المنعطف المطلوب في السياسة العراقية الحالية والمستقبلية
2018-10-08 00:00:00 - المصدر: شبكة اخبار العراق
بقلم:عبد القادر ابو عيسى
تنصيب كل من عادل عبد المهدي رئيس لوزراء العراق وبرهم طالح كرئيس لجمهورية العراق له دلائل نافقة واهية في السياسة العراقية منذ بداية الاحتلال . التخبط الذي عاشه العراق ناجم عن عوامل عديدة تكمن في جوهر الحالة العامة التي عاشها الشعب العراقي من بعد سقوط النظام الملكي . سببها الرؤيا الضيقة التي تبناها ” عبد الكريم قاسم وعبد السلام محمد عارف ” رؤساء جمهوريات العراق بعد اساقطهم النظام الملكي ” والاحزاب الفاعلة في تلك المرحلة واهمها حزب البعث العربي الاشتراكي والاحزاب الكوردية والحزب الشيوعي العراقي . حدثت امور ضد ومع الشعب العراقي . السلبية منها اكثر من ايجابياتها حسب اجتهاد ورؤية هذه الاطراف للحالة الداخلية والخارجية وفقا لامكانات الدولة فيي هذا السياق . الشعب ضل ساكنا على ما يلحق به من أذاً في كل المجالات . كان اشبه بالمختبر بالرغم من المحاولات العديدة التي قامت بها بعض الجماعات المحسوبة على الاعتدال والوسطية لاكنها فشلت لأنها اتسمت بالسطحية ومحاكاة الواقع السلبي المعاش فيي التغيير المطلوب . وهذه الامور المحبطة خلقت حالة ” أرتجاء الخير” من عناصر مشكوك بمقدرتها او مواكبة التطور العام العالمي للمجتمعات . الاحتلال الامريكي للعراق لم يخرج عن هذه الدائرة وهذا الفهم وغياب العقل في إحداث منعطف حاد للإجراءات التي تواكب العصر من حيث التطور في ذاتية الافراد والمجموع . للشعب العراقي “المنخفظة ” وتفعيلها بالاتجاه الصحيح المطلوب والتجاوز على العواطف الذاتية الانانية والارتقاء بها لصالح المجموع . السياسة الاميركية تجاه العراق بعد احتلاله لم تدرك المشهد العراقي بشكله الصحيح وضلت تدور في النمط السائد ما بعد سقوط النظام الملكي علاوة على انها لم تمتلك الوضوح النظري الكافي واتخاذ القرار الصحيح في ادارة العراق لمرحلة ما بعد الاحتلال وتجليها لاهدافه والبدء بالهدف الاساس المطلوب ” رفاهية وتطور الفرد والمجتمع بما يتناسب وامكانياته الفكرية والثقافية والمادية . فأستعانت أمريكا بمجاميع متدنية في افكارها وسلوكياتها ونظرتها للحياة مبنية على الذاتية الدونية المفرطة . بعيدة عن الواقعية والعلمية في بناء الانسان والوطن . بشكل يتلائم وقدراته وأمكانياته الذاتية والمادية . أعتمدت على مجاميع ودول واحزاب وشخوص سطحية مقلدة لواقع قديم غير مُجدي فاقدة للمنظور العقلي المعاصر . ارتكزت على عوامل اهمها ” الكائن المتديّن ” الذي لايمثل إلا نسبة محدودة في مجتمع متنوع في الاشكال والافكار والمعتقدات والاتجاهات يطمح للتغيير وفق منظور وطني عالي المستوى نابع من ادراك مبني على تجارب ميدانة تؤكد قدرات هذا المجتمع في التطور والانطلاق السريع العالي لصالح المجتمع بكل اطيافه ومعتقداته . هناك احداث كثيرة وقعت مطالبة بالتصحيح وتعديل المسار لكن بدل احتوائها بالشكل الحضاري المطلوب قامت الجهات الفاعلة المسؤولة عن ادارة الدولة وخدمة المواطن بأستخدام نفس الاساليب المرفوضة التي كانت سائدة قبل الاحتلال والتي ترفضها علناً الادارات الحاكمة بعد الاحتلال . . الفضائح المتتالية وبأعتراف من يدير الدولة بالفساد العام الذي استشرى وعدم الاستقرار والتخبط الهائل والتزوير في الانتخابات شكل صدمة كبيرة وقوية لذات المواطن العراقي والمجتمع . غياب العدالة والموضوعية والنزاهة خلّف مجتمعاً رافضاً للإحتلال وشعاراته الزائفة الكاذبة وللإدارات السياسية الحاكمة في العراق وللدعوات الدينية التي شكلت العمق العام المرفوض أجتماعياً المتطلع الى الحرية والانسجام والاستقرار الأمني والاجتماعي فكانت الاحداث الأخيرة ” أحداث البصرة ” القشة التي قصمت ظهر البعير ” مما شكل صدمة عنيفة غير متوقعة لكل الاطراف التي تتحكم بأدارة المجتمع العراقي من محتل الى سياسيين الى نهج ديني متطرف غير واقعي وغير فاعل . نأمل من الادارة الجديدة ان تنعطف بشكل جذري لتصحيح المسار السياسي العام في العراقي . اهم هذه المؤثرات تغيير المنهج الدستوري والاساليب المغلوطة المعتمدة ووضع مناهج واضحة ومقنعة وصحيحة للتعامل مع الشعب العراقي وفق امكاناته وقدراته الذاتية والموضوعية . وإلا فالقادم أصعب وسيشكل في كل الاحوال انقلاباً جذرياً في العراق والمنطقة . مبني على اساس الحقيقة الموضوعية نائياً بعيداً عن الرمزية الكاذبة التي لا تجدي نفعاً ولا جدوى . غير ذلك توقّع الكارثة التي ستزلزل الجميع كمحتل وكمعتمدين من قِبَلهُ . .