اخبار العراق الان

عاجل

بيرين فاج.. طموح قياسيّ بلا حدود

بيرين فاج.. طموح قياسيّ بلا حدود
بيرين فاج.. طموح قياسيّ بلا حدود

2018-10-11 00:00:00 - المصدر: بي ان سبورت


حوار وإعداد: زاهر الحلو

فيما أمواج الحياة ورياحها تلاطمنا يومياً مثقلة بالمتاعب والهموم، قررت بيرين فاج، ملاطمة أمواج أخرى أكثر قساوة وأعتى رياحاً وأصعب مساراً لا لشيء إلا لشغفها العميق بممارسة الرياضة منذ نعومة أظافرها.

منذ البدء تخصصت بيرين، المحامية الفرنسية التي تعمل في beIN SPORTS، في ممارسة رياضات تتطلب عناء وتحمل كبيرين، كيف لا وقد عشقت تسلق الجبال وسباقات الماراتون والسباحة الطويلة، فأخذت تجول العالم بحثاً عما يشبع نهمها ويلبي قدراتها المتفوقة.

وفي خضم عطائها الرياضي ومشاركاتها العالمية، كانت بيرين تنتقل للعيش في قطر حيث وجدت "فرصة الحلم" للعمل في beIN على حد قولها منذ ثلاث سنوات فقط..

ومع انتقالها إلى قطر، وجدت بيرين متسعاً من المساحات لإطلاق مواهبها على مستوى أعلى وأكثر احترافية "مع وجود تسهيلات مذهلة للرياضة وبنية تحتية متطورة مثل اسباير ومستشفى سبيتار التخصصي وغيرها" فوسعت أنشطتها بشروعها بممارسة ركوب الدراجات الهوائية لمسافات طويلة.

ومن على دراجتها التي جالت بها قطر حيث خبرت يمّها أيضاً، انطلقت المحامية الفرنسية نحو العالمية مطلقة العنان لأولى مشاركاتها في مسابقات الترياتلون وأول الغيث كان مشاركتها في مسابقات الرجل الحديدي قبل أن توجه بوصلتها نحو منافسات أكثر ضراوة "انديورومان".

وتقول الرياضية الفرنسية: "بدأت بممارسة ركوب الدراجات الهوائية هنا في الدوحة حيث انطلق كل شيء، مع وجود التسهيلات وكان التطور سريعاً للغاية، فخضت خمس مرات منافسة "الرجل الحديدي" (3.8 كلم سباحة و180 كلم دراجات هوائية وماراتون) وست مرات سباقات نصف المسافة في الرجل الحديدي، والعديد من مسابقات الدراجات الهوائية"

خبرت بيرين مسابقات الرجل الحديدي بأشكالها المختلفة حتى كبر حلمها نحو تحد أكبر فقادها طموحها لضالتها المنشودة: "بعد مشاركات كثيرة فكرت أنني أريد تحدياً أكبر فوجدت هذه المنافسة الفريدة من نوعها Enduroman خصوصا في سباحة القناة الإنكليزية حيث الأمر صعب جداً من لندن إلى باريس".

ولعل إدراك ماهية أنديورومان، أمر مرهق بحد ذاته، فبمجرّد التفكير أن هذه المنافسة عبارة عن ترياتلون يربط إنكلترا بفرنسا، يتملكك التعب الذهني والنفسي قبل البدني، خصوصاً أنها تشمل بداية الجري لمسافة 140 كلم ومن ثم سباحة القناة الإنكليزية الباردة لمسافة 34 كلم تقريباً قبل الختام بـ288 كلم على الدراجة الهوائية لبلوغ قوس النصر في فرنسا ويا له من نصر.

استشارت بيرين العديد من المتخصصين قبل خوض تجربتها غير المألوفة، فأتاها الجواب بـ"نعم" وشرعت الاستعداد في قطر لمدة خمسة أشهر ممضية 16 ساعة أسبوعيا في المياه المفتوحة بالإضافة إلى الجري وركوب الدراجة الهوائية.

وفي يونيو الفائت، حزمت بيرين امتعتها لسبر أغوار أنديورومان وفيما هي في منتصف المغامرة تسبح القناة الإنكليزية قال الطقس كلمته برياح وتيارات قوية جرفتها خلفاً، فكان قرار المنظمين الصعب بالانسحاب حفاظا على سلامتها علما أنها كانت على مشارف الساحل الفرنسي.

رفضت بيرين أن يذهب عناؤها هباء، فعادت بعد شهرين فقط بإذن خاص كونها لم تكن قد استشفت كلياً بعد، وأعادت الكرة في أغسطس وهذه المرة قاومت كل العوامل حتى تغيرات الطقس أثناء السباحة  منهية المنافسة بزمن قياسي للسيدات قدره 67 ساعة و21 دقيقة.

وللعلم فلتاريخ كتابة هذه السطور تمكن فقط 35 متسابقاً حول العالم بين رجال وسيدات من إنهاء تحدي "من القوس إلى القوس" Enduroman Arch 2 Arc وتحتل الفرنسية الرقم 32 على اللائحة.

تؤمن بيرين بقدرتها على تحطيم الرقم القياسي للرجال حتى كما تقول، والبالغ 59 ساعة، فالأمر يتعلق بعبور القناة الخاضع لتقلبات مناخية مفاجئة وصعبة قد تؤخر المتسابق ساعات أو تكسبه مثلها.

ورغم ذلك، لا تبدو الفرنسية مكترثة لذلك الآن، فطموحها ما زال هائماً في بقاع الأرض بحثاً عن جديد، وها هي الآن تستعد لاكتشاف هاواي حيث تأهلت إلى بطولة العالم لمسابقة الرجل الحديدي.

بيرين فاج.. طموح قياسيّ بلا حدود