ديربي العاصمة | ما بين خفقان نسر لاتسيو وتراجع ذئاب روما
هيثم محمد فيسبوك تويتر
يلعب مساء السبت ضمن الجولة السابعة من الدوري الإيطالي لقاءاً تنتظره كل جماهير الكرة الإيطالية والأوروبية، إنه ديربي العاصمة الإيطالية بين طرفيه روما ولاتسيو، والذان يدخلا المواجهة في ظروف متضادة عكس السنوات الأخيرة.
ويأتي الديربي مبكراً هذا العام ليصبح تحت تأثير بدايات الموسم لكلا الفريقين، فلاتسيو بعد ست أسابيع يحتل المركز الرابع برصيد 12 نقطة، وخلفه روما عاشراً بعشر نقاط.
ورغم البداية البطيئة وخسارة أول مبارتين، تدارك لاتسيو أموره سريعاً، وبدأ عملية حصد النقاط عبر تحقيق أربعة انتصارات متتالية أعادته سريعاً للمسار الصحيح الذي كان عليه في الموسمين الماضيين.
ونجح سيموني إنزاجي، مدرب لاتسيو، في إثبات نفسه كأحد أفضل الأسماء التدريبية على الساحة الإيطالية، وشكل فريقاً قويا نجح الموسم الماضي في التنافس على الصعيدين المحلي والأوروبي حتى الأمتار الأخيرة، وإن كان يعيبه فقدان التركيز في اللحظات المهمة.
فقد لاتسيو مقعد دوري الأبطال لإنتر في الدقائق العشر الأخيرة للموسم على أرضية ملعبه بالأوليمبيكو، كما فرط في تأهل لنصف نهائي الدوري الأوروبي أمام سالزبورج بتلقيه أربعة أهداف في 15 دقيقة، ليضيع على الفريق مجهود موسم كامل مميز في بضع دقائق.
وحافظ لاتسيو على معظم قوام الفريق الأساسي، فلم يرحل ميلينكوفيتش سافيتش ولا لويس ألبيرتو رغم العروض الكبرى، ونجح في تعويض رحيل ستيفان دي فراي بفرانشيسكو أتشيربي، والذي انسجم سريعاً وتحول إلى قائد للدفاع.
ويأمل إنزاجي أن يواصل كسر الحواجز والتحليق بفريقه، فكما علق كلاوديو لوتيتو، رئيس النادي، أن فريق لاتسيو هذا تم تصميمه ليذهب أبعد من المتوقع ويتعدى الحدود العادية له، ولقاء الديربي سيكون محطة بناء جيدة للاستمرار ضمن المربع الذهبي وإعطاء الفريق دفعة معنوية قبل خوض منافسات الدوري الأوروبي التي يستهدف الفريق التتويج بها.
بيليتش مدرب مخضرم، فهل ينجح مع النمور؟ pic.twitter.com/dOaXtTgOwb — جول العربي - Goal (@GoalAR) September 29, 2018
وفي الجهة المقابلة، يمر روما بحالة تراجع كبيرة مقارنة بإنجازات الموسم الفائت، فبعد الوصول لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا والحلول ثالثاً بأريحية في جدول الدوري، كان يتوقع أن يبدأ روما بقوة ويكون أحد فرسان الرهان على السكوديتو.
ويبدو أن مغامرات الإدارة في سوق الانتقالات وتفضيلها المكاسب المادية والتركيز على قواعد اللعب النظيف جاءت على مصلحة الفريق، فرغم التعاقد مع عدد كبير من اللاعبين، ولكن ذلك لم يعوض رحيل قامتين ذو أهمية كبيرة في ديناميكية لعب الفريق في صورة رادجا ناينجولان وكيفين ستروتمان، وظهر تأثر الفريق بغيابهم.
انتصارين، واحد منهم بشق الأنفس، وتعادلين وهزيمتين، كانت تلك حصيلة ذئاب العاصمة في الدوري، بالإضافة إلى عرض باهت وهزيمة ثقيلة أمام ريال مدريد أوروبياً لا تليق بفريق كان قريباً من مواجهة نفس الفريق بنهائي دوري الأبطال الموسم الماضي.
تراجع النتائج فتح المجال لتوجيه أسهم الانتقادات بداية من المدرب أوزيبيو دي فرانشيسكو الذي بدا غير قادر على العثور على الرسم الأفضل لتوظيف كل العناصر الجديدة والتغلب على فقدان ناينجولان وستروتمان، ولكن الجزء الأكبر كان من نصيب الإدارة وخصوصا مونشي، مدير التعاقدات، الذي ترى الجماهير أنه يتحمل مسؤولية البداية الباهتة للموسم.
في السنوات الأخيرة لطالما كان الديربي يذهب للفريق الذي يمر بفترة أفضل على صعيد النتائج، وهو ما يضع لاتسيو في صدارة الترشيحات قبل قمة السبت، ولكن قد يكون قدومه في جولة مبكرة فرصة للعودة للماضي والمفاجآت، في لقاء الانتصار فيه يساوي أكثر من مجرد ثلاث نقاط ويشكل منعطفاً قد يزيد من خفقان نسر العاصمة الأزرق والأبيض، أو يكون له مفعول السحر على الذئاب ويعيدها للطريق الصحيح.