره أن الأمر على خلاف ما يعتقده الناس أو أن هناك مبررات أخرى، لذلك عليك فقط تقديم النقد البناء الهادف.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس له علاقة بوجهة نظر شبكة رووداو الإعلامية.