عن الشعر التافه!!
2018-09-26 00:00:00 - المصدر: الصباح
26/9/2018 12:00 صباحاد. حسين القاصد
إن انخراط الشاعر في مضمار الايدولوجية وإحياء المناسبات السياسية ناتج عن رؤيته لنفسه صاحب (سلطة بمعنى من المعاني وتحكمه شهوة التقرب إلى السلطة، سعيا لتحقيق طموحاته)
عن مغرياتها.
ولقد شهد العراق الكثير من الأحداث السياسية الجماهيرية، وكانت الأحزاب تحرك هذه الأحداث وتغذيها، وبالنتيجة فإن الأحزاب مارست سلطتها على الشارع ومنحت الشاعر مناسبة للقول، فكانت الوثبة وكانت انتفاضة 1952 إلى أن انصهر الجميع في بودقة ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958، فكان كل من الاحزاب يراها من زاويته، فالشيوعيون يرون ان الثورة هي نتيجة نضالهم وسعيهم لتحرير الجماهير، اما البعثيون فيرون في الثورة حلمهم العربي الذي يدعمه جمال عبد الناصر ضد سياسة نوري السعيد الذي رفض أفكار
عبد الناصر.
واذ توحد الحلم وتحقق الهدف صار كل شاعر من شعراء الاحزاب الداعمة للثورة يرىالثورة بعيون حزبه لا بعين الشاعر المجردة من الأيدلوجيا.
والشعر اشهره ما كتب في المناسبات والمناسبات ازدهرت بعد ثورة الرابع عشر من تموز وان كانت قبلها بعض المناسبات، لكن ما تلا الثورة وما تلا سقوطها، كانت المناسبات تفتعل لسبب او من دون سبب وكان الشعراء يتهافتون عليها ان لم يسهموا في ابتكارها
وصنعها.
يقول الدكتور داود سلوم رحمه الله في كتابه الادب المعاصر في العراق: ( ان ثورة 14 تموز المباركة قضت على مآسينا السياسية الضيقة في الداخل وان ثورة تموز المباركة اعلان بموت الشعر السياسي في العراق. اللهم الا مما سيبقى منه في المناسبات وذلك سوف يكون شعرامتهافتا لا لذة فنية فيه وانما هو أداة دعاية ووسيلة إقناع ومدح) وهو رأي على شدة قساوته لكنه وضع يده على مفصل الخراب الذي اصاب الشعر وحوله من الفن الى الخطاب والكلام الفارغ
الموزون المقفى.