قبل معركة سان باولو |جنود مجهولون خلف بداية ليفربول المُرعبة
باستثناء الهزيمة أمام تشيلسي والخروج من كأس الرابطة، حافظ ليفربول على بدايته المثالية هذا الموسم، بتفادي التجرع من كأس الهزيمة على مستوى البريميرليج هذا الموسم، بفرض التعادل على تشيلسي في عقر داره "ستامفورد بريدج"، في آخر لحظات قمة سبت الجولة السابعة، ليتقاسم كلوب ورجاله الصدارة مع حامل اللقب مانشستر سيتي، لكل منهما 19 نقطة.
وقبل أن يستكمل أحمر الميرسيسايد حملته الرائعة حتى هذه اللحظة، بمواجهة نابولي على ملعب "سان باولو" مساء الأربعاء، ضمن منافسات المرحلة الثانية لدوري مجموعات أبطال أوروبا، دعونا نُلقي الضوء على أبرز العناصر التي ساهمت في بداية كلوب المُبشرة بالنسبة لجماهيره.
جيمس ميلنر
أحد أكثر من تطورا بُشكل مُذهل وغير متوقع تحت قيادة يورجن كلوب، رغم أن بدايته مع ليفربول، لم تكن تُعطي أي مؤشرات أنه سيُصبح بهذه القيمة، كيف لا وكانت أزمته الأولى هي البطء المبالغ فيه، وتأخر قراراته. كان أشبه باللاعب الموظف، الذي يستعين به كلوب لحل الأزمات، بالذات مركز الظهير الأيسر، في النصف الثاني من موسم المدرب الألماني الأول، آنذاك لم يكن لديه ثقة في مورينو البتة.
أما في الآونة الأخيرة، وتحديدًا منذ أن اتخذ قرار اعتزال اللعب على المستوى الدولي، استعاد شبابه وبريقه الذي كان عليه مع فريقه الأسبق أستون فيلا، يكفي أنه بات القائد الحقيقي في وسط الملعب، بالدور الكبير الذي يلعبه في الضغط على المنافسين، والدقة الجديدة في تمريراته، خصوصًا تمريراته الحاسمة في ظهر المدافعين، ما يُمكنه أن جيمس ميلنر يُعطي ليفربول عصارة خبرته، وحتى الآن.. هو لاعب الموسم والجندي المجهول الأول في حملة ليفربول، وربما لو استمر على نفس المنوال، سيكون من المدعوين في حفلة المنافسين على جائزة لاعب العام في البريميرليج.
فينالدوم
لا يتمتع بالهالة الإعلامية التي يتمتع بها صلاح أو فيرمينو أو ماني، ولا حتى الحارس الجديد اليسون، لكنه على أرض الملعب، يُعتبر من الرجال المُفضلين بالنسبة لكلوب، وهذا ليس من فراغ أو من قبيل الصدفة، فالأسمر الهولندي، من النوع المرن، الذي يُجيد تنفيذ تعليمات المدرب كما ينبغي، أضف إلى ذلك، أنه مُمرر بارع، من النادر أن يُخرج الكرة من قدميه بالخطأ للمنافس، والجديد هذا الموسم، أنه طّور من نفسه هجوميًا، وأصبح أكثر وعيًا وذكاء في تحركاته في الثلث الأخير من الملعب، عندما يقوم بعمل المساندة الهجومية، بالذات في الكرات الثابتة والركنيات، التي سجل بها هدفًا في شباك توتنهام، ولا ننسى أنه وصل لقمة التفاهم والانسجام مع ميلنر على الأخص، والآن يُشكلان ثنائيًا لا يُستهان به، وهذا في حد ذاته، يُثير حماسة نابي كيتا، ويجعله يبذل مجهود أكبر، ليُنافس فينالدوم على مكان في التشكيلة الأساسية.
جو جوميز
إن كان ميلنر هو لاعب الموسم حتى الآن، فجو جوميز، هو المفاجأة السارة الحقيقية لكلوب وجماهير ليفربول هذا الموسم، بنجاحه في تَحمل مسؤولية قلب الدفاع جنبًا إلى جنب مع فان دايك، بعد صدمة إصابة ديان لوفرين في بداية الموسم، والشيء المُلفت الإيجابي الذي صب في مصلحة الفريق، أن تألق جوميز في مركز قلب الدفاع، أثار الحماسة والغيرة داخل الكاميروني جويل ماتيب، ليُقدم أفضل عروضه منذ قدومه للنادي، باختصار شديد، إجادة جوميز في هذا المركز، أشبه بالصفقة الجديدة التي أبرمها كلوب بعد غلق الميركاتو الشتوي.
نابي كيتا
القطعة الثابتة التي كانت تنقص مشروع يورجن كلوب، بعد رحيل فيليب كوتينينو يناير الماضي، وهذا يظهر بوضوح في البعد الذي أضافه تشافي أفريقيا لوسط ملعب الريدز، بقدرته الهائلة على التحكم في إيقاع لعب فريقه، في لحظة قادر على تحريك الجماهير من مقاعدهم، بدس سمومه في ظهر المدافعين في رمشة عين. نابي كيتا لاعب بلمسة خاصة، ليس لاعب وسط من النوع التقليدي، هو مزيج بين رقم 8 و10، وهذه الإضافة التي كان يبحث عنها كلوب، ليظهر مشروعه أكثر جدية ورغبة في استعادة اللقب الغائب منذ قرابة 3 عقود، كما يبدو حتى الآن على مستوى الدوري.
أندري روبرتسون
لم تكن جماهير ليفربول تعرفه قبل أن يأتي به كلوب من هال سيتي العام الماضي، لكنهم أبهرهم بأدائه الراقي، الذي أسفر عن 11 تمريرة حاسمة وهدفان الموسم الماضي، ومن حُسن الحظ، أنه يؤدي على نفس النسق، بل يتطور وينضج من مباراة لأخرى، ولديه الآن تمريرتان حاسمتان، ويُشكل جبهة مُخيفة مع ساديو ماني في ناحية اليسار، يأتي منها الحل في أوقات كثيرة، وهذا في حد ذاته، أنقذ كلوب من صداع عدم ثقته في مورينو، لذا، لا خلاف أبدًا، على أن روبرتسون من أهم جنود كلوب المجهولين حتى هذه اللحظة من الموسم.