بنية الكتابة في الرواية ..للعراقي علي لفتة سعيد
2018-10-04 00:00:00 - المصدر: شبكة اخبار العراق
عمان/شبكة أخبار العراق- صدرَ عن دار ابن النفيس الأردنية، أول كتاب نقدي للروائي والشاعر والناقد علي لفتة سعيد وحمل عنوان «بنية الكتابة في الرواية العربية- أسئلة التدوين ومتابعة الاثر ـ العراق أنموذجا» ويقع في نحو 360 صفحة من القطع المتوسط. الكتاب لا يقدم منهجا نقديا أو رؤية نقدية جديدة، بل هو اجتراح نقدي يتابع الأثر التدويني لمنتج النص الأدبي، سواء كان النص سرديا أم شعريا وهو محاولة لإعطاء تعريف جديد لأهمية التدوين.. فالنص ليس نقل أحداث أو حكايات أو جمل شعرية، بل هو محاولة لإعطاء اللغة دفقا آخر ومعنى متجددا في لحظة التدوين، بعيدا عن الأفكار التي يحملها النص.. إذ لا يخلو أي نص من فكرة أو حماية أو معنى أو مغزى، لكن الفارق هو في عملية التدوين. يقول الكاتب في مقدمة كتابه، «إن هناك سؤالا كان يرن في أذنه: كيف يكتب الكاتب نصّه؟ إذ لا بد من وجود ثوابت مثلما هناك ثوابت في المصطلحات الأخرى كالتفكيكية والتكعيبية والبنيوية والسيميائية والظاهراتية وغيرها.. كانت القراءات تحاول أن تصطاد طريقا يوصل إلى تحليل شيفرات السؤال الذي قفز إلى الرأس في إجابة مخبوءة إنها (بنية الكتابة) لم تتأثر بالبنيوية ولم تدخل في عمق الظاهراتية ولا تبتعد عن الانطباعية.. فهي تأخذ من كل شيء شيئا لتنتج صورة لها معنى الوصول إلى المغزى وهي العلامات الدالة على ما يحتويه النص من المستويات الستة التي وجدها المؤلف تدخل في جميع النصوص الأدبية والتي سبق للمؤلف أن ذكرها في بيان نشره في جريدة «الصباح» قبل أعوام حين طرح في هذا البيان فكرته عن بنية الكتابة وأهدافها. إن هذا الكتاب الذي بدأت فيه بمقدمةٍ وتعريفٍ ببنية الكتابة ورؤيتي الخاصة في الرواية العراقية، فضلا عن عدد من المقالات التطبيقية المختارة عن بنية الكتابة لكتّابٍ عراقيين من أجيالٍ مختلفة ومدارس كتابية مختلفة وتجارب متنوّعة، تمتد منذ ستّينيات القرن الماضي إلى وقتنا الحاضر.. مثلما كانت المقالات التطبيقية تمتد من التسعينيات حتى الآن، وحسب ما تمّ فيه من رؤيةٍ أوليةٍ، ومن ثم توسّعت الرؤية والكتابة وطريقة الكتابة. ويقول الكاتب أيضا إن الكتاب ليس منهجا أو أسلوبا دراسيا، بل هو مقالاتٌ في النقدية العراقية التي اجترحناها، وكان قد نشرها في العديد من الصحف العراقية والعربية وجمعها في هذا الكتاب، الذي أراده محاولة في تأسيس خاصيّة التلقّي.. لذا قد نجد تشابها في المداخيل أو التراكيب بين مقالٍ وآخر، بدون أن تكون هناك قصدية محدّدة لها. مستعينا بما يمكن الحصول عليه من معوناتٍ لكتابات نقاّد عالميين أو عرب أو عراقيين، مستغنيا عن وجود هوامش المصادر والمراجعات. الكتاب احتوى على مدخل وفصلين وحمل عنوان «أسئلة البحث أهمية التلقّي». وتضمن خمسة فروع الأول: لماذا بنية الكتابة؟ سؤال البدء والقراءة النقدية. والثاني: عناصر تكوين الرواية بين الحداثة والمطلوب. أما الثالث فكان: الرواية بين الحكاية والسرد. والرابع: الرواية الجديدة.. هل هي رواية صوت الراوي؟ في ما كان الخامس يشرح طريقة العمل التي اتبعها الكاتب لتوضيح اجتراحه الخاص.. وكان الفصل الثاني قد حمل عنوان «إجابات البحث وتتبّع الأثر» تضمن أربعة أقسام الأول: بنية الصراع ولعبة المكان والشخصيات.. وقدّم تطبيقات لخمس روايات عراقية. والقسم الثاني حمل عنوان: التمظهرات البنائية بين السرد والوصف.. وقدم فيه ستة تطبيقات لست روايات عراقية، فيما كان القسم الثالث: لعبة الأزمنة الروائية والخطوط البيانية. وقدم تطبيقات لخمس روايات عراقية فيما كان القسم الرابع قد حمل عنوان: بنية النصّ الروائي بين الاجتماع والسياسة، وقدم تطبيقات لخمس روايات عراقية مثلما احتوى الكتاب على خلاصة لفكرة الكتاب وقال فيه إنه محاولةٌ لرسم نقطةٍ جديدةٍ في التلقّي الذي انقسم إلى قسمين: الأول الذي يذهب مع الفكرة وحكايتها. والثاني: مع السرد وبنائه وطريقة الإدارة وعدم الوقوع في أخطاء الروي. وبهذا فإن ما نراه لا يعني شيئا جديدا، فكلّ شيءٍ تمّت رؤيته، ولم يعد هناك ما هو جديدٌ، بقدر ما هو استنتاجٌ واستبيانٌ وتوضيحٌ واجتراحٌ، لعلّنا نرى بعض الشيء مما هو عامٌ وكلّي وقارٌّ وثابتٌ ومتحوّلٌ، لكي نشكّل ولو جزءا بسيطا من الحركة النقدية، التي لا تعتمد على الفكرة وتقشيرها، ولا على الثيمة وتحوّلها، ولا على اللغة وقدرتها وشاعريتها، ولا على المخيّلة ومفعولها، ولا على الموهبة وتمكّنها، ولا على التمكّن وهدفه، ولا على الهدف وفلسفته.